الخداع في حساب المصالح .. والمفاسدُ المترتّبة عليه !
المصالح أنواع كثيرة : دنيوية وأخروية .. كبيرة وصغيرة .. عاجلة وآجلة .. مادّية ومعنوية ..!
والعقول ، التي تحسب المصالح ، مختلفة ، من حيث القدرات الذهنية .. ومن حيث الثقافات المكتسبة ..! وكثيراً مايخطئ العقل في حسابه ، فيجلب لصاحبه مفسدة ، من حيث أراد جلب مصلحة ؛ ولاسيّما إذا خالط حسابه هوى !
والخداع ، في حساب المصالح قديم ، يختلف ، باختلاف الأحوال ، والأزمنة، والأمكنة .. وهو متنوّع الأشكال ! أمّا الذين يخادعون غيرهم ، فكثيرون ، جدّاً ، في سائر الأزمنة والأمكنة ! لكن الذين يخدعون أنفسهم ، أشدّ خسارة ، وأكثر شقاء ، من غيرهم !
وقد وردت آيات كثيرة ، في القرآن ، تتحدّث عن سعي المنافقين ، إلى خداع الله والمؤمنين ، منها: (يخادعون الله والذين آمنوا ومايّخدعون إلاّ أنفسَهم وما يشعرون).
والمصالح المادّية كثيرة ، جدّاً ، كما أن المصالح المعنوية كثيرة ، جدّاً ، منها ، على سبيل المثال :
طلب الرزق ، والحرص عليه .. قال تعالى : (وتجعلون رزقَكم أنّكم تُكذّبون) .
ومنها : طلب الزعامة ، أو السيادة ، والحرص عليها ، وبذل الوقت والجهد ، للوصول إليها !
ومنها : حبّ الغَلبة ، والانتصار على خصم ، أو عدوّ!
ومنها : الحرص على تجنّب ضرر، من نوع ما ، أو تجنيب أشخاص مقرّبين ، الضرر المتوقّع ، من قِبل بعض الجهات !
كيف تقوّم المصالح والمفاسد ؟ وكيف تقاس ؟
للناس مقاييس شتّى ، في حساب المصالح والمفاسد ، تختلف ، باختلاف الظروف والأحوال ، والبيئات ، وطبائع الناس ، واهتماماتهم ، وثقافاتهم ، وعقائدهم ..و من أهمّها : مقاييس الربح والخسارة ، مادّياً ومعنوياً : سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ..!
مقاييس الكفر والإيمان : وهذه تكون واضحة ، حين يكون الصراع ، بين فئات مختلفة عَقدياً ، ومتخاصمة ، أو متعادية ، بسبب اختلاف العقائد !
مقاييس الدنيا والآخرة : وهذه تبرز، في العادة ،عند مَن يؤمنون بالآخرة ، ويحسبون حسابها ، فيما يقولون ويفعلون ، حتى في أثناء حساباتهم الدنيوية !
وسوم: العدد 874