حول العدوان الإيراني على دول المنطقة وشعوبها

سر الصمت الدولي ونتائجه

زهير سالم*

[email protected]

تدب التصريحات الأمريكية المخدرة للقيادات والشعوب العربية حول العدوان الإيراني المفتوح على الأرض والإنسان، دبيب النمل . وتأتي هذه التصريحات ناعمة رخية متتابعة كما يفعل خبير التنويم المغناطيسي في استجرار الاسترخاء من جسم الإنسان إلى حواسه وعقله .

وفي الوقت الذي تفاوض فيه إيران عن ملفاتها جميعا ( المذهبية والسياسية والإقليمية والدولية ) على طاولة واحدة هي طاولة ملفها النووي ، وفي الوقت الذي تقبض إيران ( بخشيشها ) سلفا ومسبقا وقبل أن تتم الصفقة مع الولايات المتحدة ؛ فإن الهوس الأوبامي بالخروج من البيت الأبيض وقد حلل استحقاقه لجائزة نوبل ( للسلام ) ، السلام الذي يقبل الرئيس أوباما أن يشتريه بعشرات الحروب تفرضها إيران على شعوب المنطقة ويروح ضحيتها ملايين البشر بين قتيل وسجين وشريد ...

ولكي يزهو الرئيس أوباما بما يعتقد أنه ( نصر بلا حرب ) مع إيران كما كتب من قبل سلفه نيكسون فإنه يعطي إيران ( الولي الفقيه ) الحق في شن ثلاثة حروب متعانقة في العراق وسورية واليمن وزعزعة استقرار بلدان عربية عديدة في مقدمتها لبنان والبحرين والحبل في كل ما تحلم به إيران على الجرار ...

الرسائل التي ، زُعمت سرية ، بين أوباما والولي الفقيه، كان أوباما يلح فيها على الولي الفقيه أن تتحمل إيران دورا في حرب الولايات المتحدة المزمنة ضد تنظيم القاعدة وملحقاته سواء على أرض سورية أو على أرض العراق . وإيران التي يعرف قادتها كيف يستغلون الدور المطلوب منهم ، لعبت دورها هذا بإتقان فهي قبل أن تتمظهر برفض الانصياع للإدارة الأمريكية تكون بالفعل قد سبقت إلى حيث يريدها الأمريكيون ..

بالأمس كان مسئول كبير في الخارجية الأمريكية في مدينة مونترو السويسرية يؤكد أن الولايات المتحدة ستتصدى بحزم لأي محاولة لإيران لتوسيع نفوذها في المنطقة . كلام يثير الاستهجان أكثر من السخرية ، ويؤكد أن أحاديث قادة الولايات المتحدة مع حكومات المنطقة وشعوبها أشبه بالأحاديث الوردية لأم تقنع وليدها بماذا يمكن أن يحمله بابا نويل أو سانتا كلوز عشية عيد الميلاد ...

إيران التي تخوض هذه الأيام حربها ظاهرة معلنة متحدية القانون الدولي في العراق وفي سورية والتي تمنع انتخاب رئيس جمهورية في لبنان لأن ( غلام حسن ) هو الرئيس الحقيقي هناك ، ومثله تريد إيران أن تفرض على اليمن (غلام الحوثي ) حيث تشحن السفن السلاح وينتصب الجسر الجوي برحلة يومية عند الغدو أو عند الرواح ، وحيث تصادر مجموعة قرار البحرين تشويشا وتهريشا وحيث يصبح من الحكمة ألا تنفذ بعض الدول العربية أحكام محاكمها علىى بعض المجرمين على أرضها ..

السؤال الذي يفرض نفسه على شعوب المنطقة بكل جرأة ، ومع وصول قاسم سليماني إلى عتبات تكريت ، وسقوط العشرات من قادة الحرس الثوري الإيراني على أرض سورية : إلى أين تريد الولايات المتحدة التي يصر البعض على الاستسلام لها أن تأخذنا ؟! ولمن تريد أن تسلمنا وقد رضي الكثير ممن أمسكوا بقرارنا أن يكون سائمة في سوق ( حلال ).

هل ما زال الصمت ممكنا حول هذا الاحتلال الإيراني المفضوح والمجاهر به لأربعة أقطار عربية حيث تعربد الحراب الإيرانية قتلا واستباحة وانتهاكا ..

هل ما زال الصمت ممكنا ...سؤال يطرح أولا على القيادات الشعبية والوطنية على كل الخارطة العربية والإسلامية ؟ ونطرحه ثانيا على أصحاب القرار من قادة الدول ورؤساء الحكومات ، ونطرحه ثالثا على المجتمع الدولي وعلى الخمسة الكبار في مجلس الأمن ممثلين في شخص الأمين العام للأمم المتحدة ...؟!

هل حقا أن تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية يصلح ذريعة لكي يقدم المجتمع الدولي الأقطار الجغرافيا العربية فضاء مفتوحا للنفوذ الإيراني ، وأن يقدم الشعوب العربية المسلمة أقنانا وعبيدا ووسائل إيضاح في مختبرات التشريح الإيرانية ؟!

لقد قالت القيادات والنخب والشعوب العربية والمسلمة كلمتها صريحة واضحة في رفض مشروع ما يسمى تنظيم ( الدولة الإسلامية..) بمنطلقاته وآفاقه وأساليبه وأدواته وقياداته .. وحين تصر الولايات المتحدة في صفقتها المريبة مع إيران على محاصرة هذه الشعوب بين الخيارين الأسوأين فقد سبق اليوم السيد معالي وزير الإعلام الأردني السابق ( صالح القلاب ) إلى الجواب وكان صادقا وصريحا وواضحا وصارما معبر عما يدور في مخيلة كل عربي ومسلم بمقاله في جريدة الشرق الأوسط ( بصراحة ..إيران أخطر من داعش بألف مرة ..) كلمة يرددها كل عراقي عراقي وكل سوري سوري وكل يمني يمني وكل مسلم مسلم وكل عربي عربي .

داعش فقاعة سوف تنطفئ ويعود الهواء إلى محيطه ، أو موجة سوف تنحسر ويعود الماء إلى معينه . وإيران هي السم الزعاف للحاضر والمستقبل . إيران هي نار الكراهية الموقدة في حرب وجود شعارها المفروض على العرب والمسلمين : نكون أو لانكون.

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية