تعالوا نهرب من واقعنا ونتفيأ فيء التاريخ معركة الزلاقة- ٣٧٩ للهجرة النبوية
ودارت المعركة سنة ٣٧٩ بين اتحادية عدة من ملوك الطوائف من المسلمين وعلى رأسهم المعتمد ابن عباد، وإسناد عملي ومباشر من يوسف بن تاشفين، وجيش المرابطين من جهة، وجيش ألفونسو السادس وحلفائه من ملوك الاسبان، ومدد من المتطوعين من اسبان وفرنسسن وطليان..
على المستوى الاستراتيجي اعتبرت معركة "الزلاقة" إحدى المعارك الكبرى التي أثرت في تاريخ الأندلس والعالم، وتقرن دائما، بأثرها الاستراتيجي، بمعركة ملاذكرد التي وقعت في المشرق العربي، بقيادة ألب ارسلان السلجوقي، بعد نحو سبعة عقود.
حديث العيد يتطلب ذلاقة وخفة على العقل، وترويحا عن النفس مع قليل من الوعظ مما تعودنا عليه في جل الأوقات، حتى صار الواعظون في واقعنا أكثر من الموعوظين، يشبهون هذا على المستوى الاقتصادي بالسوق فيها ألف بائع والمشتري واحد. تأملوا هذه العبارة ففيها تلخيص لواقع السوشيال ميديا، ويرسل له تقريرا فيه نتيجة فخص النسج المتعلق بخلاياه النبيلة، فيرد عليه بفيديو لمتحدث تلفزيوني تحدث مثل عقود، مؤكدا على ذاته، بضاعتي بموازة بضاعتك.. لله درك يا مسكين..
وإليكم هذه المهضومة في تلريخ معركة الزلاقة التي كتب عنها الكثيرون:
قالوا وفي طور إعداد ألفونسو السادس، لمعركة الزلاقة، وهو يبيت ويصبح مهتما مهموما وقد جمع حوله جموع النصارى، كل ذلك بعد استيلائه على العديد من المدن الاسلامية وكبراهن طليطلة..
رأى رؤيا أهمته وأحب ان يستجلي أمرها، فجمع حوله رهبان النصارى وسالهم عنها، فقالوا كما ملأ الملك (أضْغَاثُ أَحْلَامٍ ۖ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ)
لعلمكم كان ألفونسو السادس قد تلقب "بذي الملتين" مدعيا انه حامي المسيحية والاسلام كما أصحاب البقرة الهندوسية في بلاد المسلمين هذه الأيام، ويزعمون: أليس في القرآن الكريم سورة البقرة!!
همس هامس في أذن الفونسو السادس، تحت يدك في طليطلة عالم مسلم بارع في تأويل الأحلام. فاستدعاه ألفونسو على الفور، فقال له نبئني بتأويل رؤياي: لقد رأيت أنني أركب فيلا عطيما، ويضرب بين يديه بطبل عظيم..
قال له العالم المسلم: لا أأوّل هذه الرؤيا ألا أن تعطيني الأمان.
قال ألفونسو: فلك الأمان..
قال العالم المسلم: تأويل رؤياك: انكسار هذا الجيش الذي تجمعه وهلاكه..
قال ألفونسو: ومن أين أخذت هذا؟؟ قال من القرآن الكريم، أما ركوبك الفيل، فاقرأ: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ؟؟) وأما الطبل يضرب به بين يديك، فاقرأ : (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ)
وكانت المعركة وانكسر الفونسو السادس وطعن في فخذه طعنة نجلاء من أحد مغاوير المسلمين، فكان بقيةَ حياته أعرج..
إن كنت تبغي التفصيل تجده في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير، أحكي لك من ذاكرة عمرها خمسين سنة، مع بعض التحسينات لزوم القص. وكل أمري انني أحاول أن أهرب من العيد..على جمال العيد.عجزنا عن صناعة الحاضر والمستقبل، فرجعنا نتدفأ على ذكريات الماضي الجميل..
كل عام وأنتم بخير
وسوم: العدد 1029