بذاءات تافهة.. لا تستحق كل هذه العاصفة
يا يهود ويا نصارى:
هل رأيتم مسلما حرق كتبكم أو أساء لأنبيائكم؟
عبد الله خليل شبيب
لا شك أن التطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كبيرة من الكبائر المنكرة ؛ وجريمة لا تغتفر. وان مرتكبها يبوء بالخزي والخسران في الدنيا والآخرة .
ولا شك أيضا أن المسلمين يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ويفتدونه بأرواحهم وأموالهم .. ويعتبرون أي إساءة له - إساءة شخصية مباشرة لكل منهم ..
وكذلك فإن الكون لا يخلو من الخير والشر ..والصراع بينهما أزلي .. ولكل منهما أتياع وأنصار ..
لو كل كلب عوى ..إلخ – وأيضا : لا يضر السحابَ نباحُ الكلاب !
ومنذ بدء الرسالة ..واجهها المشركون بالمقاومة والإنكار والحرب بكل ألوانها ..ومنها : الإشاعات والافتراءات [ والشتائم] المتنوعة! بالرغم من اعترافهم بعظمة خُلُق صاحبها وصدقه ونبله .
.. ومع استمرار الصراع .. وحمل المسلمين لرسالة النور والهدى ووراثتهم لهذه المهمة عن رسول الله وأصحابه ..واستمرار انتشار الإسلام .. ووجود خصوم له دائمين ..وهنالك من يحقد ويتطاول .. على رموز الإسلام ..وحتى من بعض من ينتمون إلى الإسلام - !
والتاريخ مليء بمثل تلك [ القبائح ] ..!
وكلنا يعلم الحرب –النفسية والكلامية – التي وجهها اليهود والمنافقون للرسول والإسلام – منذ وصوله المدينة – وتأسيسه الدولة - بل قبل ذلك.. وكيف كانوا يكيدون ..ويتآمرون ويشككون:" آمنوا بالذي أُُنزِل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون "! ..إلخ وكيف كانوا يقولون منكرا من القول وزورا ..ويحاولون إثارة الفتن بين المؤمنين ..وينتقدون الإسلام والقرآن ..إلخ ولم نسمع أن المسلمين قابلوا ذلك بمظاهرة ..أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعرض لأحد منهم بسوء! وكل ما هنالك كان الوحي يفند بعض أقاويلهم ..والرسول والمسلمون ينكرون عليهم ولا يستجيبون لافتراءاتهم ويردون عليهم بالحجة والبرهان " وجادلهم بالتي هي أحسن" !
ومن هنا فإن قصة [ الفيلم المزعوم ] مسألة زوبعة عابرة .. ليست هي الأولى ولا الأخيرة ..فقد تبين أنه [ فيلم فاشل ] لم يشاهده إلا قليل .. فنشروا مقاطع منه – وعملوا لها دعاية – فثار سخط المسلمين ..واحتجاجاتهم – فراج الفيلم ..ووصل مشاهدوه إلى الملايين ..وهو – كما قيل – ليس وليد اليوم ..ولكنه قديم !
وقد سبق أن حصلت احتجاجات واسعة على الرسوم المسيئة فذاع صيت رسام نكرة ..وصحيفة سويدية – لم يسمع بها أحد من قبل - ..وأصبح العالم كله يعرف [ تلكما النكرتين البائستين ]..! و قد سقط كثير من القتلى من المسلمين .. في [ زوبعة الرسوم المسيئة ] ..وماذا استفاد المسلمون والإسلام ؟!
..ولذا فإننا نرى أن هذه الزوبعة الأخيرة – والتي ثبت أنها [ يهودية الأصل والمنشأ والتمويل والتحريك ] مع مشاركة وتشجيع بعض الحاقدبن الموتورين من متطرفة الأقباط العملاء لأعداء مصر والعرب والإسلام ..من دعاة الفتنة والتخريب والتخلف ! ... وقد عُرف عنهم أنهم اعتادوا أن يحملوا رسالة الإساءة إلى مصر وتشويه سمعتها ..والتطاول على رموزها ..والافتراء عليها وعليهم وعلى الإسلام والمسلمين ..وتحريض الأمريكان وغيرهم عليهما..لأنهم يعتبرون المسلمين محتلين لمصر ..فهم يريدون تحريرها منهم وإقامة دولة قبطية ..جهزوا رئيسها وجهازها عندهم في المهجر الأمريكي !
