المغاربة من عشق الباسبور الأخضر إلى الخوف من الباسبور الأخطر

رحم الله تعالى المطرب الشيخ محمد اليونسي البركاني  الذي أتحف برائعته الشهيرة " الباسبور الأخضر " الشعب المغربي عموما ومواطني الجهة الشرقية خصوصا ، وقد صور فيها تصويرا حيا ومؤثرا هجرة الرعيل الأول من المهاجرين إلى دول الشمال الأوروبي طلبا للرزق  مباشرة بعد جلاء الاحتلال الفرنسي البغيض عن بلادنا، وقد غادرها والفقر ضارب أطنابه فيها بسبب استنزافه لخيراتها.

ودون الخوض في موضوع هذه الرائعة التي حازت روعتها من صدق كلمات صاحبها ، ومن حسن ودقة تصويره لمعاناة المهاجرين نحو أوروبا في ستينيات القرن الماضي ، نتساءل ماذا كان هذا المطرب سيبدع  لنا لو أن العمر امتد به حتى شهد زمن باسبور التلقيح الأخطر الذي صار مصدر تهديد يحرم من لا يحمله  من الحركة داخل وطنه ، وفي كل مرافقه العمومية  وأسواقه النموذجية ومقاهيه وحماماته ... ، ولا ندري هل يشمل ذلك حتى أسواقه الأسبوعية وهي فضاءات مفتوحة وعفوية  ومؤسساته التربوية وشوراعه  ... وغيرها .

إن المواطن المغربي الذي لا زالت تحت وطأة فوبيا الجائحة ، ووطأة إجراءات العزل التي لا زالت في طور التخفيف، وهي لمّا ترفع كليا  بعد ،وذلك مع استمرار هواجس الخوف من متحورات الكوفيد 19 التي لا زالت تلوح في الآفاق ، فوجىء بقرارفرض الإدلاء بجواز التلقيح إذا ما أراد قضاء مآربه وإلا حرم من ذلك ، لهذا فهو اليوم  في حاجة ماسة إلى من يتغني بمعاناته كما تغنى المرحوم المطرب اليونسي بمن كان يحمل الباسبور الأخضر مهاجرا إلى الديار الأوروبية ، فهل ستتفتق عبقرية مطرب آخر بمثل ما تفتقت به عبقرية اليونسي رحمة الله عليه ؟   

وسوم: العدد 952