دول غربية تمّوه على رفضها تنظيم دولة قطر تظاهرة كأس العالم بذريعة الدفاع عمّا تسميه حقوق المثليين
لم تستسغ بعض الدول الغربية تنظيم دولة قطر تظاهرة كأس العالم لهذه السنة ،علما بأن تلك الدول كانت تستأثر بتنظيمها لسنوات دون أن تتعرض للنقد الذي تتعرض له اليوم دولة قطر، لأن تلك الدول لا زالت تحتفظ في ذاكرتها بما كانت عليه من استكبار، وعتو، وطغيان، وظلم في ماضيها الاستعماري المظلم،والذي لا زالت تفخر به، وتدرسه لناشئتها على أنه من بطولاتها دون أن تخجل من ذلك.
ومن تلك الدول نذكر ألمانيا ذات الماضي النازي المقيت التي عبر بعض مسؤوليها على أعلى مستوى عن عدم رضاهم على تنظيم التظاهرة الكروية في دولة عربية لأول مرة ، وكأن تنظيمها لا بدا أن يكون حكرا على بلاد الغرب دون غيرها من بلاد العالم .
ولقد برر المسؤولون الألمان موقفهم بذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان، وتحديدا حقوق المثليين ، وهو ما يعتبر تمويها على حقيقة موقف عنصري تجاه بلد عربي أثبت أهليته وقدرته على تنظيم هذه التظاهرة الرياضية ، ولعل تنظيمه لها سيفوق تنظيمات غيره ممن سبقوه .
ومع أن البلاد الغربية التي كانت تنظم تظاهرة كأس العالم لم تتعرض للنقد بسبب فرض احترام تقاليدها وعادلتها و ثقافتها وقيمها ، فإنها لم تقبل من دولة قطر فرض احترام تقاليدها وعادتها وثقافتها وقيمها ، وهي ترى نفسها كأنها وصية عليها ،وتعطي لنفسها حق إملاء شروطها التي لا تمت بصلة للعبة كرة القدم ،علما بأن الفيفا تشترط على الفرق المشاركة النأي عن الخلط بين الرياضة والسياسة إلا أن الألمان، ومن يقف موقفهم يريدون استثناء قضية المثليين مما تشترطه الفيفا معتبرين ذلك من صميم قضايا حقوق الإنسان ، وهي حقوق يقع فيها تمييز صارخ في البلاد الغربية بين ما يقبل منها وما يرفض لأن ذلك خاضع لما يوافق قناعاتها الخاصة بها ، لهذا لا تهتم بحقوق الشعب الفلسطيني على سبيل المثال لا الحصر، كما تهتم بما تسميه حقوق المثلين .
إن البلاد الغربية تريد المساس بكرامة وسيادة البلد المنظم لهذه التظاهرة الرياضية من خلال ضغطها عليه كي يدوس على خصوصياته قيمه ومبادئه إرضاء للشواذ جنسيا مستغلة هذه المناسبة التي تتابعها ساكنة المعمور للفت الأنظار إليهم ، ولتسويق عفنهم عالميا على أوسع نطاق .
ولقد قررت بعض فرق كرة القدم الغربية حمل شارة المثليين، وهي عبارة عن شكل قلب بألوان قوس قزح تحديا لما اشترطه البلد المنظم من احترام لخصوصياته الدينية والثقافية ، وكذا ما اشترطته الفيفا حتى أن بعضهم أعلن عن استعداده لدفع غرامات لها مقابل حمل تلك الشارة .
ونذكر أن قذارة المثلية هي جزء من مؤامرة علمانية خبيثة وماكرة تستهدف المجتمعات العربية والإسلامية بالدرجة الأولى من أجل تدمير مناعتها المتمثلة في نواتها الصلبة التي هي الأسرة ،ومن أجل تفكيك منظومة قيمها الإسلامية لإحلال قيم علمانية محلها تفرض فرضا عليها تحت ضغوط منظمات وهيئات تنعت بالدولية والمانحة ،والتي يمكنها إلحاق الضرر بها سياسيا واقتصاديا إذا ما امتنعت عن الانصياع إلى ما يراد منها من استسلام لإملاءاتها.
وعلى الدول العلمانية التي تريد الضغط على دولة قطر التي لم تطلب أكثر من حقها في فرض احترام خصوصياتها الدينية والثقافية أن تثبت لنا كيف يكون احترام للخصوصيات العقدية والثقافية لكل شعوب العالم في بلدانها.
إن هذه الدول العلمانية التي تضيّق على المرأة المسلمة حين ترتدي لباسها فتحرمها من التعلم، ومن العمل مصادرة حقها وحريتها ، تثير ضجة كبرى مطالبة بما تسميه حق وحرية الشذوذ الجنسي ، وهي بذلك تكيل بمكيالين لأنها كما مر بنا ما زالت لم تتحرر من عقد استكبارها، وعتوها، وطغيانها الذي سجله ماضيها الاستعماري البغيض.
والمؤسف بل المحزن أن نسمع من بعض بني جلدتنا الإشادة بهذه الدول العلمانية ودعوتهم الجاليات المسلمة التي تعيش فيها إلى احترام خصوصياتها العقدية والثقافية دون أن تلتزم هي باحترام خصوصياتهم العقدية والثقافية بحيث يمكن لذكور وإناث الشواذ جنسيا وضع شارتهم "القوس ـ قزحية" في البلاد الإسلامية، و في المقابل لا حق للمرأة المسلمة في ارتداء لباسها الشرعي .
وأخيرا نقول إنه ينبغي على دولة قطر أن تثبت على مبادئها في الحرص على فرض احترام خصوصياتها الدينية والثقافية ، وأن تقول لمن يريد النيل من كرامتها في البلاد الغربية العلمانية : " اشربوا مياه الخليج " واركبوا ما شئتم من مراكبكم، فإنه لا مساومة في كرامة الشعب القطري المسلم وفي مبادئه.
وسوم: العدد 1007