زواج السوريات
زواج السوريات
أ.د. حلمي محمد القاعود
غضب المجلس القومي للمرأة وحذر تحذيرا شديد اللهجة من زواج المصريين بالسوريات نظير مهر قدره خمسمائة جنيه,
وعد ذلك اتجارا بالبشر واستغلالا لظروفهن المعيشية السيئة واعتداء علي قيم الإنسان وحقوقه, وتعارضا مع المواثيق الدولية, وسخر بعض أعضاء المجلس من المصريين الذين لا يتزوجون الصوماليات مع أن ظروفهن مشابهة للسوريات. زعم المجلس انتشار ذلك الزواج بمدن6 أكتوبر,والقاهرة الجديدة, والعاشر من رمضان, ومحافظات الإسكندرية, والدقهلية, والغربية, وقنا. وادعي المجلس أن عدد هذه الزيجات بلغ12 ألف حالة زواج خلال عام واحد.. وأعلن عن رفضه وإدانته الشديدين لظاهرة زواج اللاجئات السوريات من المصريين منذ أن نزحت العائلات السورية إلي مصر.
تشير تقديرات غير رسمية إلي أن عدد السوريين المقيمين في مصر منذ اندلاع الثورة ضد نظام السفاح بشار الأسد في15 من مارس2011 حتي الآن بلغ60-70 ألفا, غير أن أحدث إحصائية أصدرها مكتب المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في مصر, ذكرت أن العدد بلغ20265 شخصا, من بينهم5833 شخصا تم تسجيلهم في فبراير الماضي فقط. أي إن عدد الحالات اللاتي تزوجن في عام واحد كما ذكر المجلس القومي للمرأة لا يمكن أن يكون صحيحا, ولا يمثل الحقيقة سواء كان عدد اللاجئين سبعين أو عشرين ألفا, وعدد الزيجات التي تمت منذ يناير2012 لم يتجاوز170 حالة وفقا لبيان وزارة العدل!
المجلس القومي للمرأة يهين الشعب المصري, ويضيف إلي فشله الذريع في الانتماء إلي المرأة المصرية وقضاياها الحقيقية فشلا آخر يؤكد أن سيدات المجتمع المخملي لا يخدمن المرأة المصرية التي تكافح قسوة الحياة بجلد مدهش وصبر عظيم وإيمان راسخ, وهو ما يحتم إلغاء هذا المجلس وتوزيع ميزانيته علي المرأة المعيلة. أكتفي بشهادة الكاتب السوري المعارض محيي الدين اللاذقاني وهو بالمناسبة ليس من الإسلاميين حين ذكر أن مصر تحتضن اللاجئين السوريين ولم تنصب خيمة واحدة, ولم تتسول باسمهم, وفتحت مستشفياتها ومدارسها لأولادهم بالمجان, ولأجل هذا القلب الكبير سنظل نحبها دون تردد رغم أنف أصدقائنا القدامي وأعدائنا الجدد في جبهة الإنقاذ!