[ ملاحظة مهمة :تبين من التحقيقات الأمريكية وغيرها أن المسؤول الأول عن تلك الجريمة هو [ الشقي القبطي نيقولا باسيلي] صاحب سوابق وصاحب محطة بنزين في أمريكا .. وخريج سجون ونصاب ومتعاطي وتاجر مخدرات – حسب سجله في الولايات المتحدة ..وتحت رقابة الشرطة – لجناياته والاشتباه الدائم به ! – يشاركه في ذلك من قسس الأقباط :مرقس عزيز والأنبا سربيون ..والمسؤول عنهما الأنبا باخوميوس – ومعهم من أشقياء الأقباط الآخرين :جوزيف نصرالله عبدالمسيح .. وصلة الوصل بينهم وبين الموساد اليهودي وعملائه [ الشقي المرتد مصعب حسن يوسف ..عميل الموساد الساقط]!..]
من أهداف [الزوبعة]:
أننا نرى أن [ فتنة الفيلم المزعوم ] قصد منها أمور ..منها :
1- الدعاية لمثل هذا العمل [الفاشل- بكل ما تحمل معنى كلمة الفشل من معان ] .. وفعلا فقد كان كل مشاهديه لا يزيدون على ألفين ..فارتفعوا – بعد [ هذه الهوسة والهُلّليلة] إلى أكثر من [ 3 ملايين ]!
2- دعاية ضد الإسلام والمسلمين ..وزيادة تشويش الصورة عنه وعنهم لدى الغرب والعالم .. بحيث يظهرون متعصبين غوغائيين همجا – غير متحضرين في أساليبهم- عدوانيين ..إلخ
3- زيادة الخلاف بين المسلمين والغرب – والأمريكان خاصة .. – وخصوصا في الوقت الذي بدأت فيه أسهم اليهود [ وإسرائيلهم ] تتهاوى وتترنح في أمريكا والغرب .. لإصرارهم على ابتزازهما .. – لآخر درجة – مع مخالفة الدولة اليهودية ومستوطنيها للقرارات الدولية ..واستمرار اعتداءاتهم المتنوعة على الفلسطينيين والعرب وغيرهم وعلى أرضهم وممتلكاتهم !.. وارتكابها عدة جرائم اغتيال وقرصنة داخل وخارج مناطق احتلالهم !
4- يضاف لذلك زيادة الحرج .. لوضع المسلمين في الغرب ..ووضع العوائق في طريقهم .. لأن استقرار أوضاعهم ..وحريتهم في العمل والدعوة .. يعتبرها اليهود معوقات وعقبات في سبيل باطلهم .. لأن كل من يطلع – بدون تضليل- على حقيقة العرب والإسلام والمنطقة ..والصراع يتأكد من تجاوز اليهود ودولتهم لكل الحدود المقبولة – حتى عند أكثر الغربيين !
5- محاولة إثارة الفتن في العالم الإسلامي والعربي ..بين المسلمين والنصارى – وخصوصا في مصر لللاصطياد في الماء العكر ..ومحاولة تمرير مخططات التفتيت والتحكم والفتن .. التي لم يكف المخططون عن إثارتها .. وهم ما زالوا يحاولون إثارة فتن مذهبية كبرى بين السنة والشيعة .. ليفني بعضهم بعضا .. وتذهب ريحهم ويتهيأ الجو لسيطرة الصهاينة والمستعمرين وتنفيذ مخططاتهم الخبيثة بكل سهولة !
