طهران واستراتيجية الإرهاب الصحي
كثرت الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي عن أصل كورونا: منهم من يقول هي: صناعية، والآخر يقول: هي وباء انتقل عن طريق الحيوانات، والدول تتقاذف التهم فيما بينها.
تشير التقارير إلى أن حالات الإصابة بفيروس كورونا في تزايد مستمرّ داخل إيران، وهناك قلق كبير بشأن استجابة الحكومة الإيرانية للأمر، وكيفية تعاطيها معه فقد سجلت إيران أكبر عدد من الوفيات بعد الصين فضلًا عن تزايد الإصابات، ومن المتوقع أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير من المعلن عنه.
أما عن أثار ظهور فيروس كورونا في إيران؛ فقد أكدّ مسؤول بوزارة الصحة الإيرانية على انتشاره تقريبا في كل المدن وليس في قم وحدها. بينما تعيش دول الجوار حالة ذعر.
اعتمدت الدول المجاورة، إجراءات حازمة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد عبر أراضيها، وذلك بإغلاق الحدود مع إيران حيث سجل فيها أكبر عدد من وفيات بالفيروس. فأعلنت أفغانستان، وباكستان، وتركيا، وأرمينيا، والعراق، والكويت، إغلاق المعابر الحدودية مع إيران، ووقف الرحلات الجوية، في محاولة لمنع تسلل الفيروس الخطير.
كيف تعاملت إيران مع الوباء؟
تعامل النظام الإيراني مع فيروس “Covid19″ ، بطريقة تضع حياة الناس في خطر و”الفبركات” الإيرانية عرّضت الشعب الإيراني والشعوب الأخرى حول العالم لـ”خطر عظيم”. فإيران لم تتعامل مع تفشي الفيروس بالحزم الكافي ولم تتحل بالشفافية في عملية الإعلان عن عدد المصابين بهذا المرض والوفيات الناجمة عنه على أراضيها.
لقد تجاهل النظام الإيراني التحذيرات المتكررة من مسؤولي الصحة التابعين له، وأنكر حالة الوفاة الأولى الناجمة عن الفيروس لمدّة لا تقل عن 9 أيام، ويواصل النظام الكذب على الشعب الإيراني بشأن أعداد الإصابات والوفيات، وهي للأسف أكثر مما يعترف به النظام”، على حد تعبيره، وهذا يعكس حالة الارتباك والخوف التي يعيشها الإيرانيون على خلفية تضارب أرقام الإصابات والوفيات.
خبراء يؤكدون أنّ القطاع الصحي في إيران غير مستعد لكارثة كبرى مثل كورونا لعدم الاهتمام في الجانب الصحي وعدم تيسرها مسبقا من قبل الدولة، علاوة على تأثير العقوبات الدولية التي تلاحق طهران.
ارتفع عدد ضحايا فيروس كورنا في إيران وأصبحت بؤرة لتفشي المرض في منطقة الشرق الأوسط، إذ سجلت دول الكويت، والبحرين، وعمان، ولبنان، والعراق حالات إصابة بالفيروس لأشخاص عائدين من إيران.
كان المصدر الأولي لانتشار الفيروس مدينة قم، فلم تقم وزارة الصحة بإجراءات من شأنها التصدي لهذا الوباء بشكل فعال، ولم تقدم تفاصيل حول كيفية تضاعف الحالات بسرعة كبيرة في قم مركز السياحة الدينية، وانتشارها إلى مناطق أخرى، وتأكد فشل السياسة الإيرانية في مواجهة وباء كورونا.
اعترف أطباء وخبراء للأناضول بـ”عدم استعداد البلاد للأزمة الصحية، حيث يعانون من نقص الموارد الطبية اللازمة للتصدي لها، في ظلّ تزايد الفوضى والارتباك حول عدد الوفيات”. رغم هذ الهلع من انتشار الفايروس لم تتعامل السلطات الايرانية معه بمسؤولية، بل ظلت تشجع الزيارات الدينية إلى الأضرحة والتجمع لإقامة الشعائر دون النظر إلى آثاره، لأن طبيعة تربية مجتمعاتهم منذ زمن بعيد قائمة على هذه الشعائر التي تجلب لهم الرزق والبركة وتقيهم من كل الأمراض كما يزعمون، لضمان بقاء الشعب جاهل وولائه إلى ولاية الفقيه واستغلاله وتوجيه لتنفيذ كل الأوامر لقتل الشعوب باسم تصدير الثورة.
