الاقتصاد الاستهلاكي ..هلاك محقق ، وخطر ماحق والوعي الاستهلاكي ..أكبر الغائبين
تراجُع مستمر منذ عشرات السنين !:
يبدو العالم العربي والإسلامي عموما في تراجع في كثير من نواحي الحياة ..
وليست لدينا مؤشرات محددة عن وقت بداية ذلك التراجع ولا عن مداه وحركته ..ولكنه ملاحظ بوضوح بالرغم من دعوات ـ أو ادعاءات ـ التنمية وما شابهها !
..ولو كان هناك بيانات وإحصاءات دقيقة عن ذلك التراجع ( الفعلي والنسبي)..وأرقام عن الموازين التجارية وتسرب الأموال وهدرها وهروبها للخارج ..لكانت الأرقام مرعبة فعلا ..!!
..وبالطبع يكون ذلك البقاء بأشكال مختلفة حيث يركز الاستعمار أوضاعا ونظما ومناهج تبدو أحيانا وطنية ومقدسة ..ويربط بها مصائر البلاد والعباد حتى يصعب التخلي عنها في كثير من الأحيان إلا بجهد جهيد وبما يشبه [ العملية القيسرية]..!
.. وكيف يمكن (قلب ) نظم تعليمية رسخها المخططون الأولون وبنوا أسسها العامة على قواعد غير سليمة .. بدأت بهدف تخريج موظفين ..وسار عليها الناس سنين عددا ..واستمرت تتخبط ـ وهي تظن أنها تتطور وتغير ..وما تغير إلا بعض القشور والمظاهر ..ولكن [ الروح الدنلوبية ] مثلا تظل تسري في عروقها وتوجهها وجهات خاطئة لا تنشيء شخصيات مفكرة تفكيرا استقلاليا ولا عقليات مبدعة مبتكرة ..إلا ما ندر !
( ملاحظة : دنلوب خبير بريطاني وضع أسس التعليم لمعظم المستعمرات البريطانية السابقة – والعربية خصوصا - ولا تزال تلك الأسس ـ إجمالا ـ هي المتبعة ..دعك من القشور )
وكذلك معظم النظم والقوانين المختلفة والتي أصبحت راسخة شامخة !
كيف يتصور إنسان أن يتغير نظام قانوني وضعي وبناء قضائي تفرع وتغلغل وترعرع حتى صار له خبراء ومؤسسات ومستشارون وفقهاء ورجال أجلاء..؟!
وقس على ذلك بقية النظم في بلاد العرب والمسلمين [ خصوصا تركة الرجل المريض ] كما كان المخططون لهدم الخلافة يسمون بلادنا التي كانت جزءا من دولة الخلافة واستولوا عليها ومزقوها قطعا وأشتاتا !!..والتي تخلفت في أواخر عهدها ثم سيطر عليها [ يهود الدونمة المتظاهرون بالإسلام ] نتيجة تخطيط خفي ..وزادوها تخلفا – هي وتوابعها – حتى ساقوها إلى حتفها عمدا !!
.. لا نريد أن نمعن في ضرب الأمثلة .. فأكثرنا يواجه كثيرا منها يوميا وتصدمه كل صباح ..أو في معظم خطواته وتعاملاته ..فقد [ أدمنا] السلوك والنظم المستوردة والمستغربة والموروثة ..واعتدنا عليها ..وكأنها شيء مفروض لا نعرف ولا نحسن غيره ولا نبدله ..
... بقي أن نقول إن الاستخراب أو الاستدمار [ الغائب الحاضر ] لم يكتف بزرع [أمراضه وأخباثه ومعوقاته ومخرباته ] فينا ؛ بل ظل مراقبا لتفعيلها وبقائها وتطور تخريبها ..وجعل لها حراسا و[ مشغلين ومنفذين ] في صور ومستويات عدة ..فقد [غرّب ] أجيالا وطبقات تعتنق فكره ونهجه ..ومكّنها من معظم مواقع القرار وراقب عملها بدقة ودأب ويقظة دائمة ..ليعدل ما يلزم إذا استدعى الأمر ...ولم يكتف بمثل هؤلاء [ الرعاة ] من جنس الشعوب ..بل تحول جنده إلى اللباس المدني ..وانبثوا دون أن تنتبه لهم الشعوب كثيرا ـ وبأشكال وأثواب مختلفة ـ في شكل مستثمرين ومندوبين ودبلوماسيين وخبراء وسواح وأحياناً ممثلي مؤسسات دولية أو منظمات إنسانية وبعثات تعليمية ..إلخ
..وبالطبع كانت الحركة [ التبشيرية الصليبية ] منذ وقت مبكر طليعة للزحوف الاستعمارية ومواكبة لها ( راجع مثلا كتاب التبشير والاستعمار لعمر فروخ ..وغيره من الكتب والتقارير والنشرات ).. وبقي كثير منها بعد عهود الاستعمار ولا يزال ..وتطور البعض الآخر في أشكال شتى يصعب الإحاطة بها ويطول المقام بنا إن حاولنا ذلك ..ولكن لا تخطئ كثيرا منها عينُ بصير !!
ليس [الاستدمار ] وحده مسؤولا !!:
...لا نريد أن نلقي كل التبعات على الاستدمار والمدمرين الأعداء ..ونجعله مشجبا نعلق عليه كل مثالبنا ومشاكلنا ..فلا شك أننا ـ كشعوب عربية وإسلامية ـ نتحمل كثيرا من الوزر !
.. فلولا ما يسميه المفكر الجزائري مالك بن نبي [ القابلية للاستعمار ] لما وجد ذلك الوحش سبيلا لنهشنا وتمزيق أشلائنا ثم [زرع السرطان الصهيوني في قلب بلادنا ] حارسا للتخلف والتمزق وسفك الدماء والتخريب ..بل وزائدا ومسببا لكل ذلك وأمثاله ..ومسهما فيه بقوة وحضور لافت كما بدا في دارفور ..وفي جنوب السودان من قبل ...وفي غير ذلك من المواقع – قربت ام بعدت – وأهم صور ذلك في فلسطين وما جرى في قطاع غزة مؤخرا ..
.. فكيف يعقل لعالم عربي بكل تلك الإمكانات من العدد والعدة والثروات المهدرة ، والملايين المخدرة المغلولة..والدول المتعددة بأسلحتها وأجهزتها وجيوشها ومؤسساتها وعلاقاتها ونفوذها .. أن تسمح أن يحصل في غزة ما حصل وهي تتفرج ؛ بل وبعضها يشارك أو يشجع أو يشمت !!؟؟
.. أليس في ذلك اكبر دلالة على أن وضع هذه الأمة غير طبيعي ؟..وأن نظمها في واد وشعوبها في واد آخر ؟ وأن هناك مرضا خطيرا عضالا يفتك بها ويفت في عضدها ؟؟!!
.. خصوصا وأن ما تراه هنا وهناك من توحش صهيوني استدماري شرس ..إنما هو نماذج ومقدمات ..ونار تشتعل ..وسيصل لهيبها وحريقها للمتفرجين و[اللامبالين ] بله المشاركين الذين تسهم أصابعهم في إشعال النار فتحرق أصابعهم ثم تأتي عبيهم فلا تبقي منهم ولا تذر !!
.. وهل ينفع حينذاك أن يقال [ أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض ]؟!
..إذن أرايت كم نتحمل نحن من الوزر ومن المسؤولية ..؟؟! وإن كان لكل همومه وظروفه ومشاكله وارتباطاته وقيوده ولجمه ..إلخ التي تحول دون تحركه بحرية ..ودون اتخاذه مواقف فاعلة ..على الأقل دفاعا عن نفسه وعن مستقبل شعوبه ونظمه ومقدراته وبلاده في وجه سيل صهيوني تدميري لا يلتزم بأية قيود أو مواثيق أخلاقية أو إنسانية أو دينية أو غيرها ..كما شاهدنا ونشاهد ..وكما لا يخفى حتى على أعمى إلا على مُصِرّ على التعامي عمدا ..حتى يؤخذ وهو غافل !
( الاكتفاء الذاتي ) مطلب مهم ..وشعار يرفع ..وينفذ عكسه !:
كل النظم تدّعي التنمية والإنجاز و..إلخ ..والمحصلة أن الأوضاع تزداد ترديا ..والغلاء يتصاعد ؛ والدخول تتآكل ..والجريمة والفقر والبطالة والمرض والكساد والفساد والجهل والجوع ..وكل الآفات تستفحل ..وتزداد يوما بعد يوم !!...[ أشاوس النظم والرسميات وأبواقها ] يذيعون أخبار وأرقام وإحصاءات [ إنجازاتهم ] بين الحين والحين !! ومعظمها وهمية أو خادعة !
..ويسيرٌ جدا ما يظهر على أرض الواقع ..ويبقى التساؤل : لماذا هذا التخلف والتراجع والتخبط منذ سنين ؟ ولماذا لم يحاسب أحد ؟ وأين ..؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ ..ومتى ؟..ومن ..؟ وإلى اين ..؟ومن أين ..؟..إلخ مئات بل آلاف الأسئلة التي لا تجد لها إجابات !!
