سياسة فرق تسد .. وفتنة العميل اللبناني ميشيل سماحة في لبنان و فتنة المجرم نايل عبد الله في السقيلبية مثالاً
الجزء ١ من ٢
أعزائي القراء ..
كما هو معلوم لدينا كانت سياسة " فرق تسد " هي الشعار الذي اخترعه البريطانيون أثناء احتلالهم لمستعمراتهم وتعيشوا عليها لاكثر من قرنين من الزمن ، فلا يمكن لدولة عدد سكانها محدود كبريطانيا ان تستعمر الهند مثلاً او الصين وهي دول تبعد عنها الاف الكيلومترات وبعدد سكان هائل لولا نجاحها في تمزيق مجتمعات هذه الدول والتفريق بين مكوناتها ، ثم اظهار نياتها في اعادة مصالحتهم وكأنها المنقذ لهم .
هذه السياسة كانت الدرس الأول الذي تعلمه العميل حافظ أسد اثناء سفره إلى بريطانيا ، في عام (1965ـ 1966) بحجة ظاهرها معالجة آلام في الظهر وفي الرقبة اثناء مرحلة التدريب، وباطنها استكمال دروسه في تعلم أصول الخيانة وفي مقدمتها سياسة "فرق تسد" والتي برع بها البريطانيون ،فكان الاسلوب البريطاني الناجح في التحكم في مصير الدول .
والسؤال الذي يطرح نفسه، من كان يصدق ان يترك العميل حافظ أسد موقعه في دمشق وهو وزير الدفاع وقائد القوى الجوية، ان يترك البلاد في تلك المرحلة الصعبة بينما كان الصراع قائماً على اشده بين القيادة القومية والقيادة القطرية؟.
ومن يصدق ايضاً أن علاج آلام في الرقبة والظهر يستدعي السفر للمعالجة في بريطانيا ، بينما هذه الآلام والتي يشكو منها ملايين الناس ليس لها دواء قاطع حتى الان سوى بعض المساجات ومسكنات الالم .وانا مصاب بهذه الالام منذ صغري وموجود في الولايات المتحدة و أطبائي نصحوني بذلك، واكثر من ذلك مهنتي تقتضي التحرك بين عدة مشاريع في اليوم الواحد وانا بكامل لياقتي والحمد لله ، بينما مهنة سيادته الجلوس معظم يومه في مكتب مكيف وعلى مقعد وثير مناسب لالام ظهره كما ادعى؟ .
مما تقدم يتبين لنا ان العميل حافظ اسد قد أتقن الدرس الاول في بريطانيا على يد جهاز الاستخبارات البريطاني "الإس آي إس "وتم تحضيره لاحتلال سوريا وفق برنامج تم تلقينه من المخابرات البريطانية وفق خطوات تحتاج الى ممارسة سياسية وصبر كامل .
بدأت اولى خطوات تنفيذ درس الخيانة بتسليمه إسرائيل ل ١٨٠٠ كم مربع من الجولان عام ١٩٦٧، قال عنها جنرال فرنسي انها مرتفعات مسلحة عصية على السقوط. وبعد هذا النجاح بدأت خطوات الخيانة تتوالى لنصل الى موضوعنا وهو احتلال سوريا طائفيًا وتنفيذ سياسة "فرق تسد" بين العرب المسلمين السنة وهم العمود الفقري لسوريا وبين المكونات الاخرى في المجتمع السوري . هذه السياسة البغيضة لم تكن مزروعة بين مكونات الشعب السوري اطلاقاً الا في عهد الاحتلال الأسدي لسوريا.
وهذا مثال واحد من الاف الامثلة على سياسة التفريق بين مكونات الشعب السوري ثم الادعاء بحلها على الولائم بين المتخاصمين تذبح مخابرات النظام فيها عشرات الذبائح كمقدمة للتصالح :
فقد ارسلت مخابرات عدد من عملائها من البدو متخفين بمهنة رعاة غنم بالتعدي على مزارع وبساتين خاصة لاخواننا الدروز في السويداء ليسفر الوضع عن اندلاع اشتباكات سقط خلالها قتلى وجرحى من الجانبين.