الزيارات للأضرحة الدينة هي أخطر من الخفافيش التي يقولون أنها تنقل المرض، لأن هذا التجمّع في حال وجود شخص واحد مصاب فأن ملامسة الأضرحة والتبرك بها هو أسرع وسيلة لنقل الوباء، وقد حدث هذا قبل أيام قامت سيدة من مدينة اروميا في زيارة قم وعند عودتها إلى مدينتها جاء الأقارب وأهل المدينة لزياتها والتهنئة وللتبرك بها، حيث تقتضي العادة عندما يرجع أحد من الزيارة أو الحج تقديم التهنئة والهدايا وكذلك العائد من الزيارة يقدم لهم هدايا بسيطة من المكان الذي زاره، النتيجة أصيب أهل السيد وجميع من زارها بوباء كرونا).
إلى متى تستمرون بالكذب على شعبكم، تقولون: الزيارة تمنحكم السلامة من الوباء وتعرفون أنكم تكذبون، وتدعون ان الزيارة الى قبور الأئمة والاولياء تنجيهم من هذا الوباء، وهذا كذاب، والذي يدعي أن زيارة قبر الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، تنجيه من الأمراض كاذب، فقد قال رسول الله صلى عليه وسلم: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)).
منذ أن بدأ انتشار الفايروس، قالت المراجع الدينية في إيران إن الحل الأمثل لمواجهة الفايروس هو زيارة المراقد، وجعل الفايروس وجها لوجه مع الأمامين علي والحسين ورضي الله عنهما إلى يوم الدين، وهما سيتكفلان بالتصدي له، وذلك خدمة لمصلحة الملالي، حتى يستمر الخمس وجمع التبرعات التي يقدمها الزوار للمزارات، فهذه الطقوس والزيارات التي أقنعتم شعبكم بها عبر عشرات السنين كيف ستغيرونها وقد جاءكم الوباء؟
استراتيجية نشر الوباء
المشكلة التي لا يمكن التخلص منها وهي أن إيران جارة العرب وعندما أصبح لها مخالب، راحت تخرب الدول العربية التي تسعى للتقدم والاستقرار بكل الوسائل، فأثارت الطائفية ودعمت الارهاب وغذّت التطرف، وأخيرا تحاول نقل الوباء إلى دول الجوار العربي من خلال أساليب متنوعة منها:
1 . عدم غلق الحدود مع الدول العربية وخاصة مع العراق، والضغط على ذيولهم لتسرب العوائل الايرانية إلى العراق وهي محملة بالفيروس.
2 . عدم تقديم الخدمات الطبية للزوار العرب المتزاجدين في إيران حتى أصابهم الوباء وعادو إلى دولهم محملين بالوباء.
3 . إرسال الآلاف من الزوار إلى العراق لزيارة مرقد الإمام موسى الكاظم والى النجف وكربلاء، وأقيمت الموائد رغم انتشار الوباء في إيران ووصوله إلى العراق وتساقط عشرات المصابين في شوارع العراق.
4 .استخدمت طهران التواصل الاجتماعي بشكل مكثف لمعممين يؤكدون على فضل الزيارات وأثرها في القضاء على الوباء والأمراض، وأن هذا الوباء مؤامرة على صحتهم وعلى عقيدتهم، ولذلك يجب أن يتحدوا في وجه هذه المؤامرة ويذهبوا إلى الزيارات ويقتحموا الأضرحة لو في القوة، كما حدث في قم ،حيث حرقوا الباب الخارجي للضريح ودخلوا بالقوة.
5 .الخطة الاستراتيجية تتمثل في السماح لتدفق أكبر عدد من المصابين في الفيروس إلى العراق بشكل خاص وإلى دول الخليج بشكل عام، لدفع امريكا لإجلاء قواتها من العراق أولا ومن ثم دول الخليج.
بسبب هذه السياسة التي تعمدت إهمال الرعاية الصحية للشعب الايراني وتركيز السياسية في احداث الضرر في الدول العربية، سوف ينتشر الفيروس في كل مدن إيران، وللأسف يواصل النظام الكذب على الشعب الإيراني وعلى العلم بشأن أعداد الإصابات والوفيات.
وها هي إيران اليوم تضيف لما تصدّره من إرهاب دموي الإرهاب الصحي حيث تفشَّى فيروس كورونا في معقل الملالي مدينة قُم ومنها انتقل إلى كل مدن ايران، ومن ثم وإرسال الأعداد الكبيرة من الزوار الإيرانيين إلى العراق بحجة الزيارة في هذا الظرف وهم محملين بالفيروس بغية نشره، فانتقل الوباء إلى لبنان والكويت وعمان والبحرين والإمارات والسعودية وقطر وسوريا.
وهذا كله بسبب تخطيط إيران لنشر الفيروس فيها وعدم التعامل معه بأسلوب حضاري وإنساني، كما تفعل كل الدول الطبيعية.
وسوم: العدد 870