6- .. كذلك ربما أريد بمثل هذه [ الزوابع ] صرف نظر العالم عن بعض ما يجري في [ مسارح أخرى ] من جرائم .. كجرائم اليهود في فلسطين والأراضي المحتلة ، وعدوانهم المستمر على الأرض والناس .. وسياساتهم العنصرية التمييزية الطبقية–التي فاقت كثيرا سياسات جنوب أفريقيا – سابقا – مما جعل العالم يعزلها ويحاربها ويقاطعها ..حتى فاءت إلى الحق ! ..وكلك لصرف الأنظار عن سعيهم لتقويض الأقصى ونخر أساساته تمهيدا لهدمه – وهو الأمر الذي يجب أن يثير المسلمين والعالم الإسلامي .. بشكل أكبر كثيرا .. يجب أن يؤدي – مقابل ذلك = لتقويض الدولة اليهودية من أساساتها الباطلة الزائفة المهلهلة ! .. ولعل هذا – ودراسة تفاعلاته - من أغراض إثارة تلك الزوبعة! وكذلك ربما لصرف النظر عما يفعله وكلاؤهم في شعب سوريا الحر من إبادة وتدمير شامل وجرائم يندى لها جبين الإنسانية ! – بالتواطؤ الإيجابي أو السلبي مع سائر قوى الشر في العالم .. ! وكذلك عما يجري من مذابح للمسلمين في بورما وغيرها .
7- وضع المزيد من المصاعب والعقبات في طريق ما سمي ( بالربيع العربي ) وأقطاره ..والأقطار المؤهلة له .. حيث يعلو (النفس الإسلامي ) الذي يرتعب منه اليهود ..ويحاولون صرفه وحرفه وتلافيه وتفشيله بأية وسيلة – وخصوصا في مصر ..والذي أفشل استفحاله وعي المصريين وقبضهم على نفر من المشاغبين المدفوعين المندسين ..وعسى أن تبين التحقيقات المزيد من الحقائق و[ الأعاجيب ]!
ولا يزال الخطر محدقا بالوضع الليبي ..وعلى التونسيين الوعي والحذر الشديد !
8- اعتاد [ المخططون ] أن يثيروا بعض الأمور ليقوموا بدراسة ردود الفعل .. وآثارها .. ويُكَوِّنوا عندهم تصورات دقيقة وحديثة ..عن مدى ردود فعل الشارع العربي والإسلامي – على قضايا معينة .. تمهيدا للشروع في خطط وأعمال .. أخرى في تحقيق أغراضهم الخبيثة ..والمقاومة للإسلام والمسلمين ؟؟ سرا وعلنا ..وما يحيكون من مؤامرات متنوعة ومتشابكة .. ! واستكشاف التوجهات المختلفة ومداها ووزنها ..ودراسة كيفية محاولة توجيه الدهماء ومظاهرلتها وتجمعاتها واستغلال غضبها وغير ذلك وأشباهه مما يدخل في باب علم النفس الجماعي وردود الفعل –العلمية !..
وقد تبين أن [ المخابرات الأمريكية ] قد أعدت دراسات مسبقة عن ردود الفعل على مثل هذا العمل ..مما يشي بأنهم قد [ تواطأوا سلفا مع الموساد الصهيوني وأعوانه من منتجي الفيلم القبيح ] لإثارة مثل هذه الفتنة ..وتحريض بعض الاحتجاجات عليها وإثارة الشارع الإسلامي .. ليدرسوا ردود الفعل ..وكيفية مواجهتها واستغلالها .. وهم يدرسون كل ظاهرة ويقيمونها ويستفيدون منها ..,ويضعون خططهم بناء على نتائج دراساتهم واستنتاجاتهم ..!
توعية الشارع الإسلامي :
.. لا شك أن غيرة المسلمين على دينهم ورسولهم معروفة ..ومشكورة ..ومهمة .. ولكن زيادة إثارتها واستغلالها .. وخروجها عن المسار المعقول – لدرجة وقوع قتلى وخسائر وتخريبات.. هي الخطر والضرر ..وهنا ملا حظات أيضا :
1- .. لقد وقعت بعض الإساءات زمن الرسول صلى الله عليه ومسلم .. فهل سمعتم بمظاهرات..أو حتى محاكمات أوعقوبات ؟ ..وهل توجه المسلمون ( المهاجرون والأنصار ) إلى [ مستوطنات بني قريظة أو بني النضير أو بني قينقاع ] – المحيطة بالمدينة والمجاورة لها – ليهدموا ويحرقوا ويخربوا .. لمجرد أن اليهود أثاروا الإشاعات والأقاويل والتهجمات والتشكيكات حول الإسلام ورسوله وقرآنه ؟ .. فقد شككوا في تحويل القبلة .. وقد حاول حبرهم الخبيث [ شاس بن قيس = والذي يقوم في دولة الاحتلال الآن حزب على اسمه [ حزب شاس ]] حين حاول إثارة الفتن بين الأوس والخزرج- انطلاقا واستدراجا [ خبيثا ] – من حرب [بعاث] ..وحروبهم في الجاهلية ..وكاد ينجح في دفعهم للاقتتال ..لولا تدارك رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمر وتذكيرهم بأخوة الإسلام ونعمة الله عليهم به( أدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟! ) – حتى تسامحوا وتعانقوا واعتذروا – وطردوا الشيطان وكيد وكيله [ شاس بن قيس ] وأعوانه !