... من أهم الشعارات التي ترفع ، أوالمطالب التي تطرح ..منذ عشرات السنين مسألة (الاكتفاء الذاتي ) ..وهذا موضوع مهم ومصيري ..وعلى كل دولة تحترم نفسها ـ أو تخاف على نفسها ـ وعلى كل شعب حيّ يهمه مستقبله ومصيره ..أن يهتما به ..لأن اختلاله يؤدي إلى اختلال كثير من الأمور : ويؤثر على استقلالية القرار وكثير من العلاقات يعني أن كل بلد ينقصه الاكتفاء المناسب يكون منقوص السيادة غالبا ، أو معتمدا على مساعدات الآخرين ..وبالتالي أسير إراداتهم ورغباتهم يضطر للانصياع لها حين اللزوم وإلا كان الجوع والاضطراب والفتن ..إلخ كما يبدو في وضع بلد كمصر مثلا [ وأنموذجا] خُرّب اقتصادها الزراعي والصناعي وغيره [ تخريبا متعمدا ] على مدى ستين عاما أو تزيد ..بعد أن بدأ فيها ( طلعت حرب ) توجها حقيقيا للنهضة ..ثم جاء من يخرب كل إنجازاته ..ولعب أمثال [ يوسف والي ] وأعوانه من الماسون واليهود المتسترين والمحميين حمايات خفية وغريبة ..لعبوا أدوارا رئيسة وواضحة في التخريب والتدمير ..ولم يحاسبهم أحد [ إلا بعض أكباش الفداء مثل وكيله الفاسد يوسف عبد الرحمن مثلا ] ..وها هو يوسف والي يسرح ويمرح ولا يكدر صفو إجرامه أحد !! بل إن الذين انتقدوه وحاولوا كشفه ومحاسبته ولو لفظيا في الصحف وفضحوا تخريبه ويهوديته ..جُوزوا جزاء سنمار ( أمثال المرحوم عادل حسين الذي مات في السجن بسبب والي وكذلك مجدي حسنين الذي لا يزال يعاني ] وغيرهما ..أُغلقت صحفهم وحُلت أحزابهم وحوربوا لأنهم قالوا الحقيقة وفضحوا المجرمين ..وحرصوا على مصلحة مصر وشعبها !..وهكذا ..إلخ
..هذا مثال صارخ وبسيط وواضح .. وقس عليه كثيرا من ممالك الطوائف وطوائف المماليك !!
.. مع أن الشرع يعتبر العلوم الأساسية التي تلزم لشؤون المجتمع كافة من مختلف النواحي ..فرائض كفائية ..يأثم الجميع إذا لم يتوافر منها ومن رجالاتها من يكفي للمجتمع المسلم..ويبقى الجميع آثمين حتى يوجد في الأمة من يسد حاجاتها في كل الضرورات ..كالغذاء والبناء والطب والدواء والزراعة والصناعة والعلوم الأساسية والدفاع والسلامة العامة ونحوها .
..أما الفروض العينية في العبادات ونحوها فمعلومة .
يهدمون ..وهم يظنون ( أو يدّعون ) أنهم يبنون !!:
ينظر الإنسان إلى بلاد العرب والمسلمين فيظن أنها متقدمة ..ويرى مدنها ومناطقها تموج بالسيارات والعمارات والأضواء والشوارع وأنواع الصناعات والمبتكرات ـ واكثرها أجنبي أو تجميع ( أو تكديس حسب مصطلح مالك بن نبي ) وتلفيق بإذن وإشراف أجنبي ـ ..فيظن الناظر أن تلك البلاد متقدمة ..وأنها في مصاف مدن الغرب الكبرى ويخدعه ( البريق الحضاري ) الذي يبهر الأبصار !
..ولكن الرائي إذا تفحص تلك الأمور يجد معظهم تلك [ المستهلَكات ] مستوردا أو في حكم المستورد ..ونادر جداً منها ما كان وطنيا خالصا بدون مخالطة شيء أو [نموذج ] أو توجه أو مكون أجنبي !
..كثيرة هي المظاهر الخادعة في الوطن العربي والإسلامي ...والتي اصبح كثير منها معتاداً لا يلفت نظر الناظر العابر .. ولكن المتأمل بروية لا يملك إلا أن يتعجب أو يتساءل !؟
..من اقصى الشرق إلى اقصى الغرب ..أو (من طنجة إلى جاكرتا ) حسب تصنيف الفيلسوف مالك بن نبي رحمه الله ..: مثلا ..أندونيسيا فيها أكثر عدد من المسلمين في العالم ..أين هي من الإسلام ؟ وباكستان انفصلت عن الهند باسم الإسلام وحماية المسلمين \\\فأين هي من الإسلام وأين الإسلام منها ؟؟!!..وأين حماية المسلمين ويقتل فيها كل حين العشرات والمئات بفعل فاعل خفي أو بغارات أمريكية متعمدة ؟! ويتصارع فيها حزبان علمانيان عميلان فلسدان ..والمسلمون والإسلاميون لا في العير ولا في النفير !!..
