اكتشاف بصمة كف اليد على جدار الخندق المحيط بسور القدس...
نشرت سلطة الآثار قبل أيام صورًا لمقطع من خندق (حفير) في شارع السلطان سليمان في القدس. ويعتقد أن هذا الخندق أحاط بأسوار القدس القديمة إحاطة السوار بالمعصم. على أحد جدران هذا الخندق ظهرت على حجر بصمة لأصابع خمسة، وقد حار المكتشفون بتفسير هذا الأثر وزمن حفر الخندق، واكتفوا بقولهم إن حفر الخندق تم قبل حوالي ألف سنة. ثم استطردوا في شرح وظيفة الخندق على أنه حفر بجانب السور لمنع العدو من الاقتراب من هذا السور، فإذا ما فعل أمطروه بالنار الإغريقية ورموه بالنبال. والخندق عريض وعميق بحيث يصعب على الخيل اجتيازه.
بصمة أصابع اليد الخمسة في القدس
في سنة 587ھ/1191م قام صلاح الدين يوسف بن أيوب ببناء سور(عمارة) وحفر خندقًا حول مدينة القدس، وقد خلد ذلك في كتابة تذكارية موجودة حاليًا في قبة يوسف الواقعة في الجهة الجنوبية لصحن قبة الصخرة المشرفة بين القبة النحوية ومنبر برهان الدين، ولأهمية هذه الكتابة التذكارية في بحثنا نوردها كاملة:
كتابة تذكارية من عهد صلاح الدين الأيوبي في قبة يوسف في القدس الشريف
[بسم الله الرحمن الرحيم وصلواته على محمد النبي واله. أمر بعمارته وحفر الخندق مولانا صلاح الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين خادم الحرمين الشريفين وهذا البيت المقدس أبو المظفر يوسف بن أيوب محيي دولة أمير المؤمنين أدام الله أيامه ونصر أعلامه في أيام الأمير الاسفهسلار الكبير سيف الدين علي بن أحمد أعزه الله في سنة سبع وثمانين وخمسماية للهجرة النبوية]
بناء على ما ورد أعلاه يمكننا أن نقرر أن حفر الخندق حول أسوار القدس تم في عهد صلاح الدين وجاء لحماية المدينة من غزوات الصليبيين ومنعهم من دخول المدينة.
لكف اليد في الموروث الشعبي الإسلامي مكان بارز، وهو يرمز إلى منع العين الشريرة من النفاذ أو التأثير. وقد أطلقوا عليها أسماء مثل خمسة فقالوا خمسة أصابع في عين الذي لا يصلي على النبي، وخميسة بنفس المعنى، وكف فاطمة ويعتقد بأنها ترمز إلى كف ابنة النبي فاطمة الزهراء المباركة وأصابعها الخمسة في عين الحسود. وقد انتشرت هذه المعتقدات في الدول الإسلامية من المشرق إلى المغرب.
ظهور بصمة كف اليد في الخندق في القدس جاء لرد العين، وربما كان الحجر مصنوعًا من نوع من الكراميك، أو تم نحت الأصابع الخمسة على الحجر.
وسوم: العدد 1018