مخيم اليرموك أسقط ورقة التوت ألأخيرة
د. خليل قطاطو
هل فاجأ قصف النظام السوري لمخيم اليرموك أحدا؟ أنا لا أعتقد ذلك، فقد قصفه سابقا بقذائف الهاون والمورتر والآن بطائرات الميغ المقاتلة، ما الفرق. قصف أيضا مرارا مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في اللاذقية ودرعا من قبل. قتل النظام حتى الآن ما يزيد عن 750 فلسطينيا أبان الثورة السورية التي أشتعلت قبل ما يزيد عن السنة والنصف منذ منتصف اذار 2011
قتل النظام السوري أكثر من أربعين ألفا من السوريين ، شبابا وشيوخا ونساءا وأطفالا ويصفهم جميعا بالعصابات الارهابية المسلحة، فهل يتورع من نّكل بشعبه من أن ينكل بضيوفه كما يسميهم
طال القصف مستشفى ومدرسة ومسجد عبد القادر الحسيني فاختلط دم اللاجئين الفلسطينيين بدم النازحين السوريين الى المخيم . كانوا جميعا ينتظرون العودة، هؤلاء الى صفد وبيسان وحيفا ،واولئك الى المزة وداريا والقابون، صعدوا الى السماء بفعل طائرات الميغ التي يفترض ان تكون مهمتها حمايتهم ،لا قتلهم
توحد الفلسطينيون على اختلاف مشاربهم السياسية والعقائدية في رفض سفك الدم ،لا فرق ان كان فلسطينيا أوسوريا من قبل هذا النظام، ما عدا احمد جبريل ومئات حوله نربأ عن تسميتهم بالفلسطينيين ممن باعوا شعبهم وتنكروا لأهل الشام الذين استضافوهم واصطفوا الى جانب النظام ، باعوا ضمائرهم من أجل الآف (أو ملايين) الليرات التي أغدقها النظام عليهم ولا يزال
هل ينسى أحد كيف دكت مدافع الدبابات السورية بيوت مخيم تل الزعتر، وكيف غرر النظام السوري بفتية من مخيم عين البارد وزج بهم في معركة انتهت بتدمير المخيم بأكمله على يد قوات الجيش اللبناني. وغير بعيد لعب بعواطف ومشاعر شبان فلسطينيين ودفعهم الى الجولان (في ذكرى النكبة) لتقتلهم اسرائيل ، وجيش الأسد لا يحرك ساكنا ويستمتع بالمشاهد الدرامية بأمر من قياداته التي لا تعرف من فعل الحرب سوى الخطابات النارية البليغة عبر ميكروفونات اذاعة وتلفزيونات دمشق الرسمية ، اما مدافع دبابات الجيش العربي السوري فقد فقدت فعل النطق منذ حرب تشرين ، اما طائرات الميغ فقد اختبأت في أوكارها منذ ذلك التاريخ ولم تجرب قدراتها القتالية الا ضد المدن والقرى السورية التي ثارت ضد قمع النظام وفساده واجرامه
هل سقطت ورقة التوت الآن عن سوأة النظام السوري، أم هل سيستمر في مواصلة البث في اذاننامسلسله السمج في التغني بالمقاومة والممانعة من اجل فلسطين. سيستمر ............وسيبررفعلته النكراء بأنه كان يقصف العصابات المسلحة لا أهل المخيم الآمنين. وهكذا فوكالات الأنباء والصوركلها ملفقة للنيل من هذا النظام المقاوم . لن يكل أو يمل هذا النظام من ترديد هذه الاسطوانة المشروخة حتى لحظات لفظ أنفاسه ألأخيرة التي لم تعد بعيدة، انه يترنح الان
الملفت للنظر ان أمين حزب الله لم يقل كلمة واحدة بحق شهداء مخيم اليرموك بل خرج علينا يؤكد ان النظام صامد والمعارضة لن تكون قادرة على الحسم، أنها أمنيات!!!، كل المؤشرات تدل على أن النظام يخسر على الارض في كل المحافظات ، حتى دمشق وريفها. انه يعتمد على القوة الجوية التي بدأت قدراتها بالتضاؤل أيضا مع امتلاك الجيش الحر لمضادات الطائرات الآن
كتبت في مارس من السنة الماضية ان النظام السوري زائل لا محالة، رأها البعض نبؤة متسرعة وهي ليست كذلك أبدا . صحيح ان النظام لم يسقط بعد رغم مرورعام واحد عشر شهرا من الثورة ولكن الثورة لم تخبو بل زادت اشتعالا. لم يكن لهذا النظام ان يستمرالا بالدعم غير المحدود من روسيا والصين وايران في كل جرائمه ومجازره، ولكن متى كانت هذه الدول( او غيرها ) قادرة على اخماد ثورات الشعوب التي تضحي من اجل حرياتها اذا تركت سقف التضحيات مفتوحا
زين العابدين فر ، مبارك يقبع خلف القضبان، القذافي قتل شر قتلة، وصالح نفي ، وبشار ألأسد(والداعمين له) ما زال يعتقد أنه مختلف (وكذلك الأنظمة الباقية في المنطقة) هذا اليقين لا تبرره مجريات التاريخ، او لم يروا ما حل بامم من قبلهم؟ الاتحاد السوفييتي الذي تبعثر قطعا، واوروبا الشرقية، وأمريكا الجنوبية لهم فيهم مثل من القرون السابقة. هل يعيش الاسد (ومن تبقى من الحكام) خارج التاريخ ، غارقين في الأوهام وعالم خاص جدا من الهلوسة والتخبط، مغيبين عن الواقع الجلي امامهم. نعم النظام السوري زائل ، لن نقول ان ايامه معدودة، فلتكن اسابيعا أو أشهرا ، لا يهم، ولكنه في يقيني زائل .................................لا محالة.