السيناريوهات المرعبة بالنسبة للكيان الصهيوني إذا ما سقط مجرم الحرب بشار الأسد

في بداية الثورة السورية على النظام الفاشي الذي يقوده المجرم بشار الأسد، أصاب الكيان الصهيوني الخوف والهلع؛ من السرعة في تمكّن الثوار من بسط نفوذهم على أكثر من 70% من الأراضي السورية، وانحسار سيطرة المجرم بشار الأسد على أقل من 30% من أراضي الدولة السورية، واقتراب الثوار من الجولان المحتل، وهنا مكمن الخوف والهلع الذي أصاب الكيان الصهيوني. فقد اعتاد أن ينام الكيان الصهيوني قرير العين، لأن حدودهم الشمالية آمنة بفضل قوات الأسد الأب، الذي قدم للصهاينة الجولان السوري هدية في مقابل تثبيت حكمه في سورية، ودعمه عند العم سام الأمريكي، وسار ابنه بشار من بعده على نفس المنوال؛ وكانت قوات الجيش السوري العقائدي تقدم للصهاينة الحماية والأمن والاستقرار على مدار نصف قرن تقريباً، وفوجئ الصهاينة بالثوار يقلبون المعادلة، ومن هنا بدأت الخشية من الجار الجديد للكيان الصهيوني، وراح العشرات من السياسيين والمحللين العسكريين بوضع الدراسات حول الأحداث التي تعصف على الحدود الشمالية المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني.

وكان ومن أهم هذه الدراسات تلك الدراسة الصادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بعنوان "الموقف الصهيوني من الأحداث في سورية وجاء فيها: "إن هناك شبه إجماع في الكيان الصهيوني على نقاطٍ محوريّة تخصّ المصلحة الصهيونية في الأحداث السوريّة، أهمها بأن النّظام الحالي في سورية "مريح جدًّا للكيان الصهيوني في كلّ ما يتعلّق بالجولان"، وهناك خشية من أن يؤدّي انهياره إلى انهيار الهدوء على جبهة الجولان.

في حين قالت دراسة سياسية حديثة إن هناك حالة من التباين في مواقف النخبة السياسية في الكيان الصهيوني بشأن ما يجري في سورية، إلا أن الجميع متفقون في خشيتهم من سقوط نظام المجرم بشار الأسد، لما يعنيه ذلك من انعكاسات سلبية محتملة على أمن الكيان الصهيوني.

وأضافت الدراسة أن هناك من يرى في الكيان الصهيوني بأن أيّ نظام قادم في سورية سيتّخذ موقفًا معاديًّا للكيان الصهيوني، لأنّه سيكون في حاجةٍ إلى شرعيّة داخليّة، في حين أنّ النظام الحاليّ – إذا بقي-فهو سيكون في حاجة إلى شرعيّة خارجيّة، وسيضطرّ إلى تليين موقفه تجاه الكيان الصهيوني.

كذلك فإن هناك مخاوف لدى الكيان الصهيوني من أن تؤدّي الأحداث في سورية إلى انتقال أسلحة كيميائيّة وبيولوجيّة وصواريخ أرض أرض وصواريخ مضادّة للطّائرات إلى مجموعاتٍ مسلّحة معادية للكيان الصهيوني، وهذا تطوّرٌ كارثيّ بالنّسبة للكيان الصهيوني.

وفي المقابل، فإنّ سقوط نظام المجرم بشار الأسد قد يعني مصلحة استراتيجية للكيان الصهيوني، خاصة أن الأحداث تعدّ فرصة لخروج سورية من التّحالف مع إيران وحزب اللات اللبناني.

واستشهدت الدراسة بتصريحات لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو قال فيها إنّ الكيان الصهيوني قلق ويريد استمرار الهدوء على الحدود السوريّة للكيان الصهيوني.

كما تظهر تصريحات رئيس المخابرات العسكرية للكيان الصهيوني الجنرال أفيف كوخابي هذه المخاوف من سقوط نظام الأسد وصعود آخر قد يناصب الكيان الصهيوني العداء، حيث تبنى كوخابي رواية النّظام السوريّ عن الأحداث وأكّد أنّه (أي النّظام) يقول الحقيقة هذه المرّة عندما يتحدّث عن عصاباتٍ تهاجم قوّات الجيش وأنّ نسبة الجنود من بين القتلى تصل إلى نحو الثّلث.

وبحسب الدراسة فإن محلّلين وقيادات في الكيان الصهيوني عكفت على رسم سيناريوهات مختلفة لما يحدث في سورية، من منظور تأثيرها في الكيان الصهيوني وفي أمنها، حيث لخّص الجنرال احتياط غيورا آيلاند، الباحث في معهد أبحاث الأمن القوميّ والرئيس السّابق لمجلس الأمن القومي الصهيوني، أربعة سيناريوهات ممكنة، وشاركه الكثير من الباحثين الصهاينة في أنّها هي البدائل المتوقّعة والممكنة.

يتحدث السيناريو الأول عن بقاء النظام في سورية سنوات عديدة، وقد أكّد الجنرال آيلاند في استعراضه أن هذا السّيناريو أمر مرغوب فيه إلى حد كبير في الكيان الصهيوني؛ لأنّها تعرف النّظام وتعرف توجّهاته، فضلا عن أن الأسد في حال بقائه سينشغل بترتيب البيت الداخليّ وتقوية شرعيّته الدوليّة.

ويتوقع السيناريو الثاني سقوط النظام في سورية وانتشار حالة من الفوضى، وسنوات طويلة من الصّراعات وعدم الاستقرار، ويثير هذا السيناريو مخاوف الكيان الصهيوني من استغلال إيران هذه الفوضى للعمل عبر الحدود العراقيّة السوريّة ومن داخل سورية أيضًا.

أما السيناريو الأسوأ بالنسبة للكيان الصهيوني فهو سقوط نظام الأسد وصعود نظام سني راديكالي إلى الحكم، لأن نظاماً من هذا النّوع قد يعتمد التّصعيد وقد يقوم بمواجهة عسكريّة لاسترداد الجولان أو يطلق العنان لنشاطات عسكريّة عبر الحدود، الأمر الذي سيضع الكيان الصهيوني أمام مواجهةٍ شاملة.

آخر هذه السيناريوهات وفق الرؤية الصهيونية هو التحوّل إلى نظام إصلاحيّ معتدل له توجّهات غربيّة، وهو ما يعني من وجهة النظر الصهيونية ضربة للحلف السوري مع إيران، وهو ضربة قاسية كذلك لحزب اللات اللبناني، غير أنه لا يعني استعدادًا للسّلام مع الكيان الصهيوني.

وسوم: العدد 1048