مظاهر مشينة ومسيئة لسمعة مدينة وجدة تتحمل مسؤوليتها كل جهة المسؤولة
من المؤسف جدا أن تصم مختلف الجهات المسؤولة في مدينة وجدة آذانها عن الدعوات المتكررة من أجل وضع حد لمظاهر مشينة ومسيئة سمعتها نذكر منها تمثيلا لا حصرا ما يلي :
1 ـ مظهر الحفر والأخاديد المنتشرة في شوارعها وأزقتها ،والتي يزداد حجمها وعمقها بعد كل تساقطات مطرية . وعوض معالجتها من طرف الجهة المسؤولة يضطر المواطنون ممن يتضررون منها عن قرب أو بشكل مباش إلى محاولة ردمها بالأتربة والحجارة أو ببعض بقايا مواد البناء التي تنجرف مباشرة بعد هطول الأمطار لتعود معاناة المارة من جديد راجلين وراكبين بسبب ما يلحقهم من أذى أو ما يحدث في مراكبهم على اختلاف أنواعها وأحجامها من أعطاب . ويحدث هذا الإهمال مع شديد الأسف، وديننا الحنيف يعتبر إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان، ويرفع ذلك شعارا ، ولكن لا حياة لمن تنادي كما يقال .
2 ـ مظهر العبث بحاويات الزبالة حيث تتناوب على إفراغ حمولتها قبل معالجة عمال النظافة لها فئات من الناس منهم من يلتمس فيها ما يسد مسد العلف لماشيته التي تربى في المحيط الحضري ، ومنهم من يلتمس فيها القطع المعدنية أو البلاستيكية أو الكرتونية ... إلى غير ذلك مما يلقى فيها من نفايات نافقة . وبعد مرور كل هذه الفئات تفرغ من حمولتها التي تنشر حواليها، وهو ما يضاعف مشاق عمال النظافة. ويحدث هذا مع شديد الأسف وشعارنا " النظافة من الإيمان " وهو شعار يعرفه ويردد الجميع .
3 ـ مظهر إهمال الفضاءات الخضراء أو التي أعدت لتكون كذلك ولكنها لا زالت دون تشجير أو بستنة لا تغطيها سوى أشواك أو أعشاب يستغلها الرعاة لرعي مواشيهم . ومع أن بعض الساكنة يظهرون اهتماما بالمساحات الخضراء القريبة من مساكنهم بإمكانياتهم الخاصة إلا أن الغالب هو إهمالها ،وذلك لعدم وجود إجراءات العناية بها وصيانتها .و يحدث هذا أيضا مع شديد الأسف، وديننا الحنيف يدعو إلى غرس الفسيلة وإن قامت القيامة .
4 ـ مظهر احتلال الأرصفة وحتى مساحات معتبرة من الشوارع والأزقة ، والمحتلون إما أرباب مقاهي أو تجار أو باعة متجولون ، وهو ما يسبب عنتا للمارة الذين يضطرون للسير وسط الشوارع معرضين حياتهم لخطر الدهس بالمركبات . ويحدث هذا أيضا مع الأسف الشديد، وديننا يدعو إلى إعطاء الطرق والممرات حقها .
5 ـ مظهر رعي قطعان الماشية في كل أرجاء المدينة ، والتي تساق صباح مساء عبر شوارعها ، وقد تقطعها على المارة راجلين وراكبين حين يكون الوقت وقت ذروة المرور ، كما أن أصحابها يتعمدون غض الطرف عن وقوعها في مساحات خضراء عمومية أو في مساحات خضراء خاصة تزين بها واجهات المنازل ، ولا يبالون بما تخلفه من خسارة ومن أكراس في الشوارع والأزقة ، وهو ما يضاعف مشاق عمال النظافة . ويحدث هذا أيضا مع شديد الأسف وديننا الحنيف ينهى عن وقوع السوائم في حمى الغير .
6 ـ مظهر قطعان الكلاب الضالة المنتشرة في كل أرجاء المدينة، والتي تتزايد أعدادها باستمرار لغياب إجراءات التعامل معها كما كان الأمر في السابق ، وهي تمثل تهديدا خطيرا ـ لا قدر الله ـ للمواطنين إذا ما أصيبت بداء السعار لأنها مهملة لا تعالج بيطريا .و يحدث هذا أيضا مع شديد الأسف، وديننا الحنيف قد قنن تربية الكلاب لتكون لصيد أو رعي أو حراسة ، والكلاب الضالة في مدينتنا ليست لشيء من ذلك ، بل هي لإزعاج المواطنين بنباحها ليلا ، ومضايقتهم نهارا.
