أسئلة يجب طرحُها عن علاقة السياسة بالدين؛ أهيَ لُغزٌ يَصعبُ حَلّه؟
ثمّة مجموعة من الأسئلة ، حول علاقة السياسة بالدين نرجو أن يجيب عليها ، من شاء !
قال تعالى : (مايَلفظ من قولٍ إلاّ لديه رقيبٌ عتيدٌ ) . فهل القول السياسي ، داخل في هذا الإطار، أم لا ؟ وإذا لم يكن داخلاً ، أفلا يحاسَب عليه الإنسان في الآخرة ، فضلاً عن حسابه في الدنيا ؟
قال تعالى : (فمَن يعملْ مثقالَ ذرّةٍ خيراً يَرَه * ومَن يَعملْ مثقالَ ذَرّة شرّاً يَرَه ) . فهل العمل السياسي ، داخل في فعل الخير والشرّ ، هنا ، أم لاصلة له بذلك ؟
قال رسول الله : (لاتزول قدما عبد ، يوم القيامة ، حتى يُسأل عن أربع : عن عمره، فيمَ أفناه .. وعن جسده ، فيمَ أبلاه .. وعن ماله ، من أين اكتسبه ، وأين وضعه .. وعن عِلمه ، ماعمل فيه )! فهل العمل السياسي ، داخل في السؤال ، عن واحد من هذه الأربعة ، أم لا ؟ وإن لم يكن داخلاً ؛ فكيف يُفصَل ، يوم القيامة ، بينه ، وبين كلّ من هذه الأربعة ؟
قال رسول الله : (كلّكم راعٍ ، وكلّكم مسؤول عن رعيته ؛ فالإمامُ راعٍ ، ومسؤول عن رعيته ..)! فهل ، لهذا الكلام ، صلة بالسياسة ، أم لا ؟ وإن لم يكن له صلة ، فما المقصود بالإمام ، هنا : أهو إمام الصلاة ، في المسجد ؟
قال رسول الله :(سيّد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه، فقتله)! فمَن المقصود بالإمام الجائر، هنا ؟ وهل هذا الكلام ، له علاقة بالسياسة ، أم لا ؟
قال رسول الله : (إنّ من أعظم الجهاد، كلمة حقّ ،عند سلطان جائر)! فهل لهذا الكلام، علاقة بالسياسة ، أم لا ؟
ورد ، في الحديث الشريف : (إذا هابت أمّتي ، أن تقول للظالم : ياظالم ، فقد تُوُدّعَ منها )! فهل الحاكم الظالم ، داخل في هذا الحديث ، أم لا؟ وإذا كان داخلاً، فهل الحديث ، له علاقة بالسياسة، أم لا ؟
قال رسول الله : (اللهمّ ، مَن وليَ من أمر أمّتي شيئاً ، فشقّ عليهم ، فاشقُق عليه ، ومَن وليَ مِن أمر أمّتي شيئاً، فرفق بهم ،فارفق به)!فهل لهذا علاقة بالسياسة، أم لا؟
(عن يزيد بن أبي سفيان ، قال ، قال أبو بكر، رضي الله عنه ، حين بعثني إلى الشام: يايزيد ، إن لك قرابة ، عسيتَ أن تؤثرهم بالإمارة ، وذلك أكبر ما أخاف عليك ؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مَن وليَ من أمر المسلمين شيئاً ، فأمّر عليهم أحداً ، محاباةً ، فعليه لعنة الله ؛ لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ، حتى يدخله جهنّم ، ومَن أعطى أحداً حمى الله ، فقد انتهَك في حمى الله ، شيئاً بغير حقّه ، فعليه لعنة الله ، أو قال: تبرّأت منه ذمّة الله ، عزّ وجلّ )! فهل لهذا الكلام علاقة بالسياسة ، أم لا ؟
لمّا سأل أبو ذرّ، النبيّ ، لماذا لايستعمله ؛ أيْ : يولّيه وظيفة عامّة ! قال له النبيّ : يا أبا ذرّ، إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، إلاّ مَن أخذَها بحقّها ، وأدّى الذي عليه فيها )) . فهل لهذا الكلام علاقة بالسياسة ، أم لا ؟
وقد ورد ، في الحديث الشريف : إنّما الإمام جُنّة ، يقاتَل مِن ورائه ، ويُتّقى به !
فهل لهذا الكلام علاقة بالسياسة ، أم لا ؟
والأسئلة حول الموضوع كثيرة ، نكتفي بهذه ، ونرجو أن يجيب عليها مَن يَعلم !
وسوم: العدد 874