. والعراق التي كان خيرها يفيض على غيرها ( زراعة وصناعة ونفطا ) فأصبحت أشلاء بائسة يرثى لحالها..!! ..إلخ
كثير من البلدان كانت تصدر الغذاء فأصبحت تستورده !..كانت شعوبها في راحة وشيء من البحبوحة فأصبحت في ضنك شديد !..
..تجد العمارات الشاهقة والهدير والأضواء المبهرة ..ووراءها جيوش من الجياع والعراة والعاطلين والمشردين !
قناطير مقنطرة من الأموال تجمد في شكل أبنية ومنشآت لا تنتج ولا تثمر ولا تطعم ولا تغني من جوع !!..وكذلك بضائع تستورد من شتى البقاع والأصقاع لإشباع النهم الاستهلاكي الذي تربت عليه الشعوب !
.. في كثير من بلدان العرب والمسلمين كسوريا ومصر وغيرهما ..يرجع الناتج إلى الوراء ..وتغلق يوميا وتعطل كثير من المشروعات الزراعية والصناعية الإنتاجية بدلا من أن تزيد !!!
..وتباع معظم الأصول المنتجة [ باسم الخصخصة وغيرها ] أو تفسد وتدمر عمدا أو نتيجة نظم بيروقراطية وفساد متجذر !!!
.. وفيها جميعا ترتفع نسب الاستيراد من الخارج ويميل ميزان المدفوعات لصالح الآخرين....عدا عن بعض الثروات الطبيعية التي يحتاجها أؤلئك الآخرون فيقايضونها بصناعاتهم التي تملأ أسواقنا ونستهلكها دون أن ننتج مثلها أو نعرف كنهها ..!
.. حتى ما يسمى صناديق التنمية والاستثمارات .. معظم أنشطتها وتوجهاتها استهلاكية ..لا إنتاجية ..وقلما تتجه للزراعة والصناعة وإنتاج الغذاء واستثمار الأرض وإعمارها !
.. كما أن الغالبيةالعظمى من مصانعنا ليست أصيلة بل قد تكون [ توكيلات وفروعا ] لمصانع وشركات أجنبية ..أو بإذن منها وتدفع لها [ المعلوم ] أو أن كثيرا أو قليلا من مكوناتها ..مستوردة ..وعلى الأقل آلات المصانع ومعداتها وقطع غيارها وصيانتها ..:معظمها مستوردة !
.. هذا عدا عن سيطرة الأجانب وبعض الشركات الأجنبية على أكثر الموارد والمصالح الاستراتيجية باسم [ الخصخصة وتشجيع الاستثمار الأجنبي ..إلخ]وغير ذلك !..فيمسكون بخناق البلاد والعباد ..!
.. كثير من بلادنا يستطيع الآخرون [ وهم غالبا في حقيقة الأمر يصنفون في قائمة الأعداء مهما كانت مسمياتهم !] يستطيعون إجاعة أو تعطيش أو إظلام البلاد في أسابيع ..بل في أيام معدودة ..أو حتى احيانا في لحظات ..فقد أصبحت أرواحنا في أيديهم ..ومقدراتنا تحت رحمتهم ( مياهنا .. كهرباؤنا .. غذاؤنا .. اتصالاتنا ..مواصلاتنا ..دواؤنا ..إلخ)
.. لقد فكر البعض في التوجه للاستثمار الغذائي في السودان مثلا الذي تتجه إليه الأنظار ليكون {سلة غذاء العرب }..وباشر البعض فعلا في الاستثمار الغذائي وحقق نوعا من الانفراج الجزئي ..ثم توقفت بعض المشروعات وتعطلت ..لأسباب غير منظورة غالبا ..!
..ولأن هذه المسألة ( استراتيجية جدا ) أن تتجمع الأموال والاستثمارات وتحول السودان إلى سالة غذاء فعلية تشيع الأمن الغذائي في العالم العربي ..وهذا ما لا يرضاه [ ولا يسمح به !] الصهاينة ومعاونوهم الصليبيون .. لذلك بذلوا جهود الجبابرة لإشغال السودان وإشعاله .. فكانت القلاقل التي لم تهدأ فيه من عشرات السنين ..وكانت حروب الجنوب الضروس ..ثم انفصاله لإضعاف السودان وتعطيل تنميته وتعويق استغلال أرضه له ولغيره وإشغاله واستنزاف موارده ..ثم كانت مشكلة دارفور [ التي بدأ بإشعالها [ الهالك شارون] وكتب اليهودي [بيتر إيغروس ] في صحيفة جويش غرافيك مقالا بعنوان [السودان يصبح موضوعا يهوديا ]!..وشارك اليهود في كل مكان وبكل مجال لإشعال دارفور لفصلها – بثرواتها وموقعها وشعوبها – عن السودان لإضعافه وتمزيقه وإحراجه .. والحبل على الجرار ..حتى لا يشبع العالم العربي ولا يتحقق له أي اكتفاء ذاتي أو أمن غذائي ...و[دولة الخراب اليهودية ] تعبث هنا وهناك !!
..ماذا تجدي العمارات والشوارع والمنشآت والمستوردات المختلفة ..إذا فقدنا موارد الغذاء ؟!وإذا لم نجد القمح والخبز؟!..هل نأكل إسمنتا ورملا وزفتا ؟! (19/3)
..لماذا لايكون هناك توجه للاقتصاد الإنتاجي الفعلي والضروري والحيوي والاستراتيجي ..لتحقيق أمننا الغذائي ..والاكتفاء الذاتي ..بدلا من أن نظل تحت رحمة الآخرين ..؟ جوعونا أو أشبعونا ..؟أطعمونا أو حرمونا ..؟
.. وبالطبع ومن البديهي أن ذلك لا يتصور غالبا إلا في ظل تكامل عربي صادق لمصلحة البلاد والشعوب .. لا ضرورة هنا مطلقا ان تزول الكراسي والنظم والكيانات المجزأة ..ولكن أن تتعاون وتتضامن وتحس بالخطر الحقيقي المتوقع ..وتتقارب ـ على الأقل كما تتقارب الأغنام حين تحس بالخطر .. وليس في قومنا من لا يعرف ذلك !!
... والجميع يعرف أن العالم يميل إلى نظم التكتلات ( كالوحدة الأوروبية مثلا ) فلماذا لا يقتدي قومنا بمن يعجبون بهم وينبهرون بحضارتهم ويحاولون تقليدهم .. فليقلدوهم في هذه الناحية !
.. قد يكون من العبث أو [ صراخا في واد ونفخا في رماد ] أن نقول كلاما كهذا – لا يقرؤه الذين يجب أن يقرأوه – غالبا !وخصوصا ونحن نشاهد بلادا كمصر والأردن وغيرهما كانت تصدر القمح والغذاء ثم أصبحت تستورده بل أحيانا [ تتسوله ] !!
كيف ونحن نرى عيانا ..عمليات تخريب الاقتصاد وتفريغ الإنتاج من مضمونه ..وإجراءات ونظما بيروقراطية و[ تطفيشية ] تجعل الفلاح يعطل أرضه ...والعامل يعرض عن مصنعه وصناعته بل وتغلق كثير من المصانع و[تبور ] كثير من الأرض الزراعية ..إلخ هذا بدلا من تشجيع الإنتاج المثمر والمجدي !
..هنالك ظواهر عامة وهنالك ملامح خاصة ..وكثير منها يصب في هذا النهج التخريبي ..وكل ذلك لا يمكن أن يكون صدفة ..إلا بفعل فاعل وقرار في [ ظلام غافل ]..!
.. مهما قال المتشدقون ..فأنا ـ تماما مثل صديقي الحميم الأستاذ مالك بن نبي ـ رحمه الله ..لا أستطيع أن أغمض العينين عن [ نظريةالمؤامرة ] .. فهي هنا واردة تماما ..وبوضوح !
( لقد كان مالك بن نبي يقول لنا إنه - حتى ترك المناهل في الشوارع مكشوفة ..أو ترك الكلاب الضالة سائبة ماهو إلا بتدبير مقصود وفعل فاعل لهدف ما )!
.. وإلا فكيف يتراجع العالم العربي كل هذا التراجع [ المخيف ] وفي عهود تدعي الاستقلال والتحرر..ويمر عهد بعد عهد ... وكأنهم يتوارثون إفقار الشعوب وإذلالها بسياط النهب والأتاوات والمصادرات ـ على حد تعبير الإمام أبي حامد الغزالي في كتابه الفذ ( إحياء علوم الدين ) ـ ! وكذلك بسياط القمع ودعاواه وقوانينه ومؤسساته المختلفة ..التي لو صرف ما يصرف عليها على التنمية الحقيقية الزراعية والصناعية لاكتفت الأمة واستغنت !!!
..لا يجادل أحد أن أوضاع المواطن وغذاءه وحرياته وأمنه – الخاص والعام - ..إلخ في تراجع حقيقي مستمر وتدريجي بالرغم من بعض الانفراجات أحيانا !
..المهم أنه لم يحاسب ونادرا ما يحاسب أحد ..أو حتى يذكر تقصيره فكان المسألة مهمة يتوارثها [أشباح ] جيلا عن جيل يربَّوْن على الإفساد والتعطيل والإحباط والتخريب..إلخ ويرثونها صاغرا عن صاغر!