7 ـ مظهر العربات التي تجرها الحمر، والتي يستعملها الباعة المتجولون أو الحمالون ، والتي يساء ركنها بحيث تعرقل حركة السير في الشوارع ، وعند أبواب المساكن ، وعند بوابات المساجد ، والتي تخلف أمامها الروث، وما يسقط من ورق الخضروات، وما يفضل من النافق منها . وأصحاب هذه العربات ومعظمهم من الشباب يطلقون أرسانها، وهي تعدو ولا كابح لها ، وكثيرا ما تتسبب في حوادث، فضلا عن كونهم لا يحترمون شارات المرور ، وأغلبهم لا يسلم المواطنون من سلاطة ألسنتهم إذا ما أبدوا امتعاضا من سلوكهم . ويحدث هذا أيضا مع شديد الأسف، وديننا الحنيف يحث على صيانة حرمة المساجد وهي خير البقاع ، والمساكن وهي أعراض ، وينهى عن إذاية الناس في طرقهم وممراتهم أو التضييق عليهم فيها .
8 ـ مظهر الدرجات النارية التي أصبحت مصدر تهديد خطير يتهدد المواطنين في أرواحهم وفي أجسادهم خصوصا تلك التي تنعت بالدرجات الصينية، والتي يركبها في الغالب شباب مراهق متهور يستعملها للتسابق في سباقات محمومة بسرعة جنونية ، وفي حركات استعراضية محفوفة بالمخاطر المهددة لحياتهم وحياة غيرهم مع تعمد تجاوز المركبات عن يمين وشمال دون ضوابط أو السير بينها بسرعة فائقة مما يتسبب في حوادث متكررة يوميا ، فضلا عن عدم احترام شارات المرور وتحديدا الأضواء الحمراء وصفائح التوقف الإجباري . وإلى جانب هذه الفئة توجد فئة أخرى تستعمل درجات نارية من الحجم الكبير لمحركاتها زعيق مزعج يؤذي المواطنين ، ويقومون هم أيضا بحركات استعراضية بحيث يترادفون عليها ذكورا أو يردف ذكورهم خلفهم فتيات تطير شعورهن في الهواء ، وهن يتسلين بذلك . ولقد ابتلي بهذا النوع من الدرجات المزعجة محيط الحرم الجامعي والشوارع المؤدية إليه ، وقد اشتكى منها ساكنته مرارا وتكرارا مما يلحقهم من أذى بسببها دون أن تأبه بهم الجهات المسؤولة . ويحدث هذا أيضا مع شديد الأسف، وديننا الحنيف يعتبر قتل النفس الواحدة بمثابة قتل الناس جميعا ، وهو ينهى عن إذاية وإزعاج الغير .
9 ـ مظهر الدراجات النارية ثلاثية العجلات التي تستخدم لنقل البضائع ، وبعضها يستعمل لتسويق الخضر والفواكه أو غيرها من السلع ، والتي تركن هي الأخرى إما في الشوارع أو الأزقة الضيقة أو عند بوابات المساجد أو أبواب المساكن شأنها شأن العربات التي تجرها الدواب ، ومعظم أصحابها من فئة الشباب أيضا يسوقونها بسرعة جنونية ، ولا تقل خطورة الحوادث الناجمة عنها عن حوادث الدرجات النارية الصينية والكبرى .
10ـ مظهر السلوكات الطائشة لبعض أرباب سيارات النقل الصغرى والكبرى الذين لا يحترمون قوانين السير والتي لا اعتبار لديها عندهم بحيث يتوقفون حيثما شاءوا دون إشعار من يسير وراءهم ، وحيث لا يسمح بالوقوف في وسط الشوارع وقارعة الطرقات مع السياقة بسرعة مفرطة ، وتجاوز المركبات بكيفيات غير مسموح بها ، ومنهم من لا يسلم المواطنون من سبابهم وشتائمهم علما بأن استعمالهم لأبواق سياراتهم لا ينقطع خصوصا عن الأضواء الحمراء ونقط الوقوف الإجبارية بسبب استعجالهم المرور لأن ما يعنيهم هو التقاط الركاب الشيء الذي يدعوهم إلى السرعة المفرطة ، والتوقف المفاجىء مما يتسبب في حوادث مهددة للأرواح والأبدان وإعطاب المراكب. ويكاد المرء من خلال ما يعاين من كثرة تلك الحوادث الجزم بأن نسبتها هي أعلى النسب التي تسجل لدى دوائر شرطة الحوادث ، وقد يراهن على ذلك ويربح الرهان . ومرد هذه السلوكات الطائشة الصادرة عن هؤلاء ، هو الاغترار برخص سياقة خاصة بهم يظنون أنها تخول لهم السياقة وفق أهوائهم ،علما بأنهم الفئة الواجب عليها المزيد من الحذر والتأني، وتجنب السرعة، ومخالفة شارات المرور ...
11 ـ مظهر التسول عند أضواء المرور ، حيث يعرّض المتسولون أنفسهم وأبناءهم الصغار والرضع أحيانا لخطر الدهس ، وقد صارت أماكن تلك الأضواء محتلة ليل نهار من طرف هؤلاء، وهم يطوفون على أصحاب المركبات المتوقفة في انتظار الانطلاق إما استجداء أو تسويقا لمناديل ورقية أو غيرها مما يسوق .
12ـ مظهر إلقاء الزبالة في الشوارع والطرقات، وتكون غالبا إما أكياسا بلاستكية أو علب سجائر أو أوراقا تلف فيها بعض الحلويات أو المأكولات أو كؤوس مشروبات أو أجبان بلاستيكية ... إلى غير ذلك مما يستهلك ، والتي تظل ملقاة في الشوارع تذروها الرياح في كل اتجاه ، وهي مما يتعب في التقاطه عمال النظافة يوميا . ويحدث هذا أيضا مع شديد الأسف ،وديننا الحنيف كما سبق ذكره يأمر بإماطة الأذى عن الطريق وبالنظافة .
13 ـ مظهر الاعتداء على الطبيعة وعلى المرافق العامة ، وهو إما اعتداء على النبات والشجر في الفضاءات الخضراء العامة والخاصة أمام المساكن بحيث تمتد أيدي بعض المارة إليها بالقطف ثم تلقى أرضا أو اعتداء على الجماد من أعمدة كهربائية أو سياجات أو جدران أو قطع فولاذية تغطى بها قنوات الصرف الصحي والتي تنتزع لتباع بدراهم معدودات مع أن كلفتها كبيرة بالنسبة للدولة لباعة لا ضمائر لهم، ولا حس وطني، ولا وازع أخلاقي يزعهم ، ولا قانون يمنعهم . ويحدث هذا أيضا مع شديد الأسف، وديننا يحرم السرقة والغلول ، ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة .
14 ـ مظهر انتشار علب كرتونية تنصب لباعة السجائر وبعض الممنوعات أحيانا في أركان بعض الشوارع وأمام المقاهي، وقد تغطى بالعلم الوطني ابتذالا له ، ولدماء من سقطوا شهداء من أجل علو شأنه في ساحة الشرف . ويحدث هذا أيضا مع شديد الأسف، وديننا الحنيف يحرم المسكرات، والمفترات، والمخدرات.
وهنالك مظاهر أخرى سلبية لا يتسع المجال لذكرها وفي ذكر ما سبق كفاية ،والسؤال المطروح هو أين نحن من تعاليم ديننا الحنيف وقد شاعت فينا مثل هذه المظاهر المشينة ؟؟؟
وإنه لينتظر من ممثلي الشعب الذين حضوا بثقته ،فصاروا بذلك أعضاء في مجالس المدينة ، وأعضاء ممثلين لها في البرلمان أن يوصلوا خبر هذه المظاهر السلبية والمشينة والمسيئة إلى من يهمهم الأمر ، و يتحملون مسؤولية تدبير شأن هذه المدينة مع أنهم هم أولهم بحكم مسؤولية تمثيل ساكنتها عسى أن يوقظ ذلك الضمائر المعطلة أو الميتة لإنصاف هذه المدينة الجميلة الوديعة التي تستحق أن تكون في خانة المدن الذكية أو على الأقل تصان مما يشينها.
وأخيرا ، ونحن في شهر الصيام شهر الطهر والسمو الروحي نتمنى على الله عز وجل أن نصبح ذات يوم ومدينتنا الغالية قد زالت عنها كل المظاهر المؤذية لها ولسمعتها ولساكنتها المحترمة إن شاء الله تعالى ،وما ذلك عليه بعزيز، ولا على أبنائها البررة إذا ما تضافرت جهودهم ، وحسنت نياتهم كل من موقع مسؤوليته ، ومن أحسن فلنفسه، ومن أساء عليها ،وما ربنا سبحانه بظلام للعبيد .
وسوم: العدد 977