لتتدخل المخابرات الأسدية لاحتواء الموقف كوسيط مصالحة بين الطرفين .
وبالمقابل كانت المخابرات الأسدية بعد عام أو عامين تغذي الطرف الدرزي للقيام بالفتنة بتعديات على جيرانهم من اهل حوران ليتم شحن البغضاء بين اهل البلاد وسكانها.. وقيسوا على ذلك بقية المحافظات .
أعزائي القراء..
في الجزء الثاني من المقالة سنتكلم عن واقعتين تصبان في زرع الفتن ، الاولى بطلها العميل اللبناني للمخابرات السورية ميشيل سماحة حامل المتفجرات الى لبنان . والثانية جرت بالامس في مدينة السقيلبية من محافظة حماة بطلها المجرم نايل عبد الله.
سياسة فرق تسد .. وفتنة العميل اللبناني ميشيل سماحة في لبنان وفتنة المجرم نايل عبد الله في السقيلبية مثالاً.
أعزائي القراء ..
عرضت بالجزء الأول كيف تم إعتماد سياسة "فرق تسد" البريطانية وتلقينها للعميل حافظ أسد أثناء زيارته لبريطانيا عام 1965 كأسلوب للسيطرة على حكم الشعب السوري .
وفي هذا الجزء نستعرض مهمة عميل أسدي من الجنسية اللبنانية شغل منصب وزير هو ميشال سماحة والذي كان يعتبر "المنظّر المدلَّل" لدى فريق إيران في لبنان.
هذا الوزير كان يعمل سمساراً للاسد في نقل المتفجرات للتحضير لأعمال إرهابية في لبنان وتسليمها لخلية مخابراتية وذلك قبل تدخل الإيرانيين عنوة في سوريا ،وبتعليمات من اللواء علي مملوك، فتم اعتقاله "بالجرم المشهود" في شهر اب / أغسطس 2012. إعترف العميل سماحة صراحة من أن علي مملوك أوعز لمدير مكتبه بوضع المتفجرات في سيارته إضافة لتزويده بمبلغ 170 ألف دولار، وكانت الخطة تقتضي بتفجير بعض المعالم المسيحية متهمين بها "عصابات ارهابية إسلامية"، لترد عليها مجموعة مخابراتية بصفة "مسيحيين" بتفجير معالم إسلامية مستهدفين مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار والنائب خالد الضاهر. وبذلك ينشغل الشعب اللبناني بالفتنة الطائفية ، ليستفيد منها النظام السوري لترويج أن ما يحصل في سوريا هو إرهاب ترتكبه عصابات من "المسلمين" وان مايقوم به النظام السوري هو محاربتهم لاقامة الأمن والقضاء على الفتن! .
ولكن إعتراف سماحة بجريمته غير إتجاه مسار القضية ، وعزي هذا الاعتراف إلى عقد صفقة هدفت لخروجه من السجن بأسرع وقت ممكن حيث تمت هذه الصفقة بمباركة من الاستخبارات الفرنسية التي تربطها بسماحة علاقة قوية, (وهذا يدلل على علاقة المخابرات الفرنسية بعصابة حزب الله حليف سماحة ، وكما هو معروف حضور الرئيس الفرنسي شخصياً للبنان عقب تدمير ميناء بيروت للتخفيف من أثر جريمة المتفجرات العائدة لنظام البراميل في سوريا والمودعة في عنبر يعود لحزب الله)، كما أن صفقة الإفراج عن سماحة قادت ايضاً لعدم ملاحقة اللواء علي مملوك كونه الشخصية الثالثة في النظام السوري بعد المجرمين بشار وأخوه ماهر .