..إننا بحاجة إلى عقليات كبيرة وعزائم صارمة وإرادات حاسمة ..وإخلاص صادق وهمم قعساء ومواقف شماء وشخصيات شامخة تملأ مواقعها وتفعل أكثر مما تقول ... وتتجاوز الأنانية الشخصية والفئوية الضيقة ..إلى الوطن الشاسع ليكون هنالك تكامل وتبادل وتنمية حقيقية مردودها ينفع الأمة ولا يذهب للغرباء ..فإذا استكثروه دبروا له من المؤامرات [ والمقالب والأزمات المفتعلة ودوامات الضياع ومؤامرات المرابين ] ما يذهب به أدراج الرياح .. فيعود على أصحابه بضرر دنيوي وأخروي ..بدلا من عكس ذلك !
لقد أشرنا إلى مثل هذا من قبل .. وحين تعرضنا لما كتب اليهوديان [كسنجر وزميله كبير مستشاري ريغان الاقتصاديين ] حينما تخوفا من فوائض أموال النفط – في طفرته الكبيرة سنة 2008 منذ نحو عام .. وحذرا من استغلالها في شراء أصول غربية وابتزاز الغرب وأمريكا ومحاولة التأثير على قرارها..إلخ..!
..وذكرنا حينها أن هذا المقال استفزازي واستعدائي وتحريضي على النفط وعوائده ودوله وأصحابه ..وحذرنا من مكائد تعد لهم ..! وناشدنا أن توجه الأموال ـ وبسرعة وفاعلية ـ للاستثمارات الداخلية العربية والإسلامية المنتجة والتي لن تخسر أبدا ..
ولكن ..لا حياة لمن تنادي ؛ لم يمض على المقال التحريضي المذكور شهر .. إلا وكان [ فخ الأزمة الاقتصادية العالمية ] قد نصب وضاعت في دوامته التريليونات ..وبات العالم كله يشكو الأزمات والإفلاسات ..إلخ بدءا بالولايات المتحدة ..إلى معظم بلدان العالم .
..وأعجب العجب أن الولايات المتحدة التي هي أول وأكبر المصابين بالأزمة ..ومع ذلك لم يهتز [ دولارها ] ولم يتراجع ..ولو كان الأمر طبيعيا لتراجع الدولار إلى نصف قيمته بل إلى عشرها لكثرة ما هي الأزمة شديدة .. لكن الدولار ثبت ..وتراجع غيره وخصوصا الإسترليني واليورو !
.. والأعجب كذلك أن الأزمة والخسارة شاملة للعالم وكله خاسر !! فأين الرابح ؟؟!!
أليس مفتح اللغز في ما علم الجميع وما اشتهر وتكرر أن [ بنك ليمان برذرز] اليهودي الأمريكي حول – إلى دولة اليهود - قبل الأزمة مباشرة ( 400أو 800 مليار ] على اختلاف الروايات ؟؟!!!
.. ألا يعني ذلك ان كل تلك { التريليونات } صبت في جيوب دولة اللصوصية والتآمر والتخريب ؟!
..إن تحويل الاقتصاد الاستهلاكي إلى اقتصاد إنتاجي يحتاج إلى عزيمة صادقة – كما ذكرنا – وإلى إرادة حازمة جازمة ..وإلى جهود الجبابرة ! فاين كل ذلك ؟ وأين أؤلئك ؟! أم قد عقمت الأمة ويتمت ؟! فيظل صِبية الصهاينة وعتاة الصلييين والكفرة يعبثون بها ويفرضون عليها ما يريدون؟
.. وليس اقل من ذلك تحويل السلوك بل النهم الاستهلاكي الذي شاع في الناس إلى رشد واقتصاد متوازن .
السلوك الاستهلاكي مرض خطير سرت عدواه في شعوبنا :
..يكاد يصدق على إنساننا في هذه الأيام تسمية ( الحيوان الاستهلاكي )..!
..لا يكاد الإنسان يدخل سوقا من الأسواق حتى يرى الناس مكبين على تعبئة سلالهم وعرباتهم من مختلف الأصناف وتراهم يتسابقون ويتزاحمون على صناديق المحاسبة ..يذهب بعضهم لشراء غرض أو غرضين ثم يخرج بعشرات منها ما يلزم وبعض منها أو كثير يمكن إرجاؤه أو الاستغناء عنه ..وقد أصبحت هذه عادة تكاد تسري في دماء الكثيرين ؛ وبدت ظاهرة طبيعية ..مع أنها مرض مستحدث ..بعد نظم التسويق الحديثة والمجمعات الاستهلاكية والأسواق الشاملة ..ولم يكن مثل هذا [النهم الاستهلاكي ] داءً سارياً من قبل !
..يقال إن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى شخصا قد اشترى أشياء عديدة ..فعلق قائلا منكرا أو مستغربا : أكلما اشتهيتم اشتريتم ؟
وقال نفر لمرشد لهم : غلا اللحم . قال : أرخصوه . أي توقفوا عن شرائه فترة ينزل سعره .
