الوسطية
الوسطية أن ننظر في كل أمر يعرض علينا بعينيّ الشرع والعقل.. فما أمر به الشرع التزمناه. وما أجازه الشرع، نظرنا فيه، فإن كان موافقا للحكمة كان هو الضالة، وكنا الأحقَّ به، وما اعترضه الشرعِ، أو جفاه العقل، قلنا له: بعدا .. بعدا…
شرعنا يضبط عقلنا، وعقلنا يلحق الأشباه بالأشباه، والنظائر بالنظائر…
والحكمة: وضع الأمر في نصابه. والقول في سياقه. واختيار الأصلح والأيسر من كل أمر، ما لم يكن إثما أو مفسدة، وأن لا نركب بأنفسنا الصعب، وفي شرع الله، أو في سبل الحياة مندوحة عنه.
ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما…
ولولا أن أشق على الناس… كان صدرا لأكثر من حديث…
فمن ساس الناس لا يركب بهم الصعب، بل الذلول يركب.
وما لا يدرك كله، لا يترك جله. وما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولم ينزع من شيء إلا شانه…
وأقام رسول الله دولة الإسلام وتبث أركانها، بأقل من مائتين وخمسين شهيدا…
وعزل سيدنا عمر رضي الله عنه، أبا عبيد الثقفي عن القيادة بعد معركة الجسر،لتقحمه بجيش المسلمين. وأعز شيء عند القائد الحكيم دم رجاله. هو الوالد وكل من حوله له ولد. وأيسر شيء عند من غيره… الذي ترون…
وسوم: العدد 1111