استهداف الأسرة النواة الصلبة للمجتمع المغربي المسلم بنشر الرذائل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي
استهداف الأسرة النواة الصلبة للمجتمع المغربي المسلم بنشر الرذائل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي في غياب رقابة مسؤولة عن محاربة ذلك
معلوم أن موقع " اليوتوب" على الشبكة العنكبوتية يطلع على من يرتاده بفيديوهات يقدمها عن طريق عناوين إما مغرية أو مستفزة أو مدعية الفائدة ... إلى غير ذلك مما يحرك فضول زوار هذا الموقع لفتحها والاطلاع عليها .
ومعلوم أيضا أن هذا الموقع يجمع بين الغث والسمين والصالح والطالح من المواد التي يقدمها ،وتكون متجاورة بحيث يجد من يلجه على سبيل المثال فيديوهات دينية بجوار أخرى إباحية . وفي مقدمة كل فيديو نجد صاحبه أو صاحبته يستجدون من يرتادونه طالبين منهم الضغط على زر التشجيع ليواصلوا عرض فيديوهاتهم ، والهدف واضح من هذا الاستجداء وهو ما لم يعد خافيا على أحد .
ويوم أمس وأنا أستعرض بعض الفيديوهات استرعى انتباهي فيديو عنوانه : " الخيانة الزوجية تخون زوجها مع رجل آخر " ففتحته لأجد امرأة شابة محجبة تحيي زوارها، وتطلب منهم الضغط على الزر لتشجيعها ثم تقوم بدور زوجة تستغل غياب زوجها في عمله لتتصل بعشيقها ،وتضرب معه موعدا لممارسة فاحشة الزنا ، وهي تصور تلك المشاهد بتفاصيلها ، وتنتهي حكايتها باكتشاف الزوج خيانتها ثم تعد المشاهدين في نهاية الفيديو بالحلقة الثانية من الخيانة الزوجية طالبة منهم مرة أخرى التشجيع لتواصل انتاجها المدمر لقيم الأخلاقية للأسرة المغربية .
وتبين لي فيما بعد أن صاحبة هذا الفيديو ومن يشاركونها فيه لها العديد من الفيديوهات في نفس التوجه المدمر للمنظومة الأخلاقية ،وهي تظن أنها تحسن صنعا و تؤدي واجبا وخدمة بنشرها للرذيلة في مجتمع مسلم من خلال استهداف الأسرة النواة الصلبة للمجتمع المغربي .
وإذا كانت الجهات المسؤولة تتعقب أصحاب بعض الفيديوهات أو بعض التصريحات المخلة بالأخلاق أو المسيئة إلى الوطن كما كان الشأن بالنسبة للذين أنكروا وجود وباء كورونا ، فلا ندري لماذا لا تتعقب مثل هذه الفيديوهات التي تتناول قضايا مخلة بالقيم الأخلاقية وتسوقها إعلاميا ، ولا تتابع أصحابها بتهمة نشر الرذائل والتشجيع على التطبيع معها .
ولا شك أن وراء من يسوقون لمثل هذه الفيديوهات جهات تستهدف قيم مجتمعنا المغربي المسلم من خلال تصوير انحرافات أخلاقية متوهمة أو مختلقة.
ولقد دفعني الفضول إلى متابعة الحلقة الثانية لمعرفة ما تلا عملية الخيانة الزوجية فإذا بالذي مثل دور الزوج يغفر لزوجته خيانتها ، وتعود المياه بينهما إلى مجاريها ، وتنتهي حكاية الخيانة الزوجية نهاية سعيدة كما أرادت صاحبة الفيديو وكأنها تقترح حلا لجريمة أخلاقية في غاية الخطورة تمس سمعة وكرامة الأسرة في الصميم و تدمّر استقرارها تدميرا .
وأمام هذا التسيب الذي تعرفه المواد المعروضة على موقع اليوتوب والتي تمس قضايا مخلة بقيمنا الأخلاقية والدينية لا بد على الجهات المسؤولة أن تتابع أمام القضاء من يسوقونها عبر فيديوهات بوجوه سافرة مكشوفة وهم يرتزقون بها ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه أن يحذو حذوهم في إشاعة الفواحش في مجتمعنا المسلم . وحسب هذه الجهات المسؤولة قول الله تعالى في محكم التنزيل : (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )).
وسوم: العدد 942