والجدير بالذكر أن المحققين مع سماحة مُنعوا من تصوير المتفجرات التي كان ينقلها من سورية، واعتبارها جزءاً من الأدلة، لذلك قام اللواء وسام الحسن (رئيس فرع المعلومات والذي اغتيل بعد نحو شهرين على توقيف سماحة في تشرين الاول / أكتوبر/2012 بتسريب التحقيق إلى الصحافة بهدف وضع الجميع أمام مسؤولياته "أمام الرأي العام اللبناني والعالمي ". مما يدل على اكتمال عناصر الجريمة التي ذهب ضحيتها اللواء وسام الحسن واشارت الدلائل الى قيام عناصر حزب الله باغتيال المرحوم وسام الحسن بتنفيذ هذه الجريمة لامتلاكه معلومات تدين المؤامرات الطائفية لنظام اسد وشركائه في لبنان وجرأته في نشرها.
أعزائي القراء ..
تعالوا الان نناقش الجريمة الطائفية الثانية في السقيلبية وبطلها العميل نايل عبد الله والتي تصب ايضاً في سياسة " فرق تسد " الإجرامية .
هذه الجريمة الطائفية حديثة العهد. فكان من الواجب تدقيق كافة المعلومات الصادرة عن هذه الجريمة بما فيها مصادر النظام للوصول لنتيجة مقنعة .فبدأت بتحليل معلومات النظام ، الا ان هذه المعلومات كانت متناقضة وضعيفة التصميم كالعادة:
أولاً - هل كان تسمية الكنيسة المقام امامها الاحتفال "بأياصوفيا " مقصوداً للوصول لمخطط تجريم الثوار. وخاصة الكتائب التي تنسق مع تركيا ؟
وزاد في الشكوك ما قام به الشبيح نايل عبد الله بالدوس على العلم التركي، بقصد تحقيره وتفجير الاحقاد؟.
ثانياً - أوضح نايل عبدلله أنه صاحب الفكرة في بناء هذه الكنيسة ، ولا دخل لأحد بها، وأنها ستقام حتماً على أرضه الخاصة وعلى نفقته، لافتاً إلى أنها لاقت استحسان رجال دين في البلدة. وان المبادرة هي شخصية لا علم للروس بها إلا من الإعلام!.
بينما انتشرت خلال الفترة الماضية، أخبار حول نية روسيا تشييد كنسية تحمل أسم آيا صوفيا في السقيلبية التابعة لحماه، إثر زيارة أجراها وفد روسي من قاعدة حميميم، للبلدة ومراكزها، ما أدى إلى انتشار الخبر بأن المزمع تشييده هو كنيسة حقيقة.
ثالثاً - ذكر الشبيح نايل عبد الله ان المبادرة . شخصية ،فهل بمقدور شخص عادي ان يجمع لتدشين هذا المجمع مطران حماة وتوابعها للروم الأرثوذكس نقولا بعلبكي، ومباركة روسيا الاتحادية ممثلة بقائد تجميع القوات الروسية العاملة في سوريا العماد الكسندر يوريفيتش تشايكو. وقائد مجموعات القوات السهلية العماد ديميتري فاليريفيتش غلوشينكوف. وقائد ميليشيا الدفاع الوطني في السقيلبية؟بينما هو لايعدو عن كونه عميل بدرجة شبيح؟
رابعاً - من تابع الفيديو الملتقط من مصوري النظام يلاحظ ان التفجير وصوته لايعدو عن كونه العاب نارية يتسلى بها الاطفال في يوم العيد مع انتشار بعض الغبار ولا يمكن اطلاقاً أن يكون الانفجار ناتج عن طائرة مسيرة، مهما كانت ذات قدرة بدائية فبامكانها احداث حفرة بقطر ٤ امتار على الأقل بعمق ٧٠ سم اما الشظايا فتتطاير لعشرات الامتار بينما من خلال تدقيق الفيديو لم يحصل هذا اطلاقاً، حيث أفاد أحد أخصائي الألغام أن الانفجار لايعدو عن كونه قنبلة صغيرة زمنية أو موجهة بالروموت مطمورة على عمق معين ، وضعت قبل موعد الاحتفال، وتم تفجيرها عن بعد من مسافة لا تزيد عن عشرات الامتار مما يدل على أن الفاعل موجود في مكان خلفي من سرادق الاحتفال وإذا تعمقنا بالفيديو أكثر لوجدنا أن مكان تواجد ( صاحب الدعوة المدعو نايل عبد الله) كان في موقع خلفي على سبيل الاحتياط من الاصابة ، بينما إدعاءه بانه صاحب الدعوة فكان من المفروض وجوده في المقدمة ويجامل كبار الشخصيات المدعوة؟ .