ولكن بعد ذلك ظن اليهود أن الأمر متاح لهم – لتجاوز [التطاول الكلامي ] إلى الفعل .. فمدوا أيديهم بالإعتداءات – وتحرشوا بالمسلمات في أسواقهم ..وافترواعلى أعراض المسلمين ..وقتلوا مسلما حاول أن يدافع عن عرض أخته المسلمة..وتآمر بنو النضير لاغتيال رئيس الدولة( الرسول صلى الله عليه وسلم ) وأعدوا الخطة لذلك والمنفذ [ عمرو بن جحاش]..إلخ .. ثم في بني قريظة خانوا خيانة عظمى ونقضوا عهودهم مع رسول الله وأنكروها ..واستعدوا أن يهاجموا المسلمين من الداخل – ومن خلف .. بينما هم يواجهون أحزاب المشركين في الخارج.. – في معركة مصير ووجود!- " إذا جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ..".. كما صور الله تعالي بوحيه المعجز .. تلك اللحظات الحرجة !
تلك الجرائم الفعلية العملية هي التي دفعت الرسول والمسلمين إلى معاقبة كل فريق حسب جريمته .. وإجلاء هذا الخبث الذي لا يؤتمن ..وتطهير (الدولة النظيفة الناشئة) من أمثال هذه الجراثيم الكامنة .والسوس الناخر ..حتى لا تنجح مؤامراتهم فيما بعد فتقوض بنيان الحق ..وتفسد بذرة الخير التي عمت العالم فيما بعد بالهدى والنور !..ومعلوم ماهي عقوبة الخيانة العظمى في الحروب ..وما عقاب الخائن الذي ينقلب من مدافع مع الدولة إلى متآمر عليها يشرع السلاح ضدها – وهوالمفترض أن يكون معها ومن جندها – يقاتل ضد أعدائها لا معهم!!
.. لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام ..يكتفي بمقارعة الحجة بالحجة – ما دام الأمر لم يتعد حدود الكلام والجدال والرأي –ولو كان الرأي معيبا ومغرضا وغير منطقي .. فكان الوحي يتنزل من فوق سبع سماوات – يرد على أقاويل وأباطيل اليهود .. والنبي يرد عليهم والمسملون جدالا بالتي هي أحسن.. فلما تعدى الأمر حدود القول إلى الفعل ..كان لا بد من التصرف المناسب –القاطع لجذور الشر .. فكان ما كان – بعد!
2- لقد وقع كثير من القتلى والخسائر في مثل هذه الاحتجاجات .. فماذا استفاد المسلمون ؟ وهل يظنون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرضى بإراقة دم مسلم ..وهو قد أكد أنه أعظم حرمة من الكعبة ..أو بهدم ( بنيان الله ) بقتل أي إنسان بريء لا علاقة له بأية جريمة أو إثارة – ولو كان غير مسلم فهو إنسان من بنيان الله-..أوتخريب ممتكات الناس أيا كانوا – إن كانوا مسالمين غير معتدين ولا مظاهرين للمعتدين ! ؟.. إن هذه تجاوزات يجب أن تتوقف ..وأن يعرف الناس أن إنكار الباطل واجب ..ولكن بأساليب مشروعة وأخلاقية وإنسانية وإسلامية .. لا غوغائية ..ولا هوجاء !!
3- لا شك أن اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والالتزام بأخلاقه العظيمة وآدابه العالية ، وبالشرع الشريف - ..أهم وأولى من الصراخ والاحتجاج – خصوصا إذا عرفنا أن بعض من يثيرون أكثر وأكبر الشغب – غير ملتزمين بالدين – وقد يكون فيهم من لا يصلون .. وبالتالي مدفوعون غالبا – فقد لا حظ البعض أن المحتجين مثلا في مصر – في ميدان التحرير – قرب السفارة الأمريكية – حين حان وقت الصلاة اصطفوا جميعا للصلاة- إلا نفر –كانوا من أكثر الناس مشاغبة وتهييجا وتخريبا .. لكنهم اعتزلوا الصلاة ولم يُصَلُّوا ؛ فانكشفوا ! – مما –ساعد قوى الأمن على حصر بعض المشاغبين وحجزهم ..فحجزت نحو 400 شخص – وتبين أنهم كانوا مدفوعين للمبالغة في الإثارة والتخريب ..من جهات ..لم تحددها !!
4- " إن الله يدافع عن الذين آمنوا " وأولى من يدافع عنهم هو رسوله صلى الله عليه وسلم .. فما أساء له أحد وربح – إلا أن ينتقم الله منه في الدنيا أو الآخرة ..أو كليهما ! فلا يستطيع أحد أن يدعي أنه أحرص من الله على رسوله عليه الصلاة والسلام .!
5- شكرا للمسيحيين المنصفين الغيورين ولكل المنكرين للباطل :
ولا يسعنا هنا إلا أن نشكر كل من أنكر ذلك الباطل وتبرأ منه - خصوصا جمهور أقباط مصر الوطنيين المسالمين المخلصين لمصرهم والمتضامنين مع إخوانهم من كل الطوائف .. وكذلك كل من استنكر [ تلك الزعرنات ] من مسيحيي العالم العربي وغيرهم...كنصارى الأردن وعشائرهم الكريمة الذين أعلنوا براءة المسيحية من أؤلئك المجرمين ..وصبوا عليهم اللعنات .. وصلوا عليهم صلاة الغائب .. ليخرجوا من رحمة الله في الدنيا والآخرة ! كما نشكر كذلك كل من استنكر ذلك الباطل البذيء بأية وسيلة من الوسال ؛ وأية جهة أصدرت بيانا أو تصريحا أو غير ذلك .. بهذا الخصوص .. ونثمن حرص أقباط مصر ومسيحيي العالم العربي على الوحدة الوطنية والتماسك بين مكونات الوطن الواحد ..والوعي لمؤامرات الفتن والتحريض وإثارة النعرات والنزاعات ..
خطأ شعار ( إلا رسول الله ) ! :
اعتاد الكثيرون أن يرفعوا هذا الشعار ..وهو خطأ بيِّن :
1- أنه يأتي بالمستثنى وأداة الاستثناء..ولم يذكر المستثنى منه .. فهو ناقص لغويا [ وملغوم]!
2- أن معناه .. المفهوم منه ..أن كل شيء يهون – أو جائز إلا الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. ومعلوم أن القصد .. عدم التساهل في تلك الإساءة ..وهذا معنى في ذاته محمود وحسن بل واجب ....ولكن المفهوم العام ..أن ( لا بأس بالإساءة لأي شيء أو أي أحد إلا رسول الله ) .. فهل يهني أن الإساءة لغيره جائزة ؟ ..ومعفو عنها ؟ ومتسامح فيها ؟
هل يعني ذلك أن التطاول على الذات الإلهية أهون ..أو يُتغاضى عنه ..وكذلك على الأنبياء والملائكة والصالحين والرموز وسائر الناس والأشياء والأفكار والعقائد ..إلخ؟! – لا أظن أن أحدا يجيز مثل هذا ..وهو ما يوحي به ذلك [ الشعار الخطأ] .. ولو عرف رافعوه ذلك لرجعوا عنه .. ولديهم من الشعارات غير هذا ما يغنيهم ويكفيهم ويشفيهم ! ..ومنها ما أطلقه الصحابة وغيرهم.. ما هو أفضل منه وأسلم ..!
