"حركة حماس" والأمل المرجو من العلاقة بزمرة الأسد.. وقالوا: يا طالب الدبس من...

لن تكون حركة "حماس" وتهجئة اسمها "حركة المقاومة الإسلامية" الحركة الأولى على مر التاريخ التي تغير وتبدل، أو التي تزدهر وتذوي، حتى على مستوى النضال الفلسطيني، ربما نجد في الفضاء الفلسطيني، الكثير من الآفلين...!!

علاقتنا نحن السوريين بالقضية الفلسطينية أقدم وأوثق وأقوم من علاقتنا بأي فصيل فلسطيني، مهما تكن العنواين والبرامج والتسميات. وحدود إقليمنا الشامي تنتهي عند العريش على تخوم مصر.

من ناحية وصف حماس بالإسلامية مثلا، يعرف أي مسلم عادي، أنه إذا قتل ولده بين يديه مدافعا عن دين أو عن عرض، فإنه لا يحق له عقيدة وشرعا أن يتألى على الله فيه، فيجزم له بحكم الشهادة، وإنما قصارى الأمر فيه أن يقول أحدنا : نرجو الله أن يتقبله شهيدا، وأن يرفعه إلى مقام الشهداء. ونعلم أن الذي قال : شهيد القدس ..شهيد القدس.. شهيد القدس، بغض النظر عن مصداقية الكلام، فإن قائله كان يتألى على الله فيه. يقول الله من هذا الذي يتألى عليّ في عبدي، جُلّ ما أستطيع قوله مثلا في قاسم سليماني الرجيم اللهم احشره مع النمرود وذي نواس وهامان وقارون...لا يتألى مسلم على الله في أحد من خلقه، لا في جنة ولا في نار ولا في حكم شهيد ولا صديق..!!

بعيدا عن اللجاجات الشرعية والأخلاقية، ربما من حقنا، أن نتساءل: وماذا تريد حركة حماس من بشار الأسد على الصعيد البراغماتي العملي؟؟ ماذا يستطيع أن يعطيها من أصبح مطار دمشق في عهده بفعل العدو الصهيوني مثل مطار غزة، خرابا يبابا!!

ماذا يملك بشار الأسد ؟؟ سؤال. ماذا يستطيع بشار الأسد ؟؟ سؤال ثان. وماذا يريد بشار الأسد وداعموه سؤال ثالث؟؟

وبغض النظر عن تاريخ العلاقة بين القضية الفلسطينية وبين الأسدين، وهي علاقة بتاريخها اللئيم المثخن المضرج بالدم والمؤامرة والكيد والخيانة لكل القضية الفلسطينية، تستمطر اللعنة والسخط على كل فلسطيني يمد يده لبشار الأسد مهما كان انتماؤه، وحركته...

منذ البداية كانت هزيمة الخامس من حزيران العربية إنجاز أسدي فريد حققت أمرين:

انتقال الأمة العربية من تحت مظلة هدنة مؤقتة مع عدو يحتل شريطا على الساحل الفلسطيني، إلى مظلة "الأرض مقابل السلام" وكانت هذه أكبر هدية يقدمها الأسد لبني صهيون. ونضحك عجزا منا على لاءات قمة الخرطوم!!

والهدية الثانية التي قدمتها الحرب الأسدية، كانت بتسليم القدس لبني صهيون، الذي سلّم القدس أو تسبب بتسليمه هو الذي دفع الأمة إلى حرب غير مدروسة وغير مقدرة. هو الكذوب الذي كتب قبل أيام من الحرب "إن أصابعنا على الزناد وإننا ننتظر قرار القيادة السياسية ليلقي بالإسرائيليين بالحرب" تماما كما تقول اليوم إيران.

 أعتقد أن على الأميين الذين لا يقرؤون ولا يعلمون أن لا يتقدموا في قيادة الحركات، فهم أخطر عليها من أعدائها. وأعتقد أن على الذين يديرون حركة حماس اليوم أن يعيدوا قراءة التاريخ والجغرافيا أيضا..

عليهم أن يقرؤوا ويتعلموا فالقضية الفلسطينية قضية أمة وليست قضية أفراد مأزومين طاشت عقولهم، وخارت عزائمهم فظنوا وخالوا

إن على كل فلسطيني يريد أن يمارس العمل النضالي لتحرير فلسطين، أن يدرس تاريخ مجازر تل الزعتر والكرنتينا والمية مية وصبرا وشاتيلا أيضا، وأن يعرف معرفة فهم واستيعاب كيف كسر سلاح المقاومة، وكيف صودر سلاح المقاومة، وكيف طرد ياسر عرفات بعد حروب من لبنان، وكم شهيد قدمت المقاومة الفلسطينية حتى تحررت من النير الأسدي هنا وهناك؟؟ عليهم أن يعلموا من مزق حركة التحرير الفلسطينية، ومن جعل فتح فتحين، ومن حجر على المقاومة الوطنية في لبنان، واستبدلها بحرس حدود طائفي جديد، نظيرا لجيش أنطون لحد مع تغيير الهوية فقط. حتى اللبناني منع من أن يحلم بالتحرير، أنا لا أعرف كيف يبتسم في تلك الوجوه العزيز أسامة حمدان؟؟

وأعود ..,

ويقولون لي يا أخي القوم مضطرون ويجوز للمضطر أكل الميتة ولحم الخنزير .. ولكن ما وجه اضطرار حركة حماس لبشار الأسد وهو الغارق في دم السوريين، العاجز عن ذب ذبابة تقف على وجهه؟؟

ماذا ترجو حماس من بشار الأسد؟؟ ..

وبشار الأسد مما يقال له وفيه: لا خيل عندك تهديها ولا مال!!

أترجو منه أن يسمح لها أن تفتتح طرق النضال عبر جبهة الجولان؟؟ أيضحكون على أنفسهم أو علينا؛ والصهاينة شركاء الصفويين والأسديين، يؤكدون أن أفضل حرس حدود عايشوه في المنطقة منذ اتفاقية فصل القوات 1974 هو حرس الحدود الأسدي، مما شجعهم على تجديد التفاهمات في 2006 على الحدود اللبنانية، وقال المخذولون للهدوء كن فكان..أضحوكة الزمان: شمعة أضاءت لشمس الظهر..

هل تبغي حركة حماس - وهي تبغي على أصولها وفروعها- أن تجد على الأرض السورية مساحة للتدريب...!!

وما زال الطيران الصهيوني يغادي الأرض السورية صباحا ويروح عليها مساء!! وما يستطيع بشار الأسد أن يمتنع عليه عندما يشتهي أو يريد... من دمشق عرين الأسد تم الإبلاغ عن طائرة قاسم سليماني الرجيم، وعماد مغنية في دمشق أيضا ... لعلكم تتفكرون..

هل تبغي حركة حماس أن تجد على الأرض السورية ملاذا آمنا للعيش الكريم، كيف؟؟!!

 وحفرة حي التضامن ماتزال فاغرة فاها، ومخيم اليرموك والعين دامعة شاهد على نذالة العبيد،

وبعد

شيء وحيد تطلبه حركة حماس من بشار الأسد وهو تنفيذ أوامر طهران في الركوع على أعتاب العبد وعبد العبد.. ويركعون اليوم زلفى.....

وقضيتنا العامة في تحرير الإنسان والأرض قضية أمة لا نغير ولا نبدل ولا نقيل ولا نستقيل..

وكلما أنّ في العراق جريح ..لمس الشرق جنبه في عمانه..

ألا سحقا لمن غير وبدل سحقا ثم سحقا ثم سحقا

والله أكبر ولله الحمد.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 986