أسلوب المخابرات الغربية في صناعة الحكام
أعزائي القراء …
لتنصيب العملاء حكاماً علينا من قبل المخابرات الغربية ، هناك طرق عديدة تسلكها هذه المخابرات من اهمها افتعال ازمات معهم لغسل دماغ الشعوب اعلامياً، بان هؤلاء الحكام هم وطنيون مخلصون فاقبلوهم و ادعموهم و قفوا وراءهم، بينما هو من أهم عملاء إسرائيل ومن اوثق جواسيس الغرب .
في زماننا الحالي وعلى سبيل المثال ، يتم دعم صاحب الخرقة الصفراء في لبنان عميل إيران بافتعال الاشتباكات معه سواءاً في لبنان أو في سوريا مما يجعل الشعوب العربية تقف مناصرة له بينما وصول أسياده الملالي لحكم إيران كان بمؤامرة على شاه ايران، لاحضار هؤلاء المتخصصون في تدمير الأمة العربية اقتصاداً وديناً وعروبة .
بدأت فرنسا الأخذ بهذه السياسة منذ احتلالها لسوريا ولبنان وهي التي هيأت أنطوان سعادة بتأسيس الحزب القومي السوري ثم ملاحقته واعتقاله عدة مرات عن عمد ، وكلما اعتقل كلما زادت شعبيته فضم الكثير لصفوفه وخاصة من الأقليات، إلا أن حظه تعثر بعد إستقلال سوريا ولبنان باستلام حكم وطني في لبنان وانقلاب حسني الزعيم في سوريا والذي لم يكن يسمح بان ينافسه احد ، فبمجرد لجوء سعادة لسوريا تم تسليمه للسلطات اللبنانية الوطنية وتم محاكمته وإعدامه.
وبنفس الوقت استفاد ميشيل عفلق من درس انطوان سعادة الذي أسس حزبه على اساس سوريا اولاً ، فأسس ميشيل عفلق حزبه على أساس العروبة اولا ، رغم انه بعيد عن العروبة حيث جذوره من بلاد اليونان ، وتم تدعيمه حتى استطاع التغلغل في الجيش بمساعدة أكرم الحوراني فكان انقلاب ١٩٦٣، ثم جاءت الاوامر للنصيريين بالالتفاف حول هذا الحزب والانتساب له وهجر الحزب القومي السوري لامور صارت معروفة لاحقاً. ولم تكتف المخابرات الغربية بذلك بل انتجت للشعب السوري من هذا الحزب إيلي كوهين أو الجاسوس "كامل امين ثابت" والذي كاد ان يصل لقيادة سوريا ، ومن إعترافاته يقول كوهين : طلبت مني المخابرات الاسرائيلية استكشاف سر توقف سرب من الطائرات الحربية السورية عن القيام بدورياتها اليومية على الحدود بين سوريا و إسرائيل ، وهذا الأمر اقلقهم جداً ، وطلبوا مني معرفة هذا السر الخطير ،وهل هناك تغيير بالإستراتيجية العسكرية على الحدود؟،
ونتيجة لتواصلي مع القيادة العسكرية ، استكشفت ان السبب كان في تسريح اعداد كبيرة من الطيارين السوريين الذين لايؤمنون بمبادئ الحزب ، فلم يعد يوجد طيارون كفاية لدى القيادة ، فتوقفت الدوريات اليومية .
ويقال انه عندما وصل الرد للمخابرات الاسرائيلية كانت نكتة اضحكتهم كثيراً بينما كانوا قلقين لايام حول هذا التغيير ( الإستراتيجي).
في نفس الوقت كان خزان العملاء الاحتياطي للمخابرات الغربية جاهزاً بفرز جاسوس آخر، هو العميل حافظ اسد وحكاية إحتلاله لسوريا بدعم غربي صهيوني معروفة .
كما ان دعم الولايات المتحدة لوريثه معروفة ايضاً ، حيث حضرت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية خصيصا لدمشق من اجل اعطاء اوامرها بتثبيت العميل رئيسا لسوريا .
أعزائي القراء ..
كل الأسماء التي ذكرتها صرفت عليها مخابرات الدول الغربية مبالغ طائلة لتأهيلها لدى الشعب السوري خاصة والشعوب العربية عامة بإلباسها ثوب الوطنية والنضال والصمود والتصدي وافتعال الازمات معها، كل ذلك لتثبيتهم في الحكم .ونلاحظ ان كل المدعومين كانوا من الاقليات فهم سلاحهم في محاربة الشعوب المطالبة بالديموقراطية وسلاحهم في تثبيت إسرائيل .
دعم هؤلاء العملاء هو الذي اطال في عمر ثورتنا، فهل فهم الشعب السوري ان في وحدة مكوناته والتمسك بثورته والاعتماد على الله يكمن الانتصار؟
وسوم: العدد 992