هذه رؤية الإخوان الاقتصادية لمواجهة أزمة كورونا بمصر

إسطنبول- عربي21

"الإخوان" دعت إلى ضرورة وجود مشاركة مجتمعية في تخطيط واتخاذ القرار وتشكيل إدارة حقيقية لمواجهة الأزمات- 

قدمت جماعة الإخوان المسلمين رؤية اقتصادية لمواجهة أزمة تفشي فيروس كورونا في مصر، والحد من انعكاساتها السلبية على الاقتصاد المصري، والأوضاع المعيشية للمصريين.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي نظمته الجماعه، الأحد، قدمت فيه رؤية شاملة للتعامل مع أزمة كورونا داخل مصر، بمختلف القطاعات الصحية والاقتصادية والحقوقية والشرعية والأسرية.

وأعلنت الجماعة، تشكيل لجنة متخصصة ومهنية في الداخل والخارج تضم عددا من رموزها والكفاءات المتخصصة والمهنية من أساتذة الطب والاقتصاديين وعلماء الشريعة والإعلاميين وغيرهم، للمساهمة في مواجهة أزمة كورونا.

وقدم رؤية الإخوان الاقتصادية للتعامل مع أزمة كورونا، الباحث الاقتصادي عبد الحافظ الصاوي، الذي شدد على ضرورة تضافر الجهود بين الجميع؛ رجال الأعمال (من مستثمرين وتجار)، وأفراد المجتمع (من مستهلكين ومدخرين)، والجمعيات الخيرية، وقبل كل ذلك الحكومة، لعلاج هذه الأزمة الوقتية.

اقرأ أيضا: "الإخوان" تطرح رؤيتها للتعامل مع أزمة كورونا داخل مصر

ودعا الصاوي إلى الحرص على تطبيق الحجر الصحي لمنع انتشار الوباء، ودعم القطاع الصحي، والقطاعات الاقتصادية لاسيما الضرورية، ورفع الوعي المجتمعي بالأزمة ومتطلباتها، مؤكدا أن الحجر الصحي له تبعات اقتصادية تتوقف على مدة الوصول لعلاج أو مصل لهذا الوباء.

وحث الصاوي، رجال الأعمال على" إعلاء ميزان القيم والأخلاق على شهوة المال، وذلك بالمحافظة على العمالة، وعدم تسريحها، وعدم اللجوء بأي صورة لرفع الأسعار أو الاحتكار، مع توجيه الإنتاج نحو ضروريات الناس من طعام وشراب ودواء، لا سيما توفير ما يلزم من أجهزة تنفس وكمامات".

وطالب الصاوي، المستثمرين، بالاجتهاد في توفير مستلزمات الإنتاج من السوق المحلي، والعمل على تقديم منتجات بديلة للواردات بشكل كامل، وتحويل الأزمة إلى فرصة.

وأضاف: "لا شك في أنه إذا ما فعل المستثمرون ذلك، فسيؤدي إلى الحفاظ على بقاء المؤسسات المصرية في حالة من العمل والبعد عن البطالة، وخفض فاتورة الواردات، وتوفير فرص عمل دائمة للمصريين".

كما أوصى الصاوي، الفلاحين المصريين، "بضرورة العودة لزراعة الحبوب، من قمح وذرة وأرز، بكميات تلبي حاجاتهم الذاتية، وبما يؤدي إلى تلبية حاجات المجتمع، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا".  

وقال الصاوي، إن القطاع الخيري كذلك مطالب بتفعيل دوره في جمع الصدقات، ودعوة القادرين للتعجيل بدفع الزكاة، بما يمكنه من توجيه تلك الأموال للمهمشين والمحتاجين في المجتمع، لاسيما عمال اليومية وغير القادرين على توفير أي مصدر للدخل، في ظل هذه الظروف الطارئة.

ودعا الجمعيات الخيرية إلى المسارعة في تنسيق أعمالها الخيرية، لتغطية أكبر عدد من المستفيدين، وعدم تكرار الأنشطة الخيرية. 

وتابع: "كما أن المجتمع في أمس الحاجة للالتزام بالحجر الصحي، وترشيد الاستهلاك، وعدم زيادة الطلب على السلع والخدمات بدون حاجة، والاكتفاء بشراء ما يلزم من حاجات سلعية فعلية، وترسيخ مفهوم التكافل الاجتماعي".

ونصح الصاوي المواطنين المصريين، أن" يراعوا ضرورة تنمية مدخراتهم، والبعد عن الاستهلاك الترفي، وعدم الدخول في عمليات المضاربة على العملات الأجنبية، ليجنبوا الوطن مضار هذا السلوك السلبي". 

واستطرد قائلا: "نعلم أن الجميع، يحتاط بإجراءات الوقاية اللازمة لمواجهة وباء كورونا، فعلينا فيما يتعلق بشراء الأدوية أو المطهرات اللازمة، أن نراعى الاعتبارات العامة؛ فلا داعي لشراء مالا يلزم، وأن يكون شراء الأدوية حسب تعليمات طبية، وأن تكون الكميات المشتراة في حدود الحاجة، حتى لا نوجد فرصة للمستغلين، أو نساهم - بغير قصد - في منع الآخرين من الحصول على احتياجاتهم".

وعلى صعيد الحكومة، طالبها الصاوي، بضرورة تحريك عجلة الإنتاج، وتوفير السلامة الاجتماعية، بتوفير السيولة اللازمة لتوفير الاحتياجات الضرورية للناس، وتوفير منح مالية للمحتاجين، وقروض حسنة للشركات، بشرط المحافظة على العمالة وعدم تسريحها، فضلا عن تأجيل الضرائب. وعليها أيضا زيادة دخول الأطباء والعاملين في القطاع الصحي.

وشدد الصاوي في ختام كلمته، على ضرورة وجود مشاركة مجتمعية في تخطيط واتخاذ القرار، وضرورة وجود إدارة حقيقية لمواجهة الأزمات. 

وسوم: العدد 871