الديموقراطيات والديكتاتوريات وأنواعها
اولاً- الديموقراطيات
أعزائي القراء ..
لنبدأ بالديموقراطيات ومعظمها تتركز في أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا وقلة قليلة منها في اسيا وأمريكا اللاتينية ، ولكن هذه الدول رغم ديموقراطيتها إلا ان تطبيقاتها تختلف من دولة إلى أخرى وذلك حسب التركيبة الاجتماعية والاقتصادية لكل دولة ، فديموقراطية الهند تختلف عن ديموقراطية الولايات المتحدة و أوروبا ففي الهند يباح دم المسلمين وفي الهند البقرة أسمى من الإنسان وقيسوا على ذلك ، ولكن هناك عوامل مشتركة بوجود احزاب معارضة قوية وصحافة تهاجم حتى رؤساء هذه الدول ، ورغم ذلك هناك محظورات تخص شخصيات يهودية يمنع الاقتراب منها و كأنهآ مقدسة إضافة إلى منع التعرض لمقررات محكمة نورمبرج والتي انعقدت بعد الحرب العالمية الثانية من اجل محاكمة الرموز النازية الالمانية ، حيث يمنع التشكيك في عدد ضحايا المحرقة اليهودية والتي اعتمدتها محكمة نورمبرج و اعتبرتها رقما رسميا بشأنه هو “ستة ملايين ضحية ” وكان الفيلسوف جارودي قد نشر كتابا له بعنوان ” الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية” عام 1995 وتم توزيعه على نطاق محدود قبل أن يعيد جارودي نشره على نفقته الخاصة أوائل عام 1996، وفند فيه الأساطير التي قامت عليها إسرائيل، وهي في نظره تسعة، ثلاث منها انتزعت من العهد القديم وهي الأرض الموعودة، الشعب المختار، التطهير العرقي الذي ورد في سفر يشوع، وستة معاصرة تتعلق بمعاداة الصهيونية للفاشية، عدالة محكمة نورمبرج، ملايين الهولوكوست ” الستة، فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، المعجزة الاقتصادية الإسرائيلية .
وكانت الصدمة عندما قدم الفيلسوف جارودي إلى المحكمةً بسبب أفكاره .. وتساءل احدهم : هل حقا هذه هي فرنسا التي نشرت الوجودية الملحدة من دون اعتراض احد عليها حتى من الكنيسة ؟ هل اصبح الشك بالعزة الإلهية أكثر سهولة من الشك بعدد ضحايا الهولوكوست ؟..
وسرعان ما تم الربط بين اعتناق جارودي للإسلام، وبين اتهامه بمعاداة السامية . وبذلك كانت الغاية من محاكمته ضرب عصفورين بحجر واحد. العصفور الاول : مخالفة اسس ومعايير محكمة نورمبرغ ومعاداة السامية ، والعصفور الثاني : ربط المسلمين بالمعاداة لليهود لاسباب دينية . بينما الدفاع عن جارودي اورد وثائق لاتقبل الدحض عن المبالغة الكبيرة جدا فيما دعي بمحارق اليهود او الهلوكوست.
ولكن تبقى ميزة الديموقراطيات استنادها إلى انتخابات حرة ونزيهة وهي المعيار في استلام السلطة ، كما ان النقابات فيها مستقلة لا سلطان عليها من الأنظمة ، اما المحاكم المدنية فلا تنحاز حتى لابن حاكم في حال اقامة دعوى عليه، ونذكر جميعاً كيف اقتيدت رئيسة كوريا الجنوبية إلى السجن بتهمة الرشوة وسمح لها بعد الاستئذان من مدير السجن باحضار فراشها من بيتها لتنام عليه بدلاً من فراش السجن .! وقبل ان اختم بند الديموقراطيات ، اذكر بحادثة حصلت مع ابنتي عندما كانت طالبة في الثانوي في فترة تدمير مركز التجارة العالمي بنيويورك ، حيث تغيبت عن المدرسة ليومين بعد الحادث مباشرة لاسباب مرضية ، ولما عادت مزح معها استاذ الاجتماعيات مزحة تعتبر في العرف الديموقراطي اهانة يحاسب عليها فاعلها اذ قال لها : اين كنت يا لينا منذ يومين هل اشتركت في عملية ضرب المركز التجاري ، هنا جن جنوني وأقمت دعوى عليه انتهت بمنع الاستاذ من التدريس في الولايات المتحدة لخمس سنوات مع عقوبات اخرى .
مثل هذه الواقعة لاقيمة لها في الدول الديكتاتورية المهم في تلك الدول ان تثبت عبوديتك للحاكم الديكتاتوري وتغني له: بالروح وبالدم نفديك يا اسد حتى ولو دمر لبلد .
في المقالة القادمة سنتكلم عن الديكتاتوريات وانواعها … تابعونا .
مع تحياتي ..
وسوم: العدد 1090