حملة تشويش إعلامي إسرائيلي مركز
منذ ان اعلنت حكومة نتنياهو بيني غانتس انها ستنفذ الضم في الاول من تموز المقبل وبعد ان قررت القيادة الفلسطينية التحلل من الاتفاقيات والتفاهمات مع الحكومتين الاسرائيلية والامريكية واعطت القرار الفوري للتنفيذ بوقف كافة العلاقات مع اسرائيل بما فيها وقف التنسيق الامني والتي علي اثرها اوقفت اسرائيل التنسيق المدني واصحبت الحالة تحتاج الي وسيط ثالث لتسير الامور الحياتية للشعب الفلسطيني. نهجت اسرائيل نهج مخطط وبالغ الدقة ومدروس يتمحور في التشويش علي كل قرارات القيادة الفلسطينية وايجاد برامج مقابلة تشكك في مصداقية هذه القرارات وحتي التنسيق الامني المتوقف وباعتراف اسرائيل ومستوياتها السياسية والامنية المختلفة قبل ذلك . ولان هذه المستويات لم تتوقع يوما من الايام ان تستطع السلطة الفلسطينية تنفيذ قرارا التحلل من الاتفاقيات وتجميدها وتجميد العمل بها علي كافة الصعد, ولم تتوقع ان تستطع قيادة (م ت ف) وضع اسرائيل في موضع حساس وخطير بتحملها المسؤولية الكاملة كسلطة احتلال عن كافة اوضاع الفلسطينين بالضفة الغربية والقدس . وجهت الاستراتيجية الاسرائيلية ومراكز دراسات العدو داخل هذه المؤسسة الاعلام الاسرائيلي للبدء بحملة اعلامية مركزة هدفها المواطن الفلسطيني والموقف الفلسطيني اولاً وثانياً الموقف العربي وموقف الفصائل التي هي خارج اطار (م ت ف) .
الاعلام الاسرائيلي بدأ يلعب في الحقول الخلفية ويوجه ادواته الي عقل المواطن الفلسطيني ليزرع بداخله حالة مخيفة من فقدان الثقة والشك في قيادة الرئيس ابو مازن كنوع من الحرب التي تشنها اسرائيل علي هذا الرجل وبالتالي بدأ تبث اخبار وتقارير مفبركة بجودة عالية بان التنسيق الامني لم يتوقف وان مصادر فلسطينية تفيد بان السلطة ما زالت علي تواصل سري مع اسرائيل وللاسف عقول الكثيرين جاهزة لان تصدق هذه الاحاديث لكون عقيدتهم الحزبية بنيت علي عدم قبول الاخر وتصديق سياساته , وللاسف لا توجد هيئات توجيه وطني حقيقي داخل الاحزاب تفلتر كل شيء بل ان اراء بعض كتاب الاحزاب وعرابيها غالباً ما تتقاطع احيانا مع بعض برامج الاعلام الاسرائيلي وتقاريرها وتصبح ذات مصدر موثوق ويبنوا عليها احاديث تنهش في جدار الصد الفلسطيني للمخططات الاسرائيلية . لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل ان الاعلام الاسرائيلي ايضا يوجه سهام خطيرة باتجاة مستويات فلسطينية مختلفة مواطنين وساسة ممن يؤمنوا ان ( م ت ف) هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بهدف لاضعاف موقف المنظمة الصلب من خلال تصوير ان القادة العرب كلهم دون استثناء يوافقوا علي خطة الضم الاسرائيلية لاجزاء من مناطق الضفة الغربية وغور الاردن وشمال البحر الميت وان الموقف الوحيد الرافض للضم هو موقف الفلسطينين .
مؤخراً قال الاعلام العبري ان اسرائيل ارسلت رسائل الي رئيس السلطة الرئيس ابو مازن عن طريق الزعماء العرب حول الضم بما يفيد ان الضم سيتم وعلي ابو مازن ان يلين عقله في هذه الموضوع ويقبل بالجلوس علي طاولة المفاوضات وان يتراجع عن تعليق العمل بالاتفاقيات مع اسرائيل والولايات المتحدة , قد لا يكون هذا بالضبط الذي حدث لكن الاعلام العبري اراد من وراء هذا الخبر , ان يستخلص الفلسطينين ان العرب يقفوا مع اسرائيل في موضوع الضم وقبلوا ان ينقلوا رسائل للرئيس الفلسطيني بهذا الخصوص . كما ان هيئة البث الاسرائيلي (كان) والتي تتراس هذه الحملة هي وصحيفة (اسرائيل هيوم ) المقربة من نتنياهو قالت ان رئيس الموساد (يوسي كوهين) سيجري خلال الايام القريبة المقبلة اتصالات مع رؤساء وزعماء عرب من بينها مصر والاردن وذلك لجس نبض تلك الدول حيال خطة الضم التي بدأت قبل هذا الوقت بصمت بالاضافة لمحاول تخفيف حدة ردود الفعل المتوقعة في حال قامت اسرائيل بالضم وافادت القناة ان كوهين سيجري زيارات لهذه الدول ويجتمع مع زعمائها وللاسف لم ياتي اي رد من الجانب العربي ولا اي تعليق من قبل وزارتي الخارجية المصرية والاردنية ولا الفلسطينين بالرغم من ان الملك عبدالله الثاني كان قد رفض عرض بلقاء نتنياهو في او الرد علي مكالماته الهاتفية بخصوص هذا الاطار .
المثير جدا ان الاعلام العبري يتحدث عن رئيس الموساد وليس رئيس الكيان او رئيس الحكومة الاسرائيلية بانه من سيجري مباحثات ومشاورات حول ردات الفعل العربية وهذا قد لا يكون منطقيا ولا مقبولا ان يتقابل ملك او رئيس عربي او رئيس حكومة او وزير الدفاع مع هذا الرجل , كل تلك الاخبار تضعنا في صورة معطيات خطيرة اهمها ان الاعلام االعبري يقود حملة خطيرة يلعب من خلالها في الحقل الخلفي للصراع , يلعب بفكر وعقل المواطن العربي والفلسطيني بهدف ضرب ما تبقي من موقف عربي رافض لخطة ترمب وخطة ضم الضفة الغربية ورسم خارطة جيوسياسية فلسطينية بالمقاسات الاسرائيلية الامريكية ,وكذلك ضرب الموقف الفلسطيني الذي يقود المعركة الحقيقة ويقود المواجهة مع الاحتلال من علي الخطوط الامامية بتصوير ان اسرائيل اخذت الموافقة من كل العرب واعطوها الضوء الاخضر وتصور ان كثير من الفلسطينين باتوا لا يريدون السلطة الفلسطينية التي لا توفر لهم ادني متطلبات الحياة الكريمة . هذا يحتاج رد فلسطيني يومي متواصل لكشف هذا الدور الخطير من قبل الاعلام الاسرئيلي ويحتاج الي اكثر من برنامج اعلامي , يحتاج الي ماكنة اعلامية فلسطينية عربية موحدة تعمل ليل نهار تحمي من خلال برامج وتقاريرو وثائقيات وخرائط ومقابلات وتصريحات وحوارات اعلامية حقيقية الوعي العربي والفلسطيني وتحمي ظهر (م ت ف) التي تقاتل وتجابه كل مخططات التصفية للقضية الفلسطينية .
وسوم: العدد 881