الثورة السورية على مائدة فرقة " حسب الله " للتحليل السياسي ...
وفِي التاريخ الدبلوماسي شواهد وعبر ...
ويعجبني في حكايات التاريخ الدبلوماسي، أن قائدا عثمانيا استسلم في إحدى المدن المحاصرة ، وسلمها للعدو ، ووقع شروط استسلام مهينة معه ، واستطاع أن يخرج وجنوده من تلك المدينة سالمين .
على عجل استدعى السلطان قائده، واستقبله غاضبا هائجا سائلا : كيف استسلمت ؟؟؟؟
رد عليه القائد بهدوء لقد كان عندي سبعة عشر سببا للاستسلام يا مولاي ، وكان عليّ أن أحفظ حياة جنودنا ، الذين هم أمانة في عنقنا جميعا.
كانت ثورة السلطان لم تهدأ بعد فقال سبعة عشر سببا للاستسلام !!! هات ما عندك ..
قال القائد : أولا يا مولاي لقد نفذت ذخيرتنا ، ولم يبق عندنا ما نقاتل به، ولم يكن لنا سبيل إلى المدد ...!!
سكن غضب السلطان ، وقال لقائده : يكفي هذا السبب . والتفت إلى المستقبل ، وماذا سنفعل الآن ، وكيف سنحتوي. هذه الخسارة ...
سبب واحد يكفي لتعليل الفعل المهين ولا يحتاج الموقف إلى كثير من فذلكة المتفذلكين.
في سورية كانت الثورةُ ثورة شعب مستضعف أعزل ، ضد ظالم مستبد مجرم سفاك للدماء ...
في الشهور الأولى للثورة وفي كل المقابلات الإعلامية كان المشككون يطرحون علينا هذا السؤال : هناك نصف مليون جندي سوري في إمرة الأسد ، فكيف ستنتصرون عليهم ؟؟
ونقول بالإرادة والثبات والتضحية سننتصر ...
وانتصرت إرادة شعبنا بحمد الله وفضله، وحاصر جنود الثورة مطار دمشق ، وكادوا يحيطون الجمهوري ..
فانضم إلى نصف المليون مثلهم ، مع دولة بحجم إقليمية عظمى بحجم إيران ، انضمت بتنسيق وغطاء عالمي مفتوح على كل القوى ومنها الولايات المتحدة ومنها إسرائيل ومنها الاتحاد الروسي ... فثبتنا وكدنا ننتصر ، فانضم إلى صف بشار الأسد دولة عظمى على مستوى العالم ، ودخلت المعركة بكل ثقلها ، وسط صمت وتواطؤ عالمي لم يمر مثله في التاريخ الحديث ..ثم انضم التحالف الدولي لمحاربة ما أسميه فصائل " أبو عدس " وكان التحالف الدولي وراء من كانوا وراء بشار ...
ثم يتكئ محلل على أريكته فيقول للثوار خسرتم لأنكم .. ولأنكم .. ولأنكم
ولو قال : انتهى ربيع مصر بانقلاب عسكري رعته دول الشر العالمي لكفى، ولعلم أن كل ما قاله زيادة على ذلك هو من سفاسف الكلام ..
ولو قال قائل وأحيط بربيع سورية - ولم يستسلم بعد - كما أحيط بربيع المجر سنه ١٩٥٦ وبربيع براغ ١٩٦٨ لوفر على نفسه كثيرا من شقشقة الكلام .
كنت قد ناهزت العشرين يوم غزا الروس السوفييت " تشيكوسلوفاكيا " وأطاحوا بدوبتشك..
ما أظن أن عملية الإصلاح في المجر أو في تشيكوسلوفاكيا انكسرت لأن الثوار صاحوا هناك : ما لنا غيرك يالله ..
بل لأن الدبابات الروسية استسهلت السير على أجساد البشر ..
انظروا سرعة استسلام أولئك ثم انظروا حجم صمود من ينادي : ما لنا غيرك يا الله ورددوا معهم : ما لنا غيرك يا الله .. الله - سورية - حرية - وبس
وسوم: العدد 912