في ظل الأسد مدعي النصر!! العدوان الصهيوني على الأرض السورية لم يعد خبرا يؤبه به..!!
أنهي كل يوم جولتي على عالم الأخبار، أتابع المصادر الرئيسية والفرعية، والأقل شأنا، بما فيها متابعة صفحات الكثير من الأفراد، أقول لعل بعض الصحبة، قد أحاط بما لم تحط به المصادر التي اعتمدها..
هذه العملية تسمى بلغة العرب، "تنسم الأخبار" أي استقبالها مع النسيم الذي يحملها حرصا على السبق.
وأثناء جولتي كل صباح، أسجل بعض الأخبار التي أراها تستحق التعليق، أو التنويه، أو التحذير، أو المناقشة..
أكبر خيبة أشعر بها حين لا أجد عجينا يصلح للخبز..!!
امررت اليوم بخبر قصف الطيران الصهيوني، لمنطقة دير الزور، فما وجدت ابتداء العنوان يستحق المتابعة، ولا التعليق، فقد تعود ذاك الخد على هذا اللطم، لم أسجل الخبر على طرف المذكرة اليومية، كما لم أسجل خبر المذكرة "فوق الدستورية" التي اجتمع على طلسمتها شعيط ومعيط ونطاط الحيط، باسم السوريين، وبدماء الشهداء زعموا…
ولكن خبر العدوان الصهيوني على دير الزور ما يزال عالقا في ذهني ، ومع أنني أكرر، لم أسجله على طرف المفكرة اليومية، لم أتابعه، لم أهتم كثيرا ولعلي لم أصدق أن المقصوف هناك وحدات إيرانية.. ومع ذلك ما زلت أعتقد أن الخبر مع حفظي لقول الشاعر: من يهن يسهل الهوان عليه، وأن المعنيين بحماية الفضاء السوري قد هانوا وأنه ما لجرح بميت إيلام..
إلا أنني أراني أعود للخبر من جديد!!
كنا نعتبر وصول الطيران الصهيوني إلى دير الزور، قضية استراتيجية تحتاج إلى فكفكة، ويكثر حولها تحليل المحللين من أين تســـــــــــللوا، وأية طريقة ســـــــــلكوا ؟؟!!
أنذكر في ٢٠٠٧ حين أغارت الطائرات الصهيونية على موقع "الخبر" قرب دير الزور، كيف نسجوا حكاية طويلة ليقنعونا كيف اخترقت الطائرات الصهيونية العمق السوري. واليوم بعد الانتصارات الأسدية المظفرة، أصبح هذا الاختراق فعلا عاديا لا يحتاج لا إلى تفسير، ولا إلى تحليل..
لا أريد أن أزعجكم فأقول: أستنكر العدوان الصهيوني على عمقنا السوري!! وتردون عليّ: وماذا إذا كان المقصود قوات إيرانية رافضية غازية محتلة؟؟
قلت لم أكن أريد التعليق، غير أن متابعتي لاحتفالات الصهاينة بعيد الغفران، الكيبور؛ وبذكرى حرب، رمضان أو حرب تشرين، التي خسرنا فيها تحت عنوان الانتصار المزيد من الأرض السورية، وحفاوتي وبدماء الشهداء من الشباب الذين كانوا في عهدتي في تلك الحرب: ماهر ورفعت وعبد الرحيم. كل ذلك يفتح عليّ أبواب الحديث: لو دافع حافظ وبشار الأسد عن الأرض السورية بالشراسة نفسها التي دافعوا فيها عن الكرسي المغتصب من أهله؛ هل كنا سنصير إلى ما صرنا إليه؟؟ سؤال ساذج من مسن ما زال يعيش وهج كل التعاليم: الإسلامية والقومية والوطنية، هو لم يرها يوما متناقضة، بل ما يزال يرى العلاقة بين دوائرها علاقة اشتمال أو احتواء على اختلاف المصطلحات!! ولذا فهو ما يزال يحتضن كل ذلك الوهج عن الامة والدولة والشعب..وعن الأمس واليوم والغد..
ربما يراني بعض الناس اليوم غاضبا؛ نعم غاضب، ولست ناقما على أحد!!
أما الحديث عن رهط الجهالة الذين يزعمون أنهم تخلصا من إشكالية لون الثياب، فقد قرروا كما إبليس مع أبينا آدم ، أن يخلعوا عن السوريين كل ثيابهم وأن يقفوا بهم تحت الشمس عراة.. فأترك الجواب عليهم لكم ..
فقد تكونون أقدر مني عليه
وسوم: العدد 1052