المشاريع الاسرائيلية في البلاد العربية .. ما تحقق منها وما لم يتحقق بعد
الجزء الاول :
بالقاء نظرة سريعة على الخريطة السياسية للدول العربية ، نرى بوضوح تغيرات هامة تمت خلال الربع الاخير من القرن العشرين والربع الاول من قرننا الحالي ، كل هذه التغيرات تشير الى تحقيق اسرائيل لمعظم اهدافها في الوطن العربي ولم يكن ذلك ليتم لولا انتقاء نوعية خاصة من الحكام العرب اوصلتهم اسرائيل مع المخابرات الغربية الى سدة الحكم لتنفيذ مشاريع اسرائيل لقاء دعم مباشر ومكشوف لهؤلاء الحكام. ولا استثني من هذه الدول ايران التي كانت رأس الحربة في هذا المخطط الاستسلامي حيث كان الهدف الاول من تأسيس جمهورية ايران الارهابية هو تهديد الدول العربية ودفعها باتجاه اسرائيل الغربية حيث كانت ايران تقوم بجدارة بدور اسرائيل الشرقية.
تعالوا اولاً ننظر للخارطة السياسية للخليج العربي :
حيث تقود الإمارات مشاريع التطبيع مع اسرائيل ووصلت العلاقات فيما بينهما لدرجة متقدمة ومتسارعة حتى وصلت الطرفان الى تنفيذ المشاريع المشتركة الضخمة بمال اماراتي ورجال اعمال اسرائيليين، كما اصبحت الشواطي الاسرائيلية وفنادقها المكان المفضل للاماراتيين لقضاء عطلهم وسياحتهم ، وبالمقابل فقد دبت الحياة في فنادق العشر نجوم الاماراتية بكل ماهب ودب من الاسرائيليين بدءاً من رجال مخابراتهم الذين سيطروا على المنطقة و انتهاءاً بمؤسسات الدعارة والتي صارت المنافس الاول لمؤسسات الدعارة الروسية ومروراً برجال الاعمال الاسرائيليين .فالعلاقة بين الامارات واسرائيل صارت اقوى حتى من علاقة الامارات فيما بينها ، وعندما اتكلم عن هذه الدوله فعلينا ان نسقط هذه العلاقة على بقية دول الخليج بشكل متفاوت وكل حسب مقدرته وامكاناته .
اما في العراق ، فقد افادت وسائط الإعلام الإسرائيلية في عام 2004 عن اجتماعات المسؤولين الإسرائيليين مع الزعماء السياسيين الأكراد عندما أكد مسعود بارزاني، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق علنا العلاقات طيبة جداً مع إقليم كردستان العراق.
وأجاب رئيس كردستان العراق، مسعود بارزاني، على سؤال أثناء زيارته الكويت في ايار / مايو 2006 بشأن العلاقة بين الأكراد والإسرائيليين فقال: "ليس جريمة إقامة علاقات مع إسرائيل.ويمكننا مستقبلًا فتح قنصلية في أربيل." وقد أذاع التلفزيون الإسرائيلي في الماضي صوراً من الستينات من القرن الماضي التي تظهر والد مسعود بارزاني، مصطفى بارزاني، وهو يضم وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، موشيه دايان.
وفي خطاب السياسة العامة لعام 2014، أيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنشاء دولة كردية مستقلة. وادعى ما يلي: "الشعب الكردي هو شعب يكافح، وقد أثبت التزامه السياسي واعتداله السياسي، كما أنه جدير باستقلاله السياسي
وقد وصلت الحالة في كردستان العراق ان اقامت القنصلية الامريكية في اربيل ( وعندما اقول القنصلية الامريكية فهذا يعني القنصلية الاسرائيلية الغير معلنة بعد ) احتفالا وتضامناً مع المثليين في عيدهم فرفعت القنصلية الأمريكية في أربيل علم المثليين فوق مبناها، إلى جوار علم بلادها.
وأوضحت القنصلية الأمريكية أن رفع العلم جاء تضامنا مع المثليين.
وقالت القنصلية في بيان لها إن "القنصل العام كين كروس رفع علم المثليين على مبنى القنصلية في أربيل".تقديرا لشهر الافتخار وتضامنا معهم".
وتضيف الولايات المتحدة قنصلية اخرى لها في اربيل اضافة الى قنصليتها في عنكاوا ، حيث تعتبر القنصلية الجديدة الأكبر على مستوى العالم، على مساحة 200 ألف متر مربع وبتكلفة مليار دولار تقع على طريق اربيل شقلاوة، ويقال انها موطيء قدم لاسرائيل وسيتم تجهيزها باحدث اجهزة التجسس في العالم ، اما عن المشاريع المشتركة بين كردستان العراق واسرائيل فاصبح وجودها طبيعيا ومقبولاً .
وقد بدأت العلاقات الاسرائيلية مع كردستان العراق منذ عشرينات القرن الماضي حيث كان هناك حوالي 8 آلاف يهودي كردي في إسرائيل. واليوم، يقدر عدد السكان اليهود ذوي الخلفية الكردية في إسرائيل بأكثر من 150,000؛ يكمن إيجاد أكبر تجمع لليهود الأكراد في محيط القدس.ويلعب اليهود ذوي الأصل الكردي دوراً هاماً في الحفاظ على العلاقات الثقافية والتجارية غير الرسمية بين إسرائيل وكردستان العراق.
وعليه نستطيع القول ان الاعتراف المتبادل بين الكيانين هي مسألة وقت حيث يتم في الوقت الحاضر تمكين هذه العلاقات بانتظار اليوم الموعود.
وحتى يكتمل مشروع حدودك يا اسرائيل من الفرات كاملاً غير منقوص فهذا يقتضي انهاء مشروع قسد الانفصالي في سوريا والمدعوم امريكياً واسرائيلياً ، والذي اعاق هذا المشروع حتى الان استمرار الثورة السورية والرفض التركي وهي العقبة الحالية لاستكمال المشروع الصهيوني الكبير حيث يقف ضده بحزم الشعب السوري رغم التعاون نظام الاسد اقتصاديا مع عصابات قسد .
اعزائي القراء
في الجزء الثاني سنتابع مشاريع اسرائيل في البلاد العربية، حيث سنعرج على المخطط الاسدي الخياني في مشروع السيطرة الاسرائيلية على الدول العربية ودوره كصمام امان لامتصاص غضب الشعوب العربية . ثم نعرج على - لبنان - ثم (اليمن والسعودية) قبل انتقالنا لمصر وشمال افريقيا
مع تحياتي
وسوم: العدد 925