صندوق المؤامرات الأسود
أعزائي القرّاء ..
الدول الأوروبية والولايات المتحدة على وجه الخصوص لديها روتين خاص بها بكشف اسرارها بعد انقضاء مهلة محددة عليها وهي على الاقل 25 سنة على انقضائها ، ولكن هناك اسراراً لاترغب بالكشف عنها ولاتريد الاحتفاظ بها حتى لاتكون ورقة ضغط عليها. لذلك ارتأت ايداعها عند أنظمة عميلة موثوق بها ، ولم تجد هذه الدول وخاصة الولايات المتحدة أوثق من نظام الأسد الأول والاسد الثاني بعد ان تأكد لهم أن هذا النظام هو الركيزة الهامة بالاعتماد عليه في حفظ سجل المؤامرات العالمية بالمنطقة نظراً إلى أنه أحد الشركاء الهامين بهذه المؤامرات ، وعليه فإن الاسرار الخطيرة مخزنة عندهم في صندوق خاص اسمه الصندوق الأسود .
هذا الصندوق مقسوم لقسمين، صندوق أسود مختص بالأسرار الخارجية والثاني صندوق أسود مختص بالأسرار الداخلية ، وكل منهما حسب إختصاصه يحتوي على فضائح وموءامرات وعمالة وتجسس واغتيالات قامت بها هذه الدول بالاشتراك مع نظام الأسد.
اذن فالصندوق الأسود الخارجي يعتبر (صندوق كنز) تتجمع فيه كل قمامات العالم والتي كان للأسد دور رئيسي فيها.
فالوثائق في هذا الصندوق لا توفر الحكام العرب وتواصلهم مع الصهاينة ،ووثائق لسياسات الحكام بما فيهم الأسد الأول والأسد الثاني ضد شعوبهم ، كما لايخلو الصندوق من لقاء حكام العرب بالصوت والصورة مع عاهرات العالم واكثرهن يعملن لصالح المخابرات العالمية ، إضافة إلى أسرار مؤامرات المخابرات الغربية والسوفيتية سابقا والروسية لاحقا ومؤامرات إيران مع الدول الكبرى واستخدامها في تمزيق الأمة العربية . فالكل مجمع على عدم فتح هذا الصندوق حتى لايطال إشعاعاته القاتلة الجميع،
ولكن من المؤكد ان هناك رجال مخابرات أسدية مقربين جداً من رأس النظام يعرفون تماما محتوياته ،وفي حال الشك باحدهم ، فمعالجته ستكون سهله باغتيالهم فتنهي امرهم وتتهم (الارهابيين) بقتلهم .
وفعلا تم تصفية الكثير منهم داخل سوريا وفي لبنان بل وفي بلاد العالم .ولكن بقيت الخشية من تسرب الوثائق خارج الصندوق قائمة
فمن هو المسيطر اليوم على هذا الصندوق ؟
المسيطر الان على الصندوق الأسود هو بشار الأسد وأخوه ماهر ويقال أن اللواء علي مملوك هو ثالثهم.
أعزائي القرّاء
خلال سنوات قليلة من تسلم الأسد الأب للسلطة نجح بإنشاء نظام شمولي مخابراتي مغلق أشبه بسيف مسلط على رقاب السوريين يقوم على العنف والجريمة وقتل الأبرياء والتلذذ بعذابات الأطفال والشيوخ والنساء،
ولإكمال مشروعه في إقامة الدولة البوليسية كان لا بد أن يستند على أشخاص لا يقلِّون عنه إجراماً لتدجين الشعب على إيديولوجيات شمولية تقوم على شعارات وهمية كالمقاومة والممانعة وغيرها من الشعارات الزائفة، بهدف تبرير التسلط ، وإبقاء الشعب في حالة فقر وعوز دائمين حتى يكدح وينشغل بطلب العيش عن طلب المشاركة في الحياة السياسية، تسند مهام إدارتها لجلاوزة معروفين بالإجرام ولا يمتلكون الرحمة ولديهم استعداد لعمل كل شيء مقابل الاحتفاظ بمكاسبهم وقد احيل محتويات الصندوق الاسود للجرائم الداخلية إلى " رفعت الأسد "علي دوبا" محمد الخولي" و" علي حيدر" و"غازي كنعان " محمد ناصيف " رستم غزالة "بهجت سليمان " جامع جامع " هشام بختيار "علي مملوك".
وكما أسلفت فان أغلب هؤلاء تم تصفيتهم بعد أن انتهت الأدوار المرسومة لهم فمنهم كان على علم بمحتوياته جزئياً
ومنهم من يعلم كافة محتوياته ، و اوامر التصفية تأتي من الخارج ، ويمكن تشبيه دورهم كدور ذكر لأنثى العنكبوت المسماة (الأرملة السوداء )فبعد تلاقح الأنثى مع الذكر تقتل الانثى زوجها مباشرة وتأكله تماما كما حصل مع معظم أصحاب الأسرار المخابراتية وبقي الرجل رقم ٣ في النظام "اللواء علي مملوك " الذي عمل في بلاط الأسدين (الأول والثاني) منذ العشرينيات من عمره وحتى الآن وهو يملك مع بشار و ماهر مفتاح الماستر الرئيسي لصندوق المخابرات الاسود بشقيه الخارجي والداخلي
فعلي مملوك هو الصندوق الأسود بذاته ويحتفظ بكافة أسرار مخابرات النظام السوري داخلياً وخارجياً على مدار عشرات السنين الماضية وحتى الآن، وحالياً يمسك بزمام أحد أهم أركان النظام القمعية وهو مكتب الأمن الوطني الذي يشرف على جميع العمليات العسكرية التي تستهدف الشعب السوري، ولم يأت من فراغ بتعيينه بهذا المنصب خلفاً لـ اللواء " هشام بختيار" الذي تم تصفيته في ما عُرف بــ" تفجير خلية الأزمة " عام 2012، بل هو نتيجة طبيعية لولائه المطلق لعائلة الأسد واعتماد اسرائيل وأمريكا عليه ، فقد ساهم " علي مملوك" بشكل كبير في تحويل الدولة السورية إلى منظمة بوليسية سرية تطارد كل من يحاول أن يطالب بحقوقه أو يفكر بانتقاد ما تؤول إليه الأمور، فكان وراء اعتقال الآلاف من السوريين بعد إصدار أحكام عليهم من خلال محكمة أمن الدولة بدمشق بموجب محاكمات صورية تفتقر إلى أدنى ضمانات التقاضي أو المحاكمة العادلة، إلى جانب إصدار أحكام الموت بحق الكثير من معتقلي الرأي وتنفيذها بدم بارد، إضافة إلى العديد من الاجراءات القمعية الصارمة التي مارسها ضد الشعب السوري ليساهم من خلالها في التحكم بالحياة الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والسياسية بما يتناسب مع مصالح عائلة الأسد، وتغييب القانون وانتهاك حقوق الإنسان وحرية التعبير والاعتقاد، وافساد القضاء والإعلام وكافة مرافق الدولة من خلال نشر الفساد الإداري والمالي والأخلاقي.
مازالت اسرائيل وأمريكا وروسيا تضع خطاً أحمر على الاقتراب من على مملوك فأسرار مؤامراتهم عنده والصندوق الاسود في حوزته
وكل اللعبة اليوم على هذا الصندوق المخابراتي الاسود المودع عند عميلهم بشار أسد المثقل بوثائق المؤامرات ومن سيرث هذا الصندوق مستقبلاً .
وسوم: العدد 1063