بعض السر وراء الحملة المحمومة على جماعة الإخوان المسلمين

يرسل إليّ أحباب كثيرون تسجيلات وفيديوهات لأشخاص ينالون من "جماعة الإخوان المسلمين" بروايات وتلفيقات وحكايات وادعاءات.، في دوامة مستمرة لطحن الإفك لا تكاد تنتهي. طوفان من المين والكذب والادعاء، وجنود مجندة للنشر والترويج والتدبيج والزخرفة. وعلى قاعدة: ملعون من عاد وما زاد...

وكأن ليس في الناس من قرأ قول الله تعالى (لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا.)

يا أحبابي وأقصد الفريق الذي يظل يطلبني ببيان وتوضيح...

 هل ترون أن الظرف الذي تعيشه أمتنا اليوم، يتسع للانشغال بتفاهات التافهين!!

ولأن أكتب سطرا دفاعا عن مشروع الأمة المسلمة في تركستان وأركان وكشمير والعراق والشام واليمن والسودان لهفي على الشام ،على سورية وفلسطين وغزة، وما يجري عليهما وفيهما؛ أحب إلي مائة مرة أن أنشغل بطنين أجنحة الذباب..!! أطنين أجنحة الذباب يضير...؟؟

جماعة الإخوان المسلمين في عمر قرن مضى..

قرن من الرباط ينادي مناديهم: من عرفنا فقد اكتفى ومن لم يعرفنا فما بنا خفا...

جماعة بدأت معاركها مع المحتلين البريطانيين في قناة السويس، راجع "المقاومة السرية في قناة السويس" "كامل الشريف" ثم امتدت على ثرى فلسطين من مصر ومن الشام والعراق واليمن، ثم واجهت أول مستبد انقلابي عربي. ثم وقفت كالطود في وجه بائع الجولان، نصف قرن. ثم كل ذلك وهي ترفع رايةً بيضاء نقية. لحملة رسالة، يتفق على حربهم الأبيض والأحمر والأصفر.. لعلكم تتفكرون، لعلكم تتفكرون لماذا الإجماع على حرب هذه الجماعة من الناس بين وبين، ولو أردت أن أعدد الثنائيات والأضداد لما انتهيت!!

يختلف أشرار العالم على أمور كثيرة، ويتفقون على حرب هذه الجماعة، وهذه الفئة وهذه الثلة من الناس.

 وكان منهم البنا الشهيد، وسيد قطب الشهيد. وأحمد صاحب الكرسي المتحرك الشهيد. وجيل من الأحرار الشهداء في سورية، منذ 1980 وما تلاها بعشرات الآلاف من الشهداء. ثم لايزالون وما تزال...

"جماعة الإخوان المسلمون"

ليسوا حزبا كما يروج المروجون، ويرجف المرجفون. قرن مضى وهم يؤكدون لأبناء هذه الأمة: لسنا حزبا سياسيا، ولا جمعية خيرية، ولا ناديا رياضيا..!!

لسنا حزبا وسنظل نقول. ولا يخصنا عنوان الإسلام السياسي، ومن أول يوم كانت دعوتنا إلى كمال الإسلام.

هم من "الطائفة المنصورة لا يضرها من خذلها". هم منها وهي منهم. هم من "الفئة القليلة" التي غلبت وستغلب بإذن الله، هم منها وهي منهم. هم من كينونة الأمة تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، هم منها وهي منهم.

هي أي الجماعة، وهم أي شيبها وشبابها، من القوم الذين لا يظنون أن النصر يكون في كتاب ابن سيرين، بل بالعدة والإعداد، والصبر والمصابرة، والبصر والبصيرة. لا تكسرهم فَرّة تنزل بهم لأنهم جعلوا في يقينهم أن بعد كل فرة كرة. وأنهم مهما كان ألمهم فعدوهم يألم كما يألمون، وهم يرجون من الله ما لا يرجو المفلسون والمحبطون..

ولا تكاد تجد طاغية مستبدا مفسدا عاليا في الأرض، إلا وعلى حباله أو في قيوده من شيبهم وشبابهم ورجالهم ونسائهم نصيب,,,

وإذا كنتَ بالمعارف غِرّا .. ثم أبصرتَ عالما لا تمارِ

وإذا لم تر الهلال فسلم .. لأنــــــــاس رأوه بالأبصـــار

أقول كل ذلك ولا أزعم أنهم معصمون لا يخطئون، بل هم المأمول فيهم أنهم من أخطائهم يتعلمون.

هم بشر ممن خلق ربنا الذي قال لخير جيل أخرج للناس، وكان في عهدة خير نبي بعثه الله: منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة.

والماء الطهور إذا تجاوز القلتين لم يحمل الخبث. الماء الطَّهور هو الطاهر المطهٍر..

لعلكم تتفكرون ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1098