ملاحظات على الانتخابات المغربية
كوني قد عشت في المغرب سنوات وأعرف شخصيا" الرموز الإسلامية المغربية عن قرب فأجد نفسي مطالبا" بإيضاح ما يلي :
1) ليس في المغرب( إخوان مسلمون).. رغم التقاطعات الفكرية والدعوية ولهذا فإن كلام المعلقين على الانتخابات المغربية من أفراد ومحطات وقولهم" سقط الإخوان" كلام غير صحيح يعبر عن جهل بالعمل الإسلامي المغربي .
2) السقوط في الانتخابات كان متوقعا" وقد زرت المغرب قبل سنتين أو أكثر وسمعت من أناس انهم لن يصوتوا للاسلاميين لأنهم لم يقدموا للناس ما وعدوا .
3). التقدم أو التراجع في العمل الحزبي له اسباب معروفة ولا يجوز جعل الأمر في سبب واحد . ولهذا سارع كثيرون عندنا لجعل السبب هو
" التطبيع " وهذا غير دقيق على أهميته لكن السبب الأهم هو عدم تقديم خدمات ملموسة للناس في عيشهم حيث الفقر والبطالة .
4) وسنة التداول بين الناس قانون رباني لا يجامل أحدا" كما قال تعالى ( وتلك الأيام تداولها بين الناس ) ( وان تتولوا يستبدل قوما" غيركم) .
5) لقد كان أداء الدكتور سعد الدين العثماني كرئيس للوزراء أو بالتعبير المغربي " الوزير الأول" أداء ضعيفا" مقارنة مع عبد الإله بنكيران ، فقد كان عبد الإله شخصية قوية وصاحب أداء حذر بينما ذاب العثماني فيما الأداء التقليدي دون مراعاة للرقابة الشعبية الحساسة تجاه كل حركة وقول وموقف .
6) يمتدح كثيرون عندنا الديمقراطية المغربية دون علم بحقيقتها كما هي ، فما يظهر هو تداول السلطة وهذا صحيح شكلا" لكن المضمون شيء آخر حيث صلاحيات الحكومة محدودة:
فالملك المغربي يملك كل الصلاحيات على الوزارات السيادية " خارجية ، داخلية ، مالية ، أوقاف، تعليم ، صناعة وتجارة، إعلام ، ..."
بينما الهامش الخدمي البسيط يكون بيد الحكومة . وقد شرح لي هذا السيد عبد الإله بنكيران في زيارتي الأخيرة للمغرب وقاله في فيديو بعد السقوط في الانتخابات .
7) تولى الحكومة المغربية الاشتراكيون والاستقلاليون والإسلاميون والان سيتولاها الليبراليون ولم تكن هناك بصمة كبيرة ولن تكون لأي اتجاه لان الجميع خاضعون للمخزن( القصر) وليست لهم حرية التحرك بل كلهم يمارس الطقوس نفسها فالأمر يتعلق بطبيعة النظام وطريقة عمله .
وأخيرا" فالمطلوب من حزب العدالة والتنمية وكل الاسلاميين مراجعة النهج وإيجاد البرنامج التنفيذي وفق معطيات واقع كل بلد وعدم مغادرة الساحة السياسية لان المغادرة تعني الهزيمة والفشل فالكبوة التي تقع قد تكون حافزا" نحو أداء مستقبلي .
وسوم: العدد 946