رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلُّ وأعظم
م. محمد عادل فارس
ما زال السفهاء من الكفرة الفجرة يخرجون علينا، بين حين وآخر، بسفالة تبدي البغضاء من أفواههم، وما تُخفي صدورهم أكبر.
وحيال ذلك تتباين ردود الأفعال والتعليقات. وأُحب ههنا أن أسجل بعض النقاط في ذلك:
1- رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم وأجلّ مما يتفوّه به المبطلون، وهو النبي الكريم الذي شهد له ربه سبحانه أنه "على خلق كريم" وقد رفع الله له ذكره، حتى إنه لا تمر لحظة من ليل أو نهار إلا والمآذن تصدح بذكره، والألسن تصلي عليه، والقلوب المؤمنة تعترف بفضله، وكل من ينشُد فضيلة فمرجعها إلى دينه وخلقه صلى الله عليه وسلم. ولا غرابة ممن على قلوبهم أقفالها، وفي نفوسهم أضغانها أن يُعادوا الرسول الكريم صاحب الخلق القويم (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوّاً من المجرمين) {سورة الفرقان: 31}.
2- ليس صحيحاً أن ندع الكفرة الفجرة يطعنون بنبينا صلى الله عليه وسلم ونحن ساكتون، بحجة أن هذا الطعن يدل على حقارتهم، ولا ينتقص من قدره صلى الله عليه وسلم، فواجب المسلم أن يرد على الطاعنين، تبرئة لذمته، وانتصاراً لدينه ولنبيه. أرأيت لو أن أحداً طعن بك وبأبيك وأمك وزوجك... أكنت تسكت؟! أم أن الحمية تأخذك للرد على الطاعنين؟ وهذا حقك، فكيف تسكت على من يطعن بنبيك صلى الله عليه وسلم أو بأحد أزواجه أو أصحابه رضوان الله عليهم؟!
3- (إن الله يