مزارع شبعا.. والخيانة الثانية لحافظ الاسد
أعزائي القراء...
إحتلت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، وأنشأت فيه ميليشيا من المتعاونين معها بقيادة سعد حداد ثم أنطوان لحد، وبقيت في الجنوب حتى عام
- حيث انسحبت من كافة الأراضي اللبنانية بما فيها الجزء الشمالي الاكبر من مزارع شبعا، باستثناء منطقة تسيطر إسرائيل عليها حاليا وتبلغ مساحتها حوالي 20 كم مربع وتحوي على 12 مزرعة مهجورة تقع بين جبل السماق وجبل روس من الشمال ووادي العسل من الجنوب .
هذا الجزء من مزارع شبعا لم تفرض الأمم المتحدة على اسرائيل الانسحاب منه حتى الآن بإعتباره جزءاًً من سوريا حسب اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل
أعزائي القراء
عندما انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 قيل يومها إن انسحابها تم دون مفاوضات وكان هذا كذباً
فما حصل سراً كان عكس ذلك .
فقد عقدت محادثات سرية بين نظام حافظ الأسد والكيان الاسرائيلي تم التستر عليها تماماً لعدة اسباب منها:
ابراز حزب الله كقوة وطنية ضاربة يعجب بها العالم العربي بحيث اظهرت الاتفاقية السرية بين الطرفين إنسحاب اسرائيل من جنوب لبنان دون اي محادثات، بينما كان هذا ترتيباً متفقاً عليه بين حافظ الاسد و اسرائيل من أجل اظهار قوة وصلابة حزب الله بحيث إستطاع هذا الحزب إخراج اسرائيل من جنوب لبنان هاربة بجلدها ، فصفق العرب معجبين بحزب الله مشيدين بقوته ، وبالتالي استطاع الطرفان حافظ الاسد واسرائيل عبر هذه التمثيلية تسويق هذه المقاومة الطائفية ، وانهاء المقاومة الفلسطينية من الجنوب اللبناني ، فأراح هذا الحل اسرائيل وحافظ الأسد معاً
وذلك باعتمادهم لحزب طائفي وقد مرت هذه المؤامرة على العرب مرور الكرام .
اما بقية بنود الاتفاق السري والغير مكتوب مع حافظ الأسد ( بالمناسبة لم تطلب اسرائيل ولا امريكا من حافظ الاسد اي اتفاق مكتوب وموقع منه لسببين الاول : عدم احراجه امام العالم باظهار اي وثيقة تدينه مستقبلاً للمحافظة خداعاً على سجل نظيف له
والسبب الثاني : اعتماد اسرائيل والغرب عموماً على كلمة حافظ الاسد بحيث كانت كلمته عندهم بمثابة عقد مقدس مع الاسرائليين تغني عن اي وثيقة مكتوبة.)
واستكمالًا لهذا الاتفاق السري فقد عرضت اسرائيل على حافظ الأسد انسحابها من كافة الأراضي اللبنانية بما فيها كامل مزارع شبعا مقابل معاهدة سلام بينها وبين لبنان ، الا ان الأسد رفض هذا العرض واستعاض عنه بإبقاءالقسم السوري لمزارع شبعا تحت الاحتلال الاسرائيلي وهي فكرة اعجبت الاسرائليين ، وكانت الغاية من ذلك تبرير لوجود حزب الله وسلاحه في لبنان بشكلٍ دائم للدفاع عن ارض محتلة ، وكذلك لتبرير وجود الاسد حاكماً مطلقاً على سوريا ومهيمناً على لبنان كداعم للمقاومة وبطلاً للصمود ، فوافقت اسرائيل فوراً على ذلك .
لقد كان مبرر المجرم الأول حافظ الاسد ثم وريثه من بعده اغتصابهما للسلطة هو بقاء الجولان وشبعا تحت الاحتلال الاسرائيلي كونهما الشخصان المناط بهما تحرير الارض، وهذه الخيانة العظمى والتي اعتمد عليها المجرمان من السيطرة على سوريا بحماية امريكا واسرائيل لخمسين عاماً عاشت خلالها اسرائيل افضل ايامها.
اليوم طرأت متغيرات عديدة على إستراتيجية الخيانه الاسدية بقيام الثورة السورية ومظاهرات الشعب العراقي رافضاً تدخل ملالي طهران بشؤونه عن طريق عملائهم ، وكذلك تحرك الشعب اللبناني ضد نظام الحكم في لبنان المسيطر عليه من قبل حزب الله.
وقد تظهر نتائج هذه المتغيرات قريباً.
وسوم: العدد 888