استراتيجية استعمارية للسيطرة على الشعوب المستعمرة
قبل 170 عاماً ,
إنجليزي , اسمه توماس ماكولي , اخترع إستراتيجية استعمارية للسيطرة على الشعوب المستعمرة بأقل الأضرار , سميت تلك الاستراتيجية Education Minute ...
في خطاب له للبرلمان الإنكليزي يوم 2 فبراير 1835م، قال اللورد توماس ماكولي مهندس سياسة التعليم الإنكليزية للشعوب المستعمرة:
«لقد سافرت في الهند طولاً وعرضاً - زمن حكم امبراطورية مغول الهند الإسلامية لها - ولم أرَ شخصاً واحداً يتسول أو يسرق، لقد وجدت هذا البلد ثرياً إلى درجة كبيرة، ويتمتع أهله بقيم أخلاقية عالية، ودرجة متطورة من الرقي، حتى أننا لن نهزم هذه الأمة إلا بكسر عمودها الفقري، وهو تراثها الروحي والثقافي.
لذا أقترح أن يأتي نظام تعليمي جديد ليحل محل النظام القديم، لأنه لو بدأ الهنود يعتقدون أن كل ما هو أجنبي و إنكليزي جيد وأفضل مما هو محلي، فإنهم سيفقدون احترامهم لأنفسهم وثقافتهم المحلية، وسيصبحون ما نريدهم أن يكونوا عليه، أمة يُمكن الهيمنة عليها تماماً.
يجب أن نجعلهم يعتقدون ان رفاً واحداً في مكتبة أوروبية يعادل كل ما كتب من أدب و معرفة عند الهنود و العرب كلها , يجب أن نركز كل جهدنا لخلق طبقة من الأشخاص تكون الوسيط بيننا و بين الملايين من الهنود , أشخاص هنود في دمهم و لكنهم إنجليز في أذواقهم , أرائهم السياسية , أخلاقهم و عقليتهم "
عبارة خطيرة جداً تلخص السياسة التي اتبعها الإنجليز و الفرنسيين و الأوروبيون ( و الأمريكان لاحقا ) للسيطرة على الشعوب بطريقة بسيطة : إقناعهم أن ما يملكون لا قيمة له و أن الرجل الأبيض المسيحي لديه دائماً ما هو أفضل بكثير ! ودائماً هو إنسان خارق وأنه السيد المهيمن ...
السياسة هذه لم تتخلخل منذ أن صاغها ماكولي قبل 170 سنة , فهي السياسة التي اتبعها "محمد علي" في مصر , و "كمال أتاتورك" في تركيا و كل وزارات التربية و التعليم لاحقاً ...
هذه الإستراتيجية و السياسة أصبحت المتبعة في كل دول العالم بعد إعلان "إستقلالها" ..
المثير للإهتمام أن هناك وصفاً شعبياً شائعاً للأفراد من المجتمع الهندي الذين يديرون ظهرهم لثقافتهم و لغتهم , فهذه الفئة يطلق عليها ( أبناء ماكولي ) , و نعلم على الأقل أن "أبناء ماكولي" هؤلاء , لهم نصيب في مجتمعنا كذلك ..
وسوم: العدد 883