أصلح عالَمك أوّلاً، ثمّ فكّر بإصلاح العالم، فالعكسُ في الترتيب، يُفقدك العوالمَ كلّها !
الإصلاح واجب المصلحين، وواجبُهم أن يُضَحّوا لأجله! فإذا عجزوا عنه ، أو غابت تضحياتهم ، تولاّه المفسدون ، بلا تضحيات !
قال تعالى :
(وما كان المؤمنون ليَنفروا كافّةً فلولا نَفَرَ مِن كلّ فِرقةٍ منهم طائفةٌ ليَتفقّهوا في الدِين وليُنذروا قومَهم إذا رجَعوا إليهم لعلّهم يَحذَرون) .
واجبك أن تنصحني ، وواجبي أن أنصحك .. وليس من واجبك أن تصلحني ، ولا من واجبي أن أصلحك ؛ فهذا واجب كلّ منّا ، تجاه نفسه !
وإذا عجزتَ ، عن إصلاح أسرتك ، فلا تتوقّع منّي ، أن أصلحها لك ، ولا تتوقّع ، أن أكون أقدر منك ، على إصلاحها ! كما أنّي ، لو عجزت ، عن إصلاح أسرتي ، لا أتوقّع ، أن تصلحها لي .. ولا أتوقّع ، أن تكون أقدر منّي ، على إصلاحها !
الإصلاح نوعان : خاصّ وعامّ ، وكلّ منهما مرتبط ، بفهم الإصلاح ، وإرادته ، والقدرة عليه !
قال نبيّ الله شعَيب ، لقومه : (إنْ أريدُ إلاّ الإصلاحَ ما استطعتُ ..) .
وقال الله ، عن المنافقين :
(وإذا قيلَ لهم لاتُفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مُصلحون * ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لايشعرون).
فإذا كان لابدّ من وجود الفهم ، لمعنى الإصلاح ، وما الذي يراد إصلاحه ، وضمن أيّ واقع .. ثمّ لابدّ من إرادة الإصلاح ، ولابدّ من القدرة عليه ..
فلنتصوّر الحالات التالية ، والنتائج المترتّبة عليها :
وجود فهم الإصلاح ، مع غياب إرادة الإصلاح ، وغياب القدرة عليه ، أو غياب أحدهما !
وجود إرادة الإصلاح ، مع غياب فهمه ، وغياب القدرة عليه ، أو غياب أحدهما !
وجود القدرة على الإصلاح ، مع غياب فهم الإصلاح ، وغياب إرادة الإصلاح ، أو غياب أحدهما !
لنتصوّر هذه الحالات ، مجرّد تصوّر، ثمّ لنفكّر، بعد ئذٍ، بالطريقة الأمثل للإصلاح !
وسوم: العدد 869