رئيس وزراء أردني أسبق: “طوفان الأقصى” إنذار للمستوطنين بأن بقائهم على أرض فلسطين غير آمن أمام المقاومة
أكد رئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد عبيدات أن معركة “طوفان الأقصى” زلزلت أركان الكيان الصهيوني بكل مكوناته وشكلت إنذاراً للمستوطنين بأن بقاءهم على أرض فلسطين غير آمن مهما توفر لهم من حمايات لم تصمد أمام رجال المقاومة.
واعتبر عبيدات أن “طوفان الأقصى” شكلت فتحاً جديداً وأيقظت مشاعر النضال والأمل لدى الأمة، وأعادت الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية بعد أن كادت تتلاشى، بحيث باتت أولوية عالمية، وكشفت بشاعة جرائم الاحتلال.
وخلال افتتاحه جلسة خاصة، مساء الأربعاء، أقامها “مركز دراسات الشرق الأوسط”، قال عبيدات إن العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني لا يمكن له أن يستمر دون دعم عسكري وسياسي ومالي من الولايات المتحدة ودول الغرب الذي يساند الاحتلال ومساعيه لتدمير المقاومة الفلسطينية مهما كان شكلها وهويتها وإبادة الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه لإدامة الاحتلال لكامل فلسطين لأنه احتلال عنصري استعماري لم ولن يؤمن بالسلام الحقيقي.
وأضاف “هل يفهم أولئك الذين ما زالوا يحلمون بالتفاوض العبثي مع الاحتلال والبحث عن تسويات معه للقضية الفلسطينية أنهم أصبحوا أدوات بيد هذا العدو وشركاء في إطالة أمد الحرب ومد الاحتلال بالفرص والذرائع للإمعان في خداع الرأي العام العالمي وارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، بل هل يدركون أنهم في أحسن الحالات إنما يركضون خلف السراب”.
وشدد عبيدات على ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني وقوته ووضوح أهدافه لضمان صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وإلحاق الهزيمة بالاحتلال، مما يتطلب على الشعب الفلسطيني أن يختار قيادة تمثله تمثيلاً شرعياً لتصحيح المسار.
وخلال الندوة، التي شارك فيها سياسيون وأكاديميون أردنيون وفلسطينيون، تحت عنوان “الأبعاد والتحولات الاستراتيجية ما بعد معركة طوفان الأقصى 2023″، أكد المتحدثون على ما شكلته هذه المعركة من تحولات استراتيجية على مختلف الأطراف سواء على الصعيد الفلسطيني أو الإسرائيلي أو العربي الدولي، وإعادة القضية الفلسطينية على سلم الأولويات الدولية كقضية تحرر وطني من الاحتلال الذي تعرض لضربة وجودية ستمتد آثارها لسنوات.
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح دلال سلامة لفتت إلى أن ما جرى في معركة 7 اكتوبر يجب النظر إليه في سياق النضال المستمر للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والاعتداءات الصهيونية المستمرة والممنهجة من قتل وتهجير ومساعي فرض التقسيم الزماني والمكاني للأقصى وتوسيع الاستيطان وتصفية القضية الفلسطينية والاستهداف المباشر لجميع أبناء الشعب الفلسطيني وغيرها من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني والتي أدت للانفجار في وجه الاحتلال لا سيما في ظل حكومة اليمين المتطرف.
وأشارت سلامة إلى أن “البوصلة الوطنية الفلسطينية اليوم يجب أن تتجه إلى أن يقف الجميع صفاً واحداً باتجاه وقف العدوان الغاشم ضد قطاع غزة ووقف ما يجري من تدمير جميع مقومات الحياة في غزة ومخططات التهجير، والابتعاد عن أي محاولات لحرف هذه البوصلة عبر الحديث عن مرحلة إدارة غزة ما بعد الحرب”، مبينة أن هذا شأن فلسطيني داخلي يقرره الشعب الفلسطيني ومؤسساته الشرعية.
سلامة: الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب شأن فلسطيني داخلي وحرف للبوصلة الوطنية
وشددت سلامة على رفض مساعي إعلاء وتيرة التباين الداخلي والتلاعب بالساحة الداخلية، مؤكدة على مسؤولية حماية الشعب الفلسطيني وتجميع نقاط القوة في سياق المصلحة الفلسطينية والبناء على ما تحقق ضد الاحتلال وتحقيق الحرية للفلسطينيين وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بعيداً عن أي مكاسب سلطوية، وأن ما جرى وضع دول المنطقة أمام حقيقة أن تجاوز الشعب الفلسطيني لن يحقق السلام او المستقبل المنشود والاستقرار في المنطقة.
وخلال الجلسة الأولى للندوة التي أدارها عبيدات بعنوان “الأبعاد والتحولات الميدانية والسياسية والقانونية للمعركة وانعكاساتها على طرفي الصراع” أشار اللواء المتقاعد الدكتور محمود اردريسات إلى ما شكلته معركة طوفان الأقصى من اختراق استراتيجي على كل المستويات الميدانية والعسكرية والمخابراتية، مما شكل هزة للكيان الصهيوني وضربة وجودية لها، الأمر الذي دفع الدول الاستعمارية للهرولة لإنقاذ الكيان الصهيوني الذي يحمي مصالحهم في المنطقة.
كما اعتبر إرديسات أن هذه المعركة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد محاولات طيها وأنها ضربت مسار التطبيع الإسرائيلي مع أنظمة عربية وكشفت الدعم الأمريكي غير المحدود للاحتلال.
وسوم: العدد 1063