ماذا تعرف عن تقديم قربان عيد الفصح؟ وما أهميته عندهم؟ وما خطورته؟
1- هذا الطقس هو أهم طقوسهم العبادية؛ فهو يرمز لخلاص اليهود من العذاب، فهم في تاريخهم وبحسب سفر الخروج، كانوا يبحثون عن حل للنجاة من عذاب فرعون، فلما اهتدوا إلى طقس تقديم القربان حصلت المعجزة ونجاهم الله، فخرجوا من مصر وعذاب فرعون إلى فلسطين بحسب ما يزعمون، ومن ثم فإن أداء هذا الطقس يرمز لخلاصهم ولتدخل الرب كي يخلصهم من العذاب ومن أزماتهم، ولهذا تزداد أهمية أداء هذا الطقس حين تزداد أزماتهم.
2- إحياء طبقة السنهدرين "كهنة الهيكل" وتدنيس صحن قبة الصخرة وامتهان لكرامة المسلمين: حيث ستقوم مجموعة من الحاخامات التي تم تدريبها منذ سنوات، تُسمى "طبقة كهنة الهيكل" أو "السنهدرين"، وهم الكهنة الذين كانوا يشرفون على تقديم القرابين في الهيكل قديما بحسب مزاعمهم، وقد تم إعادة إحياء هذه الطبقة من الكهنة وتدريبهم، سيقومون بالصعود إلى صحن قبة الصخرة وهم حفاة يلبسون لباسا أبيض مع أدوات خاصة، سيقومون بتلاوة سفر الخروج، ثم أداء السجود الملحمي (الانبطاح على الأرض)، وسيكون معهم سخل سيقومون بذبحه عند قبة السلسلة شرق قبة الصخرة، حيث يزعمون أن المذبح الخاص بمعبدهم موجود تحت قبة السلسلة، وأن المسلمين بنوا قبة السلسلة هنالك لإخفاء مذبحهم الموهوم، ثم سيقومون بوضع دماء هذا السخل في إناء فضي وينثرونها على بلاط قبة السلسلة، وبهذا يتخلصون من العذاب.
فإن لم يتمكنوا من ذلك فسيحاولون فعله عند باب السلسلة، أو قد يقومون بذبحه في الخارج ثم إدخال الدماء في قارورة لسكبها تحت قبة السلسلة؛ لأن المهم عندهم هو سكب دماء القربان هنالك ليتم الخلاص.
3- التقدم خطوة نوعية متقدمة في تهويد الأقصى: كهنة السنهدرين تم تدريبهم على كيفية تقديم القربان مرات عديدة خلال الأعوام الماضية، فقد قاموا بذلك مرة سنة 2014م في إحدى المستوطنات قرب قرية لفتا المُهجرة في القدس، ثم اقتربوا خطوة فطبقوا تلك التدريبات في 2016م على جبل الزيتون المشرف على المسجد الأقصى المبارك، ثم مرة أخرى سنة 2017م اقتربوا خطوة أكبر فأدخلوا القربان داخل البلدة القديمة، وذبحوه عند كنيس الخراب على بعد حوالي 200م مترا من الأقصى، ثم في 2018م اقتربوا إلى سور المسجد الأقصى الجنوبي عند القصور الأموية، على بعد مسافة صفر من الأقصى ونفذوا طقوس القربان هناك، والآن 2022م يريدون تطبيقه فعليا داخل المسجد الأقصى.
4- اكتمال الطقوس العبادية: ترى جماعات المعبد أن تقديم القربان هو الطقس الوحيد الذي لم يتم داخل الأقصى إلى الآن، فقد قاموا في اقتحاماتهم على مرِّ السنوات والأشهر الماضية –وبالتدريج- قاموا بأداء كثير من الطقوس: بدءًا من تلاوة أجزاء من التوراة، ثم تلاوتها في صلوات فردية سرية، ثم فردية جهرية، ثم صلوات جماعية سرية، ثم جهرية، ثم إدخال القرابين النباتية الخاصة بعيد العرش، ومؤخرا النفخ في البوق داخل الأقصى، كل هذه الطقوس التوراتية تمت داخل مسجدنا الأقصى الذي يرونه معبدا لهم، ولم يبق إلا طقس واحد لإكمال كل الطقوس ألا وهو ذبح القربان.
5- إحياء الهيكل: يُعد تقديم القربان هو علامة وجود الهيكل، فمنذ اندثار معبدهم المزعوم لم يؤد طقس تقديم القربان بشكل حقيقي، فهم يزعمون أنه كان يتم تقديم قربان داخل الهيكل كل يوم، ومنذ اندثار هيكلهم أو معبدهم، لم يُقدم أي قربان، ولهذا فهم يرون أن إحياء هذا الطقس هو إحياء للمعبد من جديد.
6- *** التأسيس لمرحلة جديدة من السيطرة على الأقصى: سعى اليهود لبناء معبدهم عبر مراحل؛ الأولى: التقسيم الزماني، والثانية: التقسيم المكاني [أي: اقتطاع جزء من الأقصى وتحويله إلى كنيس لهم]، ولما تمت عرقلة أو تبديد مشروع التقسيم المكاني في المنطقة الشرقية بعد افتتاح مصلى باب الرحمة، انتقلوا إلى مرحلة جديدة يمكن أن تُسمى: البناء المعنوي للمعبد، بمعنى أن يتم التعامل مع المسجد الأقصى على أنه معبد لهم، يؤدون فيه الطقوس كاملة، مع بقاء الأبنية الإسلامية، فهم بتقديم هذا القربان كأنما بنوا المعبد معنويًا.
7- هم يرون أن تقاطع عيد الفصح التوراتي مع رمضان، هو فرصة كي يُثبتوا لأنفسهم ولنا أن السيادة على الأقصى لهم وليست لنا، وأن الزمان اليهودي هو الأصل والإسلامي هو الطارئ، وأن صلواتهم فوق صلواتنا.
*** أخيرا: كل هذا لا يعني أن مساعيهم ستنجح بل سنفشلها بعون الله: وكما نجحنا في هبة باب الأسباط 2017م وأجبرنا حكومة الاحتلال على خلع البوابات الإلكترونية، وكما نجحنا في هبة باب الرحمة 2019م ونجحنا في إعادة افتتاح مصلى باب الرحمة، وكما نجحنا في هبة الشيخ جراح وباب العمود وفي صد اقتحام 28 رمضان العام الماضي، نحن قادرون هذا العام على ردهم هذه المرة بإذن الله، بتعزيز الاعتكاف والرباط، وبأن لا نترك الاحتلال يستفرد بأهل القدس وحدهم.
من محاضرة للأستاذ زياد ابحيص المتخصص في شؤون القدس والمسجد الأقصى، بتصرف.
وسوم: العدد 977