إن معظم جماهيرنا – وخصوصا أؤلئك الذين جعلوا ارتياد الأسواق الكبرى ( والمولات ) لهم ديدنا -..هم بحاجة إلى توعية استهلاكية من أكثر من ناحية ؛ فكثير من المعروضات والمشتريات فيها ضرر بدني مباشر كالسجائر ومواد التدخين ..وكذلك المشروبات الغازية وخصوصا الأسود منها ..
..وخطر أعظم ..!:
.والأخطر من ذلك والأكثر ضررا : كل ما عاد على الأمة أو جزء منها بضرر محقق أو متوقع .. كالبضائع اليهودية ومنتجات ومطاعم ومقاهي الشركات التي تدعم العدو الصهيوني بشكل واضح ومستمر وما أكثرها في بلادنا [ كمقاهي ستاربكس مثلا التي لا يخفي صاحبها صهيونيته وانحيازه التام للدولة الصهيونية وإمداده لها – وخصوصا لآلتها الحربية القتالة – بكثير من الأموال التي يجني كثيرا منها من بلاد المسلمين ..كيف لا وهو رأس البلاء الصهيوني واللوبي اليهودي في أمريكا ؟!]
وقل مثل ذلك في كثير من مطاعم الوجبات السريعة والمشروبات الغازية وغيرها من الصناعات التي دأبت ( جبهات ومنظمات المقاطعة ومقاومة التطبيع والصهينة ) .. على إصدار قوائم بها بين الحين والحين .. وما على الإنسان إلا أن يدخل على بعض مواقعها ليرى أن كثيرين منا يمولون قتل إخوانهم أو قتل أنفسهم -ولو في المستقبل–وهم يشعرون أو لا يشعرون يعلمون أو لا يعلمون!
يعجب الإنسان كثيرا حينما يرى تلك المحلات الصهيونية ورديفة الصهاينة مليئة بالناس الذين يصنفون مسلمين ..وكذلك المنتجات الصهيونية وشبه الصهيونية تملأ بعض الأسواق العربية - سرا أو علنا – ويقبل عليها الناس بلا تحرٍّ ولا مبالاة .. فبلد محدود الموارد والإمكانات كالأردن تذهب عشرات الملايين من عرق أبنائه إلى اليهود في استهلاك خضار وفواكه وبضاعة يمكن وجود البديل المحلي والعربي عنها أو الاستغناء عنها فالأسواق الأردنية – في ظل معاهدة سلام مجحفة ومرفوضة شعبيا ووطنيا وفي ظل إصرار رسمي على التطبيع ؛ وغفلة شعبية عامة أو انعدام إحساس !– تمتلئ بالبضاعة اليهودية ..وترتفع وتيرة استيرادها سنة بعد سنة .. فقد زادت نسبتها في سنة 2006 عما قبلها بنسبة نحو 34% ؛ ثم في سنة 2007 ارتفعت بنسبة 62% وبلغت مليارا و2 مليوني دينار !!مما جعل الأردن يحتل المرتبة الأولى في مستوردي البضائع الصهيونية ..عدا عما يتم تسريبه – عبر الأردن أيضا – من بضائع يهودية بتغيير المنشأ ..حيث يقوم بعض الخونة والمزورين وعديمي الضمائر باستيراد البضاعة اليهودية وتزوير مستنداتها وتحويلها وكأنها بضاعة أردنية وإعادة تصديرها للبلاد العربية ..وخصوصا بلاد الخليج والجزيرة ...مما يجعل كثيرا من التجار الحريصين والمستقيمين هناك..يُعرضون عن استيراد البضاعة الأردنية كافة ..خشية الوقوع في المحظور والحرام !!..وبهذا يكون [ المزورون ] أفقدوا سوقهم الوطني كثيرا من المنافع في سبيل جشعهم وخيانتهم !!
الوعي الاستهلاكي كما وكيفا ..ضرورة ملحة :
.. إن على الحكومات المخلصة لشعوبها ولمستقبلها .. والحريصة على كرامتها واقتصادها وسلامتها والتي تقودها عناصر مخلصة وعاقلة بعيدة النظر ..أن تبذل جهودا كبيرة في توعية شعوبها بخطر [ النهم الاستهلاكي ] كمًّا وكيفا .. فيقتصر الإنسان على ما هو ضروري ..ويكتفي بما يسد حاجته ..ولا ضرورة للإسراف فالإسراف سَفَهٌ يستدعي الحجْر على صاحبه !..خصوصا وأن الأسواق كثيرة والبضائع متوافرة دائما وأصبح الحصول عليها يسيرا وفي كل وقت ..فلا داعي للتكديس .. حيث نلاحظ كذلك أن اقتصاد دولنا ومستوردينا يميلون إلى ما يسميه مالك بن نبي [ تكديس ] فيستوردون كما هائلا من البضائع ويخزنونها ويكدسونها في مخازنهم – بدون وعي أو تقدير سليم لحاجة السوق غالبا ...وطمعا في أرباح أكثر ..وهي في الحقيقة خسائر أكبر حين تفسد البضاعة وتكسد ويخسرها صاحبها أو يضطر لبيعها بأقل من تكلفتها أحيانا !!