خامساً - سرعة استثمار الحدث من قبل روسيا واتهام المعارضة في ادلب يدل على تنسيق مسبق مع المخابرات السورية،حيث صرح على الفور ما يُعرف بنائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا المدعو (يفغيني غيراسيموف): "لقد ارتكب مسلحون من الجماعات المسلحة غير الشرعية عملاً إرهابياً باستخدام طائرة مسيرة مصنعة يدوياً، وأسفر انفجار الطائرة المسيرة التي أطلقها إرهابيون، عن مقتل شخصين وإصابة 13 مدنياً، ولم يصب الجنود الروس في الهجوم" ؟؟ كما لما يعرف من هم القتلى؟؟ .
أما المحللون السياسيون المحايدون فقد أكدوا أن التصريحات الروسية ليست الأولى، كون الروس استخدموا ذات الأساليب ولمئات المرات منذ تدخلهم في سوريا لخلط الأوراق وتمرير أجنداتهم ومحاولة القضاء على ما تبقى من المعارضة والفصائل التي تشكل تهديداً لحليفهم نظام أسد، خاصة وأن الروس الذين يحاولوا استغلال ورقة المسيحيين في سوريا أمام المجتمع الدولي، “هم أنفسهم المسيحيون الذين يقتلون المسيحيين في أوكرانيا لتمرير مصالحهم الاستعمارية على حساب كل المقدسات وهم الذين سمحوا لبابا موسكو برسم الصليب على اول صاروخ أطلق باتجاه الشعب السوري ”.
سادساً - صرح بعثي مسيحي من أن المسيحيين في سورية، قد ضاقوا ذرعاً من هذا النظام ويتابع ويقول ، (هل لكم أن تقولوا لي اسم سفير سوري بالعالم مسيحي أو اسم وزير سوري مسيحي في سورية او اسم مدير مدرسة او دائرة حكومية مسيحي في سورية، المسيحيون في سورية مستغلون ومضطهدون من النظام المجرم مثلهم مثل السنة والدروز .)
هذا وقد نفت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة في بيان لها اليوم الأحد ٢٤ تموز / يوليو، مسؤوليتها عن القصف الذي تعرضت له مدينة السقيلبية في مدينة حماة الواقعة تحت سيطرة النظام.
أعزائي القراء..
بعد هذا التحليل الوافي والمستخلص من تناقضات مخابرات النظام والروس ، يتبين لنا إستمرار هذه العصابة بتآمرها على مكونات الشعب السوري بأكمله لايقاع الفتن فيما بينهم ، واكثر من ذلك ، فهو لا يتوانى عن اغتيال حتى كبار الضباط المقربين من المجرم أسد والذين تلقوا توجيهات مباشرة منه باستعمال كل الاساليب المحرمة دولياً ضد الشعب السوري ، وذلك حتى لايكونوا شهوداً ضده إن قدم يوماً ما لمحكمة دولية.
إن هذا النظام الذي خبرناه على مدى أكثر من نصف قرن لم يصدق مع الشعب مرة واحدة، و كما يقول السوريون عنه انه لم يصدق حتى باذاعة النشرة الجوية ، ويبقى متهماً بكل مؤامراته وأساليبه الاجرامية.
ان الثورة السورية قامت من أجل هدف نبيل وهو اسقاط نظام الإجرام والطائفية والخيانة والفساد و ليس هدفها النيل من أي بريء من أي مكون كان، بل يبقى هدفها محاسبة كل قاتل مجرم عميل مخبر ، ارتكب جرماً يستحق المحاسبة عليه ومن أي مكون كان .
وسوم: العدد 990