لو كنت ... لما كتبت اليوم إلا عن فجيعة سقوط الجولان
صباحكم بر وخير وصلاة على معلمنا الخير ....
الجولان الحبيب الأحب هو الثمن الذي دفعه الخائنون ليقبضوا على رقابنا كما ترون..
بل لعله كان الدفعة الأولى، ثم استدامة الاحتلال للجولان على مدى سبعة وخمسين عاما كان الدفعة الثانية، ثم ما نزل بالمدن السورية درعا ودمشق وحمص وحماة واللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور والحسكة، وما زال مستمرا هو لزوم التزييت...
الجولان الحبيب بكل مدنه وقراه ؛ القنيطرة وفيق والعال ومجدل شمس والحمامات المعدنية في أقصى نقطة حيث لا ينبغي أن يكون حدود...
زرت الجولان سائحا وأنا فتى في السابعة ثم تتابعت الزيارات...
نقف اليوم في ذكرى اليوم الشاهد على كل ما كان بعد...
حافظ الأسد وزير الدفاع قبيل يوم التسليم بأيام يكتب في جريدة الثورة !! قبل الفاجعة بأيام: نقف وأيدينا على الزناد وننتظر قرار القيادة السياسية لنكنس العدو إلى البحر..
ثم خلال عشرة أيام يصدر البلاغ ستة وستين، يعلن سقوط القنيطرة قبل أن تسقط، بيومين ليوهن عزيمة المرابطين..
قائد الجبهة الرفيق.. يفر منها على حمار ..
ومن يومها ترتسم صورة " جيش الشرق" الفرنسي واضحة في عقل السوري وقلبه "جيش أبو شحاطة" الذي لم يخض معركة واحدة ، غير ما قاده من انقلابات، وغير ما خاضه ضد سورية والسوريين...!!
وتتكاثر بعد سقوط الجولان العناوين من قمة الخرطوم: بلاءاتها الثلاث لا صلح للا تفاوض لا اعتراف. إلى شعارات " التوازن الاستراتيجي" و " الصمود والتصدي: و " المقاومة والممانعة" ...
تسليم الجولان جريمة..
وإبقاء الجولان محتلا بيد العدو جريمة ثانية ..
وحرب تشرين بكل مخرجاتها الحقيقية جريمة ثالثة
وتوقيع اتفاقية فصل القوات برعاية كيسنجر 1974 جريمة رابعة..
وغياب مشروع وطني سوري لتحرير الجولان، على مدى ستة عقود جريمة خامسة..
وإدارة الظهر لكل العدوانات الصهيونية على أرضنا اليوم جريمة سادسة..
وتدمير سورية بقتل إنسانها، وتهجير سكانها ، وتدمير عمرانها؛ جريمة سادسة وسابعة وعاشرة...
إلى الجيل الذي لم يعش المأساة، ولم يطلع على فصول الجريمة... لا أجد أقرب من أن أهدي رابط كتاب سقوط الجولان..
الكتاب الوثائقي الذي ألفه ضابط الجبهة السورية مصطفى خليل بريز، وقضى من أجله سحابة عمره سجينا في معتقلات حافظ الأسد...
اقرأ لتعلم، فإذا علمت فهمت لماذا ؟؟ وكيف..
وسوم: العدد 1082