هل انحطاط دراما رمضان في قنواتنا....قرار دولي؟؟
يلاحظ أن ما يسمى الدارما في رمضان وفي أكثر من دولة عربية تتناول مواد متشابهة منها الاستهتار بالمقدسات كالاعتداء على آيات قرانية على سبيل كوميديا سمجة تافهة، ومواضيع تريد كسر الحياء في مجتمعاتنا والتعامل مع الفجور الأخلاقي كحالة عامة. وهذا كوميدي تافه منحط وفي رمضان يغازل زوجة جاره أمام زوجته وزوجها، وإيحاءات جنسية فاضحة ووقحة يتم تناولها تحت غطاء الضحك والسخرية. نشر ثقافة الخلاعة والوضاعة تتوازي مع حملات إعلامية محمومة ومسمومة تريد إعادة تشكيل العقل العربي من خلال مهاجمة الإسلاميين والدعاة، وتغيير المناهج الدراسية والتهافت المهين على التطبيع.
هل توافق الدراما في دول عربية مختلفة في رمضان على محتوى وضيع ساقط هو محض مصادفة، أم أن هناك توجيهات دولية خارجية تستهدف العقل والقيم العربية كما تستهدف العقيدة والمبادئ الإسلامية؟؟ قد يعتبر البعض أن هذه الفكرة فيها مبالغة وأنها تدور في فلك نظرية المؤامرة والتي تسطح كل شيئ!! لنستذكر أن تغيير مفاهيم الأسرة والاتفاقيات الدولية والتي تعيد تعريف الأسرة هي أمور أصبحت شبه ملزمة لدول عربية لا تملك قرارها ولا سيادة حقيقة لها إما لحاجة بعضها الشديد للمساعدات الإقتصادية أو لحاجة دول آخرى لغطاء دولى للتستر على انتهاكاتها وجرائمها كاغتيال أو تقطيع جثمان معارض مثبتة بأدلة قاطعة.
لقد أصبح تدخل البنك الدولي في قرارات حياتية وبشكل كبير في دول عربية ملحوظا ومعروفا، بل أصبح دوره أشبه بدور المندوب السامي حين كان الإستعمار علنيا صريحا. إن الشرق الأوسط الجديد والذي كان الجزء الأساسي من التهيئة له تدمير حواضر ومدن السنة وتهجير أهلها بذريعة محاربة الإرهاب وقمع الثورة السورية، يتطلب شعوبا مسخة، تبحث عن شهواتها وطعامها. وإذا كان مصطلح "الإرهاب الإسلامي"، قد تكفل بتخويف الشعوب من طرح المقاومة والجهاد، فإن نشر ثقافة الخلاعة والخيانة الزوجية والشهوة البهيمية ترمي لتحويل شعوبنا -بالإضافة للفقر الممنهج والذي يعم كثير من دولنا – إلى ما يشبه قطعان المواشي والتي تقاد وتوجه ولا تملك سوى الطاعة والإنصياع.
الإمارات العربية رأس الحربة في المشروع الصهيوني الغربي في المنطقة، والتي تقوم إن كان في اليمن أو ليبيا أو غيرهما بدور إسرائيلي صهيوني بالوكالة، تتهافت وبالتحديد في رمضان على سن قوانين تشجع على الإباحية والزنا والإنحرافات الأخلاقية وشرب المسكرات. استهداف الدعاة في المنطقة عموما وفي دولة إسلامية كبرى خصوصا من أصحاب الفكر الوسطي والمعتدل والذين لهم تأثير كبير في مجتمعاتهم من حيث نشر أخلاق الفضيلة والإعتدال وبالتالي محاربة الغلو والتطرف، ومنهم من كان يتبعه أكثر من 10 ملايين على التويتر في وقت تُستدعى الغانيات وتقام مهرجانات الفجور والخنا قرب الأماكن المقدسة، أمور تقع في نفس السياق: استهداف الشعوب في دينها ومعتقدها وقيمها وأخلاقها، وتحويلها لقطعان وكتلة بائسة. منذ أيام وقعت وفي نهار رمضان جريمة بشعة في القاهرة بقيام ثلاث شباب متزوجين باختطاف فتاة معوقة عقليا والتناوب على إغتصابها، الجريمة نتاج مجتمع يُغيب فيها الدعاة في السجون وينتشر فيه إعلام الرذيلة ويتصدى الساقطون للتوجيه وتكرم الراقصات على أساس أنهن امهات مثاليات.
بتقديري العبث المنحط في الدراما العربية في رمضان، أمر مبرمج ومقصود وعابر للحدود، يستهدف رمضان كركن من أركان الإسلام بتحويله من شهر للعبادة والتوجه إلى الله "لعلكم تتقون"، إلى شهر للعبث والمجون. كما إنه يستهدف أخلاقنا وقيمنا ومجتمعاتنا.
وسوم: العدد 927