طائرات لممارسة الرذيلة في الجو
طائرات لممارسة الرذيلة في الجو
كاظم فنجان الحمامي
بعد أن ضاقت الأرض العربية بتهتك المترفين العرب, وبعد أن طغى سفهاؤنا طغيانا عظيما في التبذير والإسراف والانحراف, حلق المترفون والمفسدون بطائرات أسطورية خصصوها لنشر الرذيلة في الأجواء المفتوحة بين بيروت ودبي. .
ففي الوقت الذي أرسلت فيه وكالة ناسا مسبارها الجوي (كيوريوسيتي روفر) في رحلة جريئة إلى سطح المريخ, لدراسة الكوكب الأحمر, أرسلت بيروت نخبة من العاهرات في رحلات مبتذلة لممارسة الرذيلة في الفضاء. .
هبط مسبار ناسا فوق كوكب المريخ لاستكشاف ما إذا كان هذا الكوكب قد استضاف الحياة في زمن ما, وهبطت طائرات الشذوذ الجنسي في ضيافة مطارات العهر لتنقل الذين فقدوا الحياء إلى المجالات الجوية المخصصة لارتكاب الفاحشة فوق طبقة الستراتوسفير. .
فقد اكتشفت جهات مسؤولة في بيروت أقذر شبكة للدعارة مؤلفة من عشرين فتاة على خط بيروت دبي, وبلغت تكلفة الرحلة (25000) دولار مقابل أربع ساعات لممارسة الجنس بين السحب عبر استئجار طائرة خاصة تنطلق من مطار بيروت أو من مطار دبي, مجهزة بسرير وغرفة نوم وبار للمشروبات. .
أما قواد الشبكة (أعزكم الله) فهو من رجال الأعمال الكبار ممن تزعموا في السابق كتائب المليشيات الحزبية المسلحة, فتسرح من الخدمة (الجهادية) ليجاهد هذه المرة فوق أجنحة الشيطان. .
نحن عندما نركب الطائرة نتوكل على الله, ونقرأ دعاء السفر, فنقول: بسم الله, والحمد لله, سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين, وإنا إلى ربنا لمنقلبون, ويبتهل بعضنا إلى الرب الكريم لينجيه من حوادث الطائرات ومطباتها المفاجئة . .
أنا شخصيا أخشى ركوب الطائرات, وامضي وقتي كله في عرض البحر, فالخوف من السفر الجوي حالة طبيعية, ولا أسافر إلا في الضرورات القصوى, بعد التوكل على الله وتناول عقاقير التهدئة, ولا اختلف في هذا عن الأكثرية الغالبة من الناس, ولا أدري أي جرأة يمتلكها كابتن طائرة الدعارة ليجازف بالطيران مع شلة من المتهتكين والمتهتكات ؟, وأي صلافة يمتلكونها في الإقلاع من الأرض حاملين معهم أدوات الفسوق والعبث ؟؟. .
يحلقون في الجو بكل شفافية ومن غير هدوم في تقليعة جديدة من تقليعات المنكر, بينما تفكر أوربا بصناعة جيل جديد من الطائرات الشفافة, وكأنها فقاعة زجاجية.
تكون فيها السقوف والجدران والأرضية من اللدائن الشفافة شديدة المقاومة, بما يتيح للركاب رؤية النجوم والغيوم عن كثب, ومن غير حواجز. .
يتنافس علماء العالم اليوم في مضمار السباق الدولي نحو تصنيع أحدث الطائرات بأفضل التقنيات, فاستطاعوا أن يواجهوا التحديات الجوية القاسية بابتكاراتهم التي أذهلت العالم. .