مدينة يهودية تحت الأقصى!!

وفقاً لخبير آثار فلسطيني

كشف خبير آثار فلسطيني أن الهدف الاستراتيجي (لإسرائيل) من وراء الحفريات التي تقوم بها تحت المسجد الأقصى يكمن في بناء مدينة سياحية تترجم رواية يهودية للهيكل المزعوم ومرافقه، وذلك لاستيعاب ستة ملايين سائح عام 2020.

وقال الدكتور إبراهيم الفني للجزيرة نت إنه أعد فيلماً وثائقياً مدته 15 دقيقة يكشف تفاصيل المدينة السياحية اليهودية التي يجري إنشاؤها تحت الأقصى، وأكد أن ظاهر الحفريات ديني ولكنـه في الحقيقـة اقتصادي وسـياحي لجعل المنطقـة ذات فعَّاليـة سـياحيـة من منظور إسـرائيلي.

وشارك الفني السبت الماضي بندوة في عمّان بعنوان "ذاكرة المكان" عن مدينة بيت لحم يعقدها أسبوعياً منتدى الرواد الكبار بمرافقة رئيس الجامعة الأهلية بالضفة الغربية المحتلة الدكتور إبراهيم عيوش، والشخصية المسيحية المعروفة بالأردن رؤوف أبو جابر. وأشـار الفني بحُرقـة إلى أن الحفريات اليهوديـة أسـفل الأقصى وخاصـة منطقـة المصلى المرواني وقبـة الصخرة والواجهـة الجنوبيـة للمسـجد الأقصى مسـتمرة وعلى مدار السـاعـة وأن معالم الموقع تتغير بسـرعـة البرق.

إبراهيم الفني: الحفريات اليهودية تُغير معالم الأقصى بسرعة البرق شاهد عيان... وأوضح الفني أنه عالم الآثار الوحيد الذي شاهد الحفريات بأم عينه ويستطيع تقييم الوضع علمياً في ضوء مشاهداته، وأكد للجزيرة نت أن الأقصى معلق نتيجة الحفريات اليهودية، وأن أية هزة أرضية خفيفة يمكن أن تؤدي لكارثة.

وقال "إنهم يعملون ونحن نتفرج على ما يجري؛ فالقدس تُهوّد والعرب نائمون وأحياناً يسـتيقظون ويُصدرون بياناً يسـتنكر أو يسـتهجن..!!"، مطالباً سلطات الاحتلال بالتوقف عن إجراء ما يُسمونه تغييرات في المدينة المقدسة.

وتحدث الفني عن كسر في الواجهة الجنوبية من الزاوية الشرقية للمسجد الأقصى بارتفاع ثلاثين متراً منذ العام 1991، وقال إنهم حاولوا ترميمه لكن سلطات الاحتلال تُعمق الكسر بتكثيف الحفريات بالمنطقة المذكورة حتى ينهار الأقصى بعوامل طبيعية كهزة أرضية أو ضعف أساساته المعلقة.

وعن الجهود التي بُذلت لتسجيل الأقصى كمعلم حضاري وديني إسلامي لدى المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، أوضح عالم الآثار أن هذه مسؤولية الحكومة الأردنية التي بذلت محاولات وشارك خبراؤها في الفحوص لتقييم مخاطر الحفريات، لكن الإسـرائيليين ماضون في مخطط التهويد غير عابئين باليونسـكو أو أيـة جهـة عالميـة أخرى.

أين العرب!؟

وتساءل الفني "أين العمق العربي الذي يتحدثون عنـه، وأين الاسـتراتيجيـة العربيـة تجاه القدس؟"، وأضاف "لقد نبهنا كثيراً للمخاطر التي تتعرض لها المدينة المقدسة، وكتبنا كثيراً لإثارة الرأي العام العربي بخاصة والعالمي عامة ولكن لا أحد يتجاوب مع نداءاتنا المتكررة". كما تساءل الفني أيضاً "لماذا غيبنا الرأي العام العربي وأبعدناه عن قضاياه المعاصرة، وهل هناك قضية تحتل أولوية أكثر من القدس، ولماذا لم يتم إنجاز أرشيف عن القدس!؟"

وقال بألم "لا أحد قلق". وكشـف الفني أن (إسـرائيل) تُنفق ملايين الدولارات من أجل مشـروع وهمي "ونحن نملك حقائق ووثائق..!! أليسـت المكتبـة العربيـة جديرة بإنتاج أرشـيف متكامل يدحض المزاعم الهوديـة؟". وتحدث عن "بُرديات مصريـة تُخفيها دول أوروبيـة ـ لم يُحددها ـ تُثبت بالدليل القاطع أن لا علاقـة ليهود اليوم بفلسـطين."!

مشروع أسطورة

وفي رده على سؤال للجزيرة نت قال الفني "إنهم لم يعثروا على أي أثر يسـند مزاعمهم بوجود الهيكل أو "إرثهم الخاص" وإن الحفريات والدراسـات لم تقدم أي دليل على القصـة التوراتيـة، مبيناً أن طبقات القدس الحضاريـة تُشـكل 21 طبقـة بدايتها أربعـة آلاف سـنـة قبل الميلاد؛ أي قبل الملك داود بخمسـة آلاف عام، وأضاف "فلا تاريخ لهم.. بل يخلقون أجندة وهميـة عنوانها الأسـطورة تتغلب على الحق التاريخي."

"إنهم مشـروع أسـطورة (وفقا للفني) ونجحوا حتى الآن في عسـكرة علم الآثار ووضع حقائق على الأرض، ونحن نملك الحق التاريخي والوثائق التي تُثبت حقنا في فلسـطين كلها لكننا غير قادرين على تفعيل هذا الحق والمحافظـة عليـه."

ووصف الفني ادعاء اليهود بأنهم تملكوا أرض الميعاد وتسمية دولتهم بـ (إسرائيل) وتعني "فليظهر الله قوته" بأنه نوع من الشوفينية، وقال إن الأرض كانت ملكاً لغيرهم لكنهم سيطروا عليها بالقهر والاحتلال.

وتساءل عالم الآثار الفلسطيني "لماذا استطاع اليهود تشكيل فريق متكامل بالقدس ونحن في غياب كامل..!!؟؟ ألا نملك الإمكانيات العلمية والمالية والتقنية!؟"

ويذكر من المعلومات التي تسربت عن مباحثات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس وزراء (إسرائيل) آنذاك (إيهود باراك) في (كامب ديفيد) أن الأخير وافق على سيادة فلسطينية على الأقصى مقابل إسرائيلية تحته.

المصدر:الجزيرة نت