نداء وتذكير ..إلى المسيئين وإلى سائر النصارى واليهود :
هل سمعتم أن مسلما حرق كتبكم أو أساء لأنبيائكم ..؟! :
.. لو كان [ أزعر المسلمين ] في مثل أخلاقيات [ تيري جونز أو غيره من زعران الكنيسة مثل جيري فلويل أو بات روبرتسون أو زكريا بطرس أو مرقس عزيز أو سيرابيون أو غيرهم ] ممن أحرق القرآن أو تطاول عليه أو على الرسول والإسلام .... لكان رد الفعل الطبيعي أن يقابله بعض المسلمين ..بمثل ما فعل [ والبادي أظلم ]– كما يقال.. !
..وهل سمعتم مسلما –أيا كان00 ولو ممن ذكرنا – رد على حرق [ بعض خنازيركم للقرآن ] بأن حرق الإنجيل أو التوراة ..أو كليهما مما تسمونه [ الكتاب المقدس ] مع اعتراف علمائكم بأنه ليس كلام الله وقليل منه كلام الأنبياء ..وأن فيه كثيرا من التأليف والتحريف ..والاختلاف ( راجع مثلا : كتاب تاريخ الكتاب المقدس / تأليف :كارين أرمسترونج ) وكثيرا من الكتب والبحوث العلمية عن ذلك الكتاب وأقوال المختصين وكثير منهم من رجال الدين من النصارى واليهود) ..ومع أن القرآن ثابت علميا وقطعيا أنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..ولم يتغير فيه حرف منذ أكثر من 14 قرنا..وثبت إعجازه من جميع الوجوه ..؟! ..ولا يزال يتحدى ..!!
بل منكم من أساء للمسيح بقبح..مما أنكره المسلمون الذين أثبتوا أنهم أكثر احتراما لأنبيائكم من أكثركم ! ::
.. وهل سمعتم أن منتجا مسلما طرح فيلما أو عملا يسيء إلى أنبيائكم .. كما طرح نصارى ويهود أفلاما غاية في القبح والإساءة إلى أنبياء الله ..وإلى المسيح بالذات !
الم تسمعوا بالفيلم المشهور [ شيفرة دافنشي ] وغيره ؟ .. ألم يعرض في دور عرضكم منذ نحو ثلاثين سنة فيلم [ غراميات المسيح]؟!!.. فاحتجت بعض الدول الإسلامية – حتى التي تنتسب للإسلام بالاسم فقط – ومع ذلك هاجمته ومنعت دخوله أراضيها – انتصارا للمسيح روح الله وكلمته الموقر عند المسلمين ..أكثر من كثير ممن يدعون اتباعه من النصارى ( مما دفع الفاتيكان حينها بإبداء الامتنان للمسلمين ..ونشرت – أي الفاتيكان – حينها في مجلتها مقالا رائعا ومنصفا عن الإسلام والمسلمين ! ) ..أما اليهود .. فكلكم تعلمون رأيهم بالمسيح حيث يتهمونه بأنه [ لقيط ويقدحون في عرض العذراء مريم عليها السلام ] .. " وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما " كما يقول القرآن ( في سورة النساء الآية : 156 ) .. – قاتل الله المفترين و لعنهم..في الدنيا والآخرة !
فإذا كان المسيح الذي لم يتزوج ..ولم يقرب امرأة قط في حياته ..حولوه إلى [ زير نساء ] وابتدعوا له غراميات ..ومغامرات جنسية ..وهم يزعمون أنهم من أتباعه ؟ .. فماذا يكون موقفهم من غيره ..؟ خصوصا إذا كانوا لا يؤمنون به ..بل يحقدون عليه وعلى أتباعه ..إلخ ؟
باختصار: ألا ترون أن المسلمين أكثر حرصا واحتراما للمسيح وموسى وكل الأنبياء من أكثر ممن يدعون الانتساب إليهم ؟ ..أفلا تنصفون ..وتعقلون؟!..وتعدلون ؟!
