وجهة نظر بالمشاركة في مؤتمر جنيف الثاني
د. طارق باكير
أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية استعداده لحضور مؤتمر جنيف الثاني ، بشرط أن يتضمن المؤتمر مناقشة رحيل الأسد ..
وقال المتحدث باسم الائتلاف في تصريح صحفي : نريد معرفة أن لدى النظام فعلا النية للتفاوض على الانتقال نحو حكومة ديموقراطية ، يشمل رحيل بشار الأسد.. وأود أن أعبر عن وجهة نظر في هذا الموقف، وهذا التصريح، وألخصها في النقاط الآتية :
أولا : إن حضور مؤتمر دولي يناقش مسألة الخروج من المأساة والحرب الفظيعة التي تدور رحاها في سورية ، ويحضره وفد عن النظام السوري ، لايعطي للنظام شرعية أو اعترافا ، ولايعني بأية حال تنازلا أو تراجعا عن المطالب الأساسية للثورة .
ثانيا : إن الدعوة إلى حضور مؤتمر جنيف الثاني ، هي دعوة دولية ، توافق عليها القطبان الرئيسان الأمريكي والروسي ، وأيدتها معظم دول العالم ، إن لم يكن كلها .. وبالتالي فإنه ليس أمام المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف من خيار ، سوى الاستجابة للدعوة ، وحضور المؤتمر ، ولن يكون بمقدور الائتلاف الذي يسعى إلى الاعتراف والدعم الدولي ، عدم الاستجابة ..
ثالثا : يبدو الطلب من النظام السوري بأن يعبرعن موقفه من التفاوض على رحيل بشار الأسد مقدما ، وشرطا للحضور ، هو طلب ساذج ، ولن يلقى قبولا دوليا ، ولا استجابة من النظام السوري ..
رابعا : إن على المعارضة أن تحمل إلى المؤتمر مطالب الثورة بشكل واضح وصريح ، وهي مطالب لايمكن لمن يسعى إلى حل الأزمة أن يتجاهلها ، أو يعبر فوقها ، وفي مقدمتها رحيل كامل النظام الذي استعمل جيشه وعصاباته وشبيحته مختلف أنواع الأسلحة ، بما فيها الأسلحة المحرمة دوليا، إضافة إلى من خطط وقاد ونفذ حرب الإبادة والتدمير والتشريد على الشعب السوري .
خامسا : لن يستطيع أحد أن يفرض على وفد المعارضة المشارك في المؤتمر ، أو على الثورة ، القبول بأي قرار أو اتفاق ، لايلبي المطالب الأساسية للثورة .
سادسا : على قادة الائتلاف والمعارضة أن يحددوا إطارا وحدودا للمناورة ، وأن تناقش الاحتمالات التي يمكن أن تطرح وتناقش ، وأن يحددوا للوفد المشارك السقف الأدنى الذي لايمكن تجاوزه بأي حال .. والله الموفق والمعين .