لا خلاف بين نتنياهو وترمب حول الضم
عملية ضم اراضي الضفة الغربية والغور الفلسطيني وشمال البحر الميت تجري بهدوء وبشكل ناعم ودون جلبة اعلامية اوسياسية ودون حاجة لاعلان ذلك من قبل نتنياهو او اي من اقطاب اليمين الحاكم في اسرائيل الذي يجمع كل اقطابه ان اسرائيل الان لديها فرصة تاريخية لن تتكرر لضم اجزاء من الضفة الغربية والغور وشمال البحر الميت . اعلن نتنياهو مؤخرا ان الاول من تموز هو التاريخ الفعلي لضم الضفة الغربية وبدء هذه العملية وهذا قد يستمر بعض الوقت اسابيع او اشهر قليلة . البعض يتصور ان نتنياهو قد لا يقدم علي الضم بسبب عدم حصولة علي الضوء الاخضر من واشنطن التي مازالت تعارض اقدام نتنياهو علي تنفيذ الضم بطريقته وبعيدأ عن تنسيق المواقف مع الولايات المتحدة . لا اعتقد ان نتنياهو يحتاج لضوء اخضر من ادارة ترمب لانه حصل علي الموافقة بمجرد ان اعلنت الادارة الامريكية صفقة القرن بالرغم من ادعائة بان الادارة الامريكية لم تمنحه الضوء الاخضر بعد وتتهمه بتنفيذ ما يريد من صفقة القرن دون التطرق لباقي بنود الصفقة في تصوير ان بالصفقة شيئا مهما للفلسطينين او هناك اي اشارات يمكن ان تعطي الفلسطينين حقوق سياسية في كيان مستقل .
نتنياهو ابلغ قادة المستوطين قبل ايام ان عملية الضم سيتم خلال اسابيع وقال " بأنه يعمل بموجب أجندة مواعيد ضيقة لضم "أقصى ما يمكن ضمه"، وتطرق الي موضوع الخرائط المشتركة مع الامريكية حيث اوضح انها غير جاهزة لكن يجب ان يغتنم الفرصة حتي لا يفسر ذلك من قبل ترمب ان الاسرائيلين غير مهتمين بتطبيق بنود خطة صفقة القرن . وطمئن نتنياهو المستوطنين انه بالرغم من حديث الامريكان عن دولة فلسطينية حسب الخطة الا انهم في اسرائيل لا يسمونها دولة ولن يصوتوا علي دولة فلسطينية في الكنيست واخبرهم بانه سيتم توسيع البؤر الاستيطانية المعزلة وربطها بالمستوطنات بشبكة طرق حديثة . في المقابل فان مبعوث ترمب لمحاربة " معاداة السامية" في الولايات المتحدة الامريكية (آلان كار) اكد ان تاجيل فرض السيادة علي اراضي الضفة لن يكون الا اذا قرر قادة اسرائيل ذلك وطمئن نتنياهو الذي بدأ قلقا في الايام الاخيرة بسبب الاحداث في الولايات المتحدة بعودة ادارة ترمب عن دعم قرارات الضم بأن الاحتجاجات العنيفة لن تؤدي الي تأجيل فرض السيادة الاسرائيلية علي الاغوار وشمال البحر الميت .
لايوجد خلاف اساسي بين نتنياهو وادارة ترمب يتعلق بموضوع ضم اراض الضفة الغربية ولا يوجد تناقض بالافكار فالافكار هي ذاتها وضعها نتياهو وفريدمان سفير امريكا في تل ابيب سويا واتفقوا علي صغائر الامور والخرائط الجيوسياسة والامنية وقد يكون الاختلاف اجرائيا فقط ان سجل هناك اختلاف ,وكل من يصور ان هناك خشية اسرائيلية بتراجع ترمب عن دعم نتنياهو في ضم 30% من ارض الضفة يكون هذا بغرض دفع نتنياهو لتسريع الضم ليس اكثر , انا اشك في ان يكون هناك اختلاف اومعارضة امريكية الان لموضوع الضم فهذه ورقة ترمب الرابحة في الانتخابات امام اليهود الامريكين . ديفيد فريدمان يعمل بجهد مضاعف ليل نهار ليتم الضم كان قد حضر اجتماع الحكومة الاسرائيلية لمناقشة خطة الضم بحضور نتنياهو وبيني غانتس وزير الجيش وغابي اشكنازي وزير الخارجية وعمير بيرتس وززير الاقتصاد واتفقوا علي تبطيئ الضم في المرحلة الحالية . ادارة ترمب تريد ان يتم تبطيئ الضم وليس التاجيل حتي تنتهي لجنة الخرائط من ترسيم الحدود الجيوسياسية للمناطق الفلسطينية والتي تطلق عليها دولة ولا يعترف نتنياها بها وهناك اشارات امريكية تفيد بان التاجيل لن يطول وسيكون هناك ايعاز امريكي بنتفيذ الضم بحدود سبتمبر القادم .
نتنياهو لا يكترث كثيرا بالموافقة الامريكية ولا حتي بموافقة وزير الجيش بيني غانتس رئيس حكول لفان الذي يري انه يجب ان تصل اسرائيل الي خطة متوازنة مع الادارة الامركية في موضوع الضم ولا تقوم حكومته بضم احادي الجانب مع انه اوعز للجيش بالاستعداد للضم في حدود الاول من تموز . بالرغم من كل هذه الاستعدادات واصرار نتنياهو فان الضم سيتباطئ علي الاقل في المرحلة القادمة ولن يكتمل او يعلن في الاول من تموز وهذا التباطئ ياتي لارضاء الامريكان اولاً وثانياً لكي يستكمل جيش الاحتلال استعداداته لاحتمالات تدهور امني كبير بالمناطق الفلسطينية ويعيد انتشارة في اطار الخطط التمهيدية للضم وثالثاً ان اسرائيل تريد ان يمرر الضم بهدوء حتي تتفادي ردات الفعل الدولية والعربية علي الاقل واهمها ردة فعل الاردن التي تعتبر الضم مسار صدام مع المملكة . وهناك سبب مهم جدا الذي بدورة قد يؤدي لاجبار نتنياهو وحكومته تبطيئ عملية الضم وهو انشغال الامريكان في انهاء الاحتجاجات الكبيرة والتي بدورها اثرت علي شعبية الرئيس ترمب ويسعي لان تهدأ الامور وتجهز خرائط الضم ويتم الاعلان من قبل نتنياهو ويعترف ترمب امام ناخبية واركان حزبة الجمهوري ويحتفل بتطبيق خطة السلام المزعوم ليعوض تلك الخسائرالتي سببتها الاحتجاجات وقمع الملونين باصوات الانجليكين اليهود في الانتخابات القادمة.
وسوم: العدد 881