من ساعد حفتر في تجارته غير المشروعة للنفط والذهب؟ الامارات، فرنسا ، ام روسيا؟
المثير للاهتمام في التقارير المرتبطة بعلاقة حفتر بمادورو أنّه إذا كان قد تورّط فعلاً في تجارة للنفط أو الذهب فلا بد أنّ ذلك قد تمّ بمساعدة من أحد اللاعبين الإقليميين أو الدوليين. ما أوردته صحيفة إندبندنت مؤشر إضافي على ذلك، فالرجل يفتقد على ما يبدو إلى أدنى الكفاءة المطلوبة في أي من الأعمال التي يقوم بها، ومن غير الوارد أن تتم المخاطرة بهذا النوع من التجارة من خلال ترك إدارتها له.
نظرياً، هناك ثلاث جهات من الممكن أن يثبت تورّطها لاحقاً بمساعدة حفتر وهي على الأرجح الإمارات وفرنسا وروسيا.
روسيا ترتبط بعلاقات وثيقة مع مادورو وهي أبرز لاعب في صف حفتر ولا تزال الوحيدة التي تدافع بشكل شرس عنه في الوقت الذي يتحاشى فيه الآخرون الإشارة إليه وبعضهم تنصّل منه مؤخراً بشكل علني كفرنسا على سبيل المثال.
أمّا الإمارات فهي متخصّصة في مجال التجارة غير الشرعية على مستوى العالم ومن بينها تجارة الذهب وتبييض الأموال. لقد سبق لها أن تورطت في تهريب أطنان من الذهب الليبي أو ما يعادل أكثر من 3 مليارات دولار ونقله إليها بحسب البيانات الرسمية الليبية. كما كشف تحقيق مفصّل لرويترز في العام 2019 أنّ الإمارات متورطة في سرقة أطنان من ذهب أفريقيا.
المثير للاهتمام في هذا الصدد أنّ الإمارات لم تُغيّر من عاداتها، فقد صنّفت كارنيغي في تقرير مُطوّل لها صدر قبل أيام دبي على أنّها بؤرة عالمية للأموال القذرة وتهريب الذهب. إذ يعمل في دبي وعبرها فاسدون من جميع أنحاء العالم يجدون فيها مكانا ملائما لأنشطتهم في غسل الأموال، بينهم أمراء الحرب الأفغان والعصابات الروسية واللصوص النيجيريون وغاسلو الأموال الأوروبيون ومهربو الذهب من أفريقيا.
أمّا الاحتمال الآخر فهو أن تكون فرنسا قد لعبت دوراً في تسويق نفط حفتر غير الشرعي سيما أنّ هناك العديد من التقارير التي تشير إلى أنّ باريس هي في حقيقة الأمر أحد زبائن النفط الليبي غير الشرعي، كما أنّ تجربتها في سوريا تقول بأنّها لا تمانع التعامل مع أطراف شرعية أو جماعات إرهابية في سبيل تأمين مصالحها. ولعل قصّة حماية معامل الإسمنت الفرنسية في سوريا من قبل "داعش" مقابل الحصول على أتوات هي أشهر من نار على علم كما يقال.
وفي ما يتعلّق بروسيا، فهي تبقى اللاعب الأقوى والأكثر قدرة على دعمه وحمايته، حيث يتغطّى جميع اللاعبين الموالين لحفتر الآن بموسكو وموقفها لا سيما بعد انتقادها العلني لحكومة الوفاق الوطني وامتناعها عن انتقاد حفتر. لقد لعبت روسيا دوراً في إرسال الأسلحة والمعدات العسكرية والمرتزقة إلى ليبيا لدعم حفتر خلال المرحلة الماضية. كما أنها قامت كذلك بطباعة مبالغ ضخمة من العملات المزوّرة وضخّها في السوق الليبية لصالح أمير الحرب، آخرها شحنة من العملات المزوّرة تمّت مُصادرتها في مالطا.
أيّاً تكن الجهة التي ساعدت حفتر، فإنّ توالي الأخبار من العواصم الغربية عن علاقاته المشبوهة وفساده وانخراطه بشكل عميق في التجارة غير المشروعة وفي جرائم الحرب، تعني أنّ الرجل قد انتهى، سياسياً وعسكرياً.
وسوم: العدد 885