ماذا وراء إلغاء النظام السوري لمنصب «مفتي أهل السنة والجماعة»؟
أثار مرسوم رئيس النظام السوري بشار الأسد التشريعي القاضي بإلغاء مقام مفتي الجمهورية السني، وإسناد أمر الفتوى إلى المجلس الفقهي الأعلى في وزارة الأوقاف وتعزيز دوره وتوسيع صلاحياته، انتقادات لاذعة من السوريين، لما يحمل من خطورة بسبب التعديلات التي أنهت مجلس الإفتاء الأعلى في البلاد، وألغت مقام الإفتاء عبر إزالة عضوية “مفتي الجمهورية” من المجلس، مع توكيل هذا المجلس الذي يضم سبعة أعضاء من المراجع الشيعية، بإدارة المهام التي كانت موكلة للمفتي سابقاً. وحذر “المجلس الإسلامي السوري” المعارض (مقره إسطنبول) من خطورة المرسوم التشريعي.
وفي تصريح خاص” قال المتحدث الرسمي باسم المجلس، الشيخ مطيع البطين “إن خطورة إلغاء منصب “مفتي الجمهورية” ليست متعلقة بإزاحة المفتي أحمد حسون التابع للنظام، بل بالاعتداء على منصب الإفتاء استكمالاً لمخطط تغيير هوية سوريا الديموغرافية والدينية”.
وأضاف “أنّ إلغاء منصب الإفتاء في سوريا ليس عدواناً على المسلمين وعلى السنّة في سوريا فحسب، إنّه تمهيد لرؤية عمائم الولي الفقيه تعتلي منبر عمر بن عبد العزيز في مسجد بني أميّة الكبير في دمشق عاصمة أكبر حضارات الإسلام وأوسعها امتداداً، ولذلك فإنّ هذا العدوان يستهدف المسلمين والعرب جميعاً بدينهم وثقافتهم وتاريخهم ومستقبلهم”.
وتابع البطين أن الأسد بإلغائه منصب المفتي، يمهد لدخول إيران على خط الإفتاء في سوريا، وكذلك يثبت وجودهم في المشهد الديني السوري، مضيفاً: “بمعنى آخر، أدخل النظام المؤسسة الدينية في دائرة المحاصصة الطائفية والتقسيم”.
وكان حسون قد أثار موجة من الجدل بسبب تقديمه تفسيراً جديداً لسورة “التين” خلال كلمته في تأبين الفنان صباح فخري، مدعياً أن “خريطة سوريا مذكورة في السورة، وأن الإنسان الذي يخلق في سوريا يكون في أحسن تقويم، فإن تركها رددناه أسفل سافلين”، ليرد “المجلس العلمي الفقهي” في وزارة الأوقاف التابعة للنظام، على تفسير حسون بأنه تفسير منحرف وغريب ويشق الصف، داعياً إلى “عدم الانجرار وراء التفسيرات الشخصية الغريبة”.
وبينما اعتقد البعض أن سبب إقالة الحسون هو ما قاله عن تفسير “التين والزيتون”، إلا أن الواضح أن المرسوم الجديد قد عزز من صلاحيات “المجلس العام الفقهي”، وكذلك حدّ من حضور الطائفة السنية على رأس المشهد الديني في سوريا.
وهاجم عبد الرحمن حسون، نجل أحمد حسون “المجلس الفقهي”، عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”، قائلاً: “الفتنة التي تصدرتم لها وأيدتكم في ذلك الصفحات الصفراء ومن يشتمون الوطن ويستبيحون القتل والهدم والتدمير لوطننا هي من يؤيدها التكفيريون، وكنتم يداً واحدة بالباطل، فهنيئاً لكم بعضكم البعض”. وتابع مخاطباً والده: “ما زلت المخلص لوطنٍ طالما أحببت رياضه وترابه وأنواره، ما زلت الوفي لقائد ثبت في أحلك الظروف والمحن وكان وسيبقى القائد والأخ والمحب والمحبوب”.
وفي السياق، تحدث عضو “هيئة القانونيين السوريين” المحامي عبد الناصر حوشان، عن نتائج مرسوم الأسد، قائلاً: “لم يعد هناك مفتي “السنة والجماعة ” في سوريا، ما يعني إلحاق مهمة الفتوى بالمجلس الفقهي في وزارة الأوقاف، وهو المجلس الذي يضم ممثلين عن مرجعيات شيعية تتبع إيران يشكلون ثلث أعضاء المجلس”.
وأضاف في تعليق ”، أن “المجلس يضم مرجعيات شيعية تدين بالإمامة كأصل من أصول العقيدة وتُكفر من لا يعترف بها”. وأردف أن “الشيعة صاروا شركاء أهل السنة في إدارة أملاك الوقف السنية والانتفاع بها واستثمارها وشرائها، وهذا أيضاً يعني تكريس جريمة التغيير الديموغرافي التي تديرها إيران وتتولى تنفيذها بالتشارك مع نظام الأسد”.
وسوم: العدد 955