الفرنسيون المهندسون الأوائل للنظام الطائفي في سورية ، يعبرون عن قلقهم ...
على مدونته في صحيفة لوموند الفرنسية ، كتب المؤرخ الفرنسي ، والخبير في سياسات الشرق الأوسط " جان بيير فيليو " معبرا عن القلق على مصير بشار الأسد..
في رأي الخبير الفرنسي أن بشار الأسد الذي يستمد شرعيته الدولية من كونه حاميا للأقليات في سورية ، يكاد بعد التطورات الأخيرة أن يفقد هذه المكانة .
وقبل أن أسترسل مع ما كتبه البروفيسور الفرنسي المرموق ،أحب أن أنبه إلى أن بشار الأسد ومن قبله أبوه وكل نظام البعث الطائفي ، استمد شرعيته الدولية من أمرين: الأول كما يفيد به البروفيسور الفرنسي التعهد بحماية الأقليات أو ادعاء ذلك . وهو ادعاء فيه .. وفيه .
والثاني وهو الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك في ثمانينات القرن الماضي ، التعهد : بقمع الأكثرية المسلمة ، وهكذا ذكر بالاسم والوصف .
هاتان الركيزتان : قمع الأكثرية - وحماية الأقليات هما الركيزتان اللتان قام عليهما الحكم الطائفي في سورية . واللتان تعهد بهما الأسدان الأب والابن . واللتان لا يزال عالم الشر يتمسك من أجلهما بزمرة القتل وسفك الدماء .
يدرك كل السوريين ، دور الفرنسيين في تأسيس جيش الشرق الطائفي . يعلم كل السوريين أن حزب البعث إنما تأسس عمليا على يد سوريين ، عائدين من فرنسة ، ليشكلا الحزب الذي سيكون وعاء طائفيا بامتياز . يحفظ كل المطلعين أن هذه الحقيقة " الطائفية " قد سبق إلى رصدها وتثبيتها الأمين العام الثاني للحزب ، منيف الرزاز في كتابه التجربة المرة ؛ الذي اكتشف أنه أمين عام لحزب الطوائف وليس لحزب قومي ، لا عربي ولا سوري!!
وانطلاقا من التسليم بالركيزتين : الأولى قمع الأكثرية المسلمة ندرك لماذا لم يقلق العالم لما فعله حافظ الأسد من قبل ومن بعده بشار الأسد بالسويين طوال نصف قرن لا مجازر حماة ولا سجن تدمر ولا وثائق القيصر تهم . حياة الأكثرية السورية غير مهمة عند هؤلاء . ولا يحاسب عليها عميل لأنه حسب عقد العمالة هذه هي المهمة الأساسية الموكولة للعميل أو للأجير ..
والركيزة الثانية حماية الأقليات .. وإن بطريقة مزعومة مدعاة
وهذه هي التي باتت تشكل مصدر القلق ، حسب تدوينة الخبير والمؤرخ الفرنسي على صفحات اللوموند الفرنسية ، التي تكاد تكون الصحيفة الفرنسية الأولى . وحسب المؤرخ والخبير الاستراتيجي المتابع لشؤون الشرق الأوسط ؛ فإن بشار الأسد ، وإن كان قد نجح مع حلفائه الروس والإيرانيين وداعميهم في مهمته الأولى - قمع المسلمين - إلى حد كبير ، فإنه يواجه تحديات خطيرة على صعيد مهمته الثانية "حماية الأقليات " ...
فها هم الدروز في السويداء يثورون ، ويلعنون روح حافظ الأسد يوم وفاته - التعبير من مدونة الخبير الفرنسي - ويطالبون بسقوط النظام ورحيله ، ولم تنجح كل محاولات بشار الأسد في احتوائهم طوال عشر سنين !!
وحسب الخبير الفرنسي نفسه ، فإن الوضع في مناطق العلويين ليس أفضل حالا . والناس بعد أن دفعوا ما دفعوا غير راضين ، والمعاناة تتعاظم عليهم يوما بعد يوم . وقد طفح الكيل بهم ، ولاسيما بعد الخلاف بين الأسد وابن خاله رامي مخلوف ..
وحسب الخبير والبروفيسور الفرنسي ثالثا فإن المسحيين المنتشرين على كل الأرض السورية ليسوا أفضل حالا ، وقد كانت الهجرة سبيلهم الوحيد للخلاص . وعلى ذمة الخبير الفرنسي : الأرثوذكس إلى موسكو وغيرهم إلى الغرب القريب ..
والإسماعيليون منذ بداية الثورة يتفرجون ..
ولا ينسى الخبير أن يذكر الشيعة - على قلة عددهم في سورية - فولاء هؤلاء - حسب الخبير الفرنسي أيضا ، لإيران أو لحزب الله في لبنان ولم يكن يوما لبشار الأسد .
وأخير يذكر الخبير الفرنسي الأكراد ومشروعهم في إقامة حكم محلي بعيدا عن سلطة الدول المركزية ، أي بعيدا عن سلطة الأسد .
وهكذا يفقد بشار الأسد - والكلام دائما حسب الخبير الفرنسي جان بيير فيليو - الركيزة الثانية التي قام عليه النظام الطائفي منذ أن قام ..
يقول البروفيسور الفرنسي ولذا يجب على بشار الأسد أن يقلق ..كل هذا دون أن ينسى البروفيسور الفرنسي أن يغمز من جانب الثورة السورية وبأنها تحولت منذ بدايتها إلى ثورة إسلامية طائفية ...!!!!
في رأي هؤلاء الاستراتيجيين الغربيين وظلالهم من السوريين ، أنه كان من الواجب على الثوار السوريين أن يتلقوا الرصاص بصدورهم العارية وهم يهتفون بمزيد من الحقوق لأبناء الطوائف أجمعين ، وكل طائفة باسمها ورسمها ..يعني أن يخرج أهل حلب وحمص وحماة فيهتفوا بمزيد من الحقوق للعلويين وال... وال ....
وإنه لم يكن كافيا أن ينادي الثوار السوريون : الشعب السوري الواحد . وأن المطلوب دولة سورية للعدل والحرية ..
مدونة الخبير الفرنسي على صحيفة اللوموند ، ولأصدقكم القول ، لا تقطع مع نظام بشار الأسد ، وإنما تلوح بالعصا والجزرة .
ولأذكركم أن الرئيس ساركوزي هو الذي غسل دم الرئيس الحريري عن يد بشار الأسد كما غسل الفاتيكان عن أيدي الكهنة دم ...
يوم همسوا : اقتلوا يسوع وأطلقوا باراباس .. ولا زالوا حتى اليوم يهمسون ....
وسوم: العدد 882