.. فما يظنه البعض ( حضارة ) ما هو في الحقيقة إلا خسارة و[ حضارة تكديس ] كما سماها المرحوم المفكر مالك بن نبي .
أما من ناحيةالكيف فالواجب أكبر والمهمة أثقل وأخطر ..فليست أمةً راشدة من تمد عدوها بأسباب القوة ليفتك بجزء منها ثم ينقلب إلى البقية فيعتدي عليهم بما قدموه له من عون مباشر وغير مباشر ..بما صبوا في ميزانيته من أموال طائلة مقابل بضاعات استهلكت أو ألقي بها في ( السكراب والمزابل ) ..فيرى الناظرون أنهم بأموالهم يُقتلون ويُسلبون ويُعتدى عليهم ..أو –على الأقل – يُبتزون وتنتهب مواردهم وتنتهك حرماتهم ..!!
فلا أقل من أن نحتفظ بكرامتنا ولا نشجع عدونا علينا لما يرى من غفلتنا وتهاوننا فيزداد طمعه فينا واستهتاره بنا واحتقاره لنا !! وهو يبتسم لنا ابتسامات خبيثة ..ويسول لبعضنا أنه يخدمه ويهديه إلى سبيل الرشاد !..وهو يفعل بالعكس تماما ..إنما في الحقيقة يستخدمه ..ويدله على الدمار والخراب ..تماما كما يسول الشيطان للإنسان فيغريه بالشر مُزيِِّنا له إياه حتى يظن أنه الخير بعينه ..وماهو بذلك أبدا.."يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا "..!
.. "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ".
معادلة ( الاستهلاك المفرط + إنتاج غير مناسب )أو( إنتاج ضئيل عليل – وعي استهلاكي + انفتاح واعتماد غير محسوب على الخارج ) = ( إفلاس محقق وكوارث متوقعة )!:
..إن ستمرار هذه الحالة [ غير المتوازنة ] في الإنتاج والاستهلاك .. وإدمان ذلك [ التكديس الاستهلاكي ] المزمن ..خطر وبيل يعود على الأمة بأضرار بالغة تهدد مصيرها ومستقبلها ..وما بقي من مواردها ومقدراتها و[ جزيئاتها الموحدة ] ..ولربما كان هذا هدفا من أهداف الأعداء ..كما علمنا ونعلم وقلنا ولا زلنا نقول !
.. إن استمرار [ هروب الأموال ] إما من لصوص فاسدين أو مستثمرين طامعين أو رأسماليين خائفين أو [خاطفين ] ..أو تجار جشعين أو ...أو ... أو.... يحدث خللا واضحا فاضحا في الميزان التجاري ..كما هو واضح ومعترف به في أكثر من بلد !!
..يترتب على ذلك قلة الأموال والإنتاج ..وشيوع البطالة وازدياد الفقر والجريمة والفساد والكساد والتضخم والغلاء..إلخ واضطرار البلاد للاعتماد على غيرها في كثير من ضروراتها ..
.. فتنكشف البلاد وتتعرى نظمها من ورقة التوت الاقتصادية والمالية والإدارية – كما تعرت – في ضوء أحداث غزة – من [بقايا]ورقة التوت السياسية والعسكرية ..!!..فتصبح نظما عبئا على مواطنيها – أكثر مما هي الآن – وكلك حتمية التغيير والإزالة ..مستدعية ذلك بكل قوة ..منتظرة المحاسبة في اللحظة المناسبة والتي بتنا نظنها قريبة غير بعيدة !!
..وبالطبع ..سيتشبث كلٌّ بموقعه ..وستكون فتن كقطع الليل المظلم....وسيحصل ما لا تحمد عقباه ..ولا يصعب تصوره على متأمل !!
أفلا يستدرك العقلاء الأمور قبل انفلاتها ؟! أولا يشبع الفاسدون والطامعون ..فيقفون عند حد ..ويحسبون حساب الدنيا قبل الآخرة ؟!
أرى خلل الرماد وميض نارٍ ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن لم يطفها عُقـلاء قوم يكـون وقودَها جـثثٌ وهـام
أو [ يكون نتاجَها الموت الزؤام ُ]
..نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الكاملة ..في الدين والدنيا والآخرة ..
وسوم: العدد 955