مصالح أمريكا تتطابق مع مصالح الثورة السورية..فهل انتهى حكم الأسد؟
يتسائل جميع السوريين عن الأسباب والمصالح التي دفعت بـ”الولايات المتحدة الأمريكية” لفرض قانون عقوبات قاصي بحجم “قيصر” على نظام الأسد، والذي تشمل عقوباته جميع من يحاول دعمه من أفراد وجماعات وحتى دول إقليمية مثل روسيا.
وفي هذا السياق، أجرت “وكالة زيتون الإعلامية” حوار خاص مع السيد “زكي اللبابيدي” رئيس المجلس السوري الأمريكي ومطلع على السياسة الأمريكية في الملف السوري، لشرح الدوافع والأسباب الأمريكية التي نتج عنها قانون قيصر بالإضافة للحديث عن السياسة التي تتبعها أمريكا في سورية ومصالحها المشتركة مع ثورة الشعب السوري وأهمية القانون وكيفية استثماره للوصول إلى الانتقال السياسي في سورية.
تقاطع مصالح الثورة مع السياسة الأمريكية!
قال السيد “زكي اللبابيدي”، إن السياسة الأمريكية بسوريا والشرق الأوسط تعتمد على مصالح الأمن القومي الأمريكي ولا تعتمد على أهداف الشعب بسوريا، وأحياناً لا تتوافق مع أهداف الجالية السورية بأمريكا، لافتاً أنهم حاولوا قدر الإمكان الوصول إلى نقطة تقاطع مصالح الأمريكان من الأصل السوري مع مصالح الأمن القومي الأمريكي والمصالح الأمريكية بالمنطقة.
وتابع، “دائماً نُذكر أن السياسات الأمريكية تعتمد على حقوق الإنسان ودعم الديمقراطية والإنفتاح الإقتصادي والمساواة بالعمل، ويكون هناك حرية للشعب من خلال إنشاء مؤسسات وشركات، ولا تسمح لعائلة وأشخاص بالإحتكار وتعنيهم بالاقتصاد لصالحهم وصالح العاملين معهم مثل نظام الحكم في سوريا”.
مصلحة أمريكا من قيصر
وأوضح اللبابيدي، أن “قيصر” يعتبر من اقسى قوانين العقوبات الاقتصادية بتاريخ أمريكا، لأنه لم يُفرض على أشخاص وشركات فقط وإنما فُرضَ على دول تتعامل وتدعم نظام الأسد، حيث أن العقوبات تشمل أي شخص أو جيش أو دولة أو حتى ميليشيا ساعدت هذا السفاح عسكرياً، ولذلك هناك تساؤلات حول مدى تطبيق هذه العقوبات ضد روسيا أو أي دولة إقليمية دعمت النظام.
وأشار اللبابيدي، أن للقانون مصالح عائدة على أمريكا، وإلا لما دخلت في حرب مع روسيا من أجل تطبيقه، فهناك أمور أُخرى تستطيع أمريكا أن تجبر روسيا وإيران بالامتثال لـ”قيصر” والتفكير بمصالحهم خصوصاً بعد انخفاض أسعار البترول وتأثيره على الاقتصاد الروسي والإيراني وتدني عملات الدول المذكورة سابقاً، فهذه الأمور كلها اجتمعت مع “قيصر” لتجعل من دعم الأسد مسألةً صعبة على الدول التي دعمته سابقاً.
“قيصر” ليس السلاح الوحيد الذي تحارب أمريكا فيه نظام الأسد
واعتقد اللبابيدي، أن قانون “قيصر” هو وسيلة من الوسائل العديدة التي تمارس ضد نظام الأسد لإجباره على تغيير مسيرته الدامية أو الإنصياع لقانون (2254) لتحقيق انتقال سياسي حقيقي في سورية وإعادة البناء والمهجرين وإخراج المعتقلين من السجون، لافتا أنه في الآونة الأخيرة وقعت اضطرابات داخل العائلة المجرمة بسبب خلافهم على تقاسم ما سرق من الشعب خلال الـ50 عام من حكمهم”، وخاصة لأن الليرة السورية تفقد قيمتها من ساعة لساعة وليس خلال يوم لذلك قانون “قيصر” عبارة عن وسيلة واحدة من الوسائل التي ستستخدم ضد هذا النظام السفاح لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا شاء أم أبى.
الجالية السورية في أمريكا.. جيش مساند للثورة
وشيد اللبابيدي بدور الجالية السورية الأمريكية التي عملت على تشكيل فريق سوري، يعمل لمصلحة الشعب ولمستقبل سوريا ديمقراطية حرة تحترم حقوق الانسان وكرامته، حيث كان الإنجاز الأكبر لها قانون حماية المدنيين السوريين (قيصر)، والذي رأينا نتائجه منذ اليوم الأول من خلال وضع سفاح دمشق وعائلته والكثير من الشركات والأشخاص الداعمين له اقتصادياً ومالياً وحتى عسكرياً على لائحة العقوبات.
ونوه إلى، أن عمل الفريق والجالية لن ينتهي حتى بعد سقوط النظام، “لدينا الكثير من الأعمال بالتعاون مع الولايات الأمريكية المتحدة لإعادة أعمار البنى التحتية والدولة السورية في المستقبل، حيث تعتبر الولايات الأمريكية المتحدة من أكثر الدول المتبرعة والمساعدة للسوريين”.
وكشف عن أسباب النجاح المحقق، والذي كان التعاون بين المنظمات الممثلين للجالية مع أفراد منها مفتاح النجاح، حيث الجميع عمل وبجهد حتى الأشخاص اللذين لاينتمون للمنظمات لأنهم يسيرون على نفس الطريق ويريدون تحقيق نفس الهدف، وإن شاء الله يكون (قيصر) وسيلة قوية لإسقاط هذا النظام المجرم.
قانون قيصر بداية النهاية الحقيقية
وأردف اللبابيدي، “17 حزيران 2019 يوم عظيم لكل السوريين الأحرار، هذا اليوم الذي أُدرجَ فيه سفاح دمشق وعائلته على قانون العقوبات، لأول مرة يطبق مثل هذا القانون والذي شمل حتى شقيقته الموجودة في دبي، والشعب السوري صامد ولا يمكن لأحد أن يوقف عجلة التاريخ صبرنا 50 عام على هذا النظام المجرم وسندخل مرحلة انتقالية إن شاء الله وستعود سوريا أفضل مما كانت وسيدخل الأسد وعائلته “مزبلة التاريخ”.
قيصر سفينة النجاة للسوريين
ونصح اللبابيدي جميع المؤسسات السورية بالتعاون مع بعضها سواء أن كانت منظمات مجتمع مدني أو معارضة رسمية وغير رسمية، ضارباً مثال النجاح بتجربتهم في تمرير قانون “قيصر” في الكونغرس، “علمنا ذلك دروساً عديدة، أولها العمل الجماعي لأنه لايمكن لأي عمل فردي أن يثمر بنتائج العمل الجماعي، وثانياً أن نثق نحن السوريين بأنفسنا لأننا لدينا طاقات كثيرة وأشخاص حول العالم يستطيعون إيجاد حل حقيقي يرضي الشعب السوري، من خلال الضغط من أماكن وجودهم وعملهم أو حتى من العواصم المتواجدين فيها واللذين عندهم القدرة على الاستثمار بسوريا المستقبل،
وثالثاً عدم اليأس حتى وإن فشلتم مرة يجب المحاولة مراراً وتكراراً فخلال تمريرنا لملف قانون “قيصر” استطعنا اجتياز الكثير من العقبات واستطعنا التغلب على عضو من مجلس الشيوخ كان عائق كبير لنا، فلذلك يجب على المعارضة أن تستغل هذه الفرصة الذهبية للوصول إلى الانتقال السياسي، وذلك عن طريق تشكيل فريق انتقالي سياسي يحل محل عصابة الاسد لأنه الآن في حالة تأرجح بعد العقوبات المفروضة، فلولا الروس والإيران ماكان دام أبداً، حان الآن دور السوريين ليتعاونوا وينتقلوا بسوريا إلى المستقبل لأنه لابد من شروقه أولاً وآخراً”.
وتوجه اللبابيدي برسالة إلى السوريين في جميع إنحاء العالم، “الوقت ضيق بالنسبة لنا فيجب أن نتعاون وأن نشكل فريق اقتصادي من رجال الأعمال السوريين الناجحين، وخبراء الاقتصاد لوضع خطة اقتصادية بديلة للعالم لتنهض بسورية، لأنه لايمكن للسفاح أن ينهض بها تحت قانون (قيصر)، فهذا واجب علينا جميعاً ولن نحتاج لأموال لأن الأموال التي ستجمد من العائلة السفاحة سوف تعود للشعب ونستثمر بها، وأيضاً يجب على الإعلاميين أن يوحدوا معزوفتهم وكلامهم ليوصلوا للمجتمع الدولي مطالب السوريين بالحرية والكرامة والمطالبة بإحترام حقوق الإنسان والإفراج عن المعتقلين، وأن يكون بين السوريين الأحرار وثيقة شرف لضمان عدم انحراف البوصلة، وأخيراً يجب على المعارضة السياسية أن تتعاون مع بعضها حتى تنهض بسوريا للأفضل”.
وسوم: العدد 882