وأخيرا : يا حضارة الغرب وأمريكا – ماذا عن محرمات إنكار الهولوكوست ..أو اللاسامية..أو تمجيد النازية وهتلر..أو نحو ذلك ..؟! :
.. غالبا ما يتذرع الغربيون والأمريكان – في التغاضي عن مثل تلك الجرائم .. بمقولات ( حرية التعبير وحرية الرأي ) وما أشبه ذلك .. !!
فأين تصبح تلك المقولات .. في حالة إذا أنكر أحد الهولوكوست [المحرقة النازية لليهود ] أو فضح كذبها – كما ثبت عند بعض المؤرخين العلميين الأمريكان ( 5 من كبار مؤرخيهم الثقات ) .. فمُنِعوا وقُمِعوا – وكما حصل للمؤرخ البريطاني الكبير ( أرفنج ) الذي هون من تلك الأكذوبة فسجن في النمسا ثم طُرد إلى بريطانيا وعوقب ! فقط لأنه قلل من عدد ضحايا الهولوكوست !..وكما حصل لجيرودي وغيره ..إلخ
المحرقة النازية..!@- مع أن كل اليهود في أوروبا كلها حينذاك لم يكونوا يبلغون هذا العدد الضخم !]
..وماذا عن الذي ينتقد اليهود - حتى بنصوص الإنجيل .. فيدان بتهمة اللاسامية ؟ ..وماذا عمن يمجد هتلر والنازية ..ويذكر بعض فضائلهم – ولهم فضائل كثيرة !..وماذا عن منع (حرية النقاب) في أم الحرية = فرنسا ؟- مع أنها من الحريات الأساسية التي نص عليها ميثاق حقوق الإنسان ( حريةالملبس))؟ وماذا عن منع ( حرية بناء المآذن ) .. في النمسا ؟ وماذا عن تحريم ( حرية الختان ) في ألمانيا ؟ ..ومعاقبة كل مخالف لذلك بالقانون ..؟
هل يعجز مُشَرِّعوكم وقوانينكم - الذين حموا اليهود [وقدسوهم] في تشريعاتهم - ..عن حماية المقدسات ..وفرض عقوبات على من يتطاول على الأنبياء والذات الإلهية والمقدسات ..كمن تتجرأ على [ لبس النقاب ] في فرنسا؟ أو من يبني مئذنة في النمسا ؟ أو يختن ابنه في ألمانيا ؟!
أم أن اليهود ومحرقتهم عندكم أقدس من الأنبياء – حيث تعتبرون الإساءة للأنبياء والذات الإلهية والمقدسات والحرمات ..حرية .. وتعتبرون التعرض لليهود ومحرقتهم [ عبودية ] .. يعاقب عليها القانون عقابا شديدا ..لأنها عندكم- جريمة لا تغتفر – كما أملى اليهود عليكم ..بوسائلهم الخبيثة والخسيسة المعروفة ؟ ! والذين [ امتطوكم ] كما يبدو ..وما زالوا يتحكمون في معظم مفاصل حياتكم ..وأكثرها حساسية ..[ ويكممون ] أفواه جماهيركم وإعلامكم عن أن ينتقدهم..أو حتى ينتقد دولتهم الخسيسة الدسيسة ؟ ..هذا إذا وجد إعلام ..خارج عن سيطرتهم وتدخلاتهم .. !
.. ألم يئن لكم أيها الأوربيون أن تتحرروا من سطوة اليهود واستعمارهم ..حتى لعقولكم.. ودينكم ومقدساتكم لدرجة أنهم أجبروا بعضكم على تكوين لجان تعيد النظر في الإنجيل لتعديله ..وتنقيته من [ اللاسامية ] حيث – على لسان المسيح خاصة - يُكثر من شتم اليهود ووصفهم بأخس الأوصاف !! لِمَ لا ..وما أُرسل عيسى عليه السلام ..إلا [ لخراف بني إسرائيل الضالّة ] كما صرح وأكّد في الإنجيل ... فكل من كان من غير بني إسرائيل فهو دخيل على المسيحية ( بنص صريح الإنجيل )..ولا شأن له بها .. وما عليه – إن أراد الحق والهدى والنجاة - إلا اتباع نبي العالمين .. محمد صلى الله عليه وسلم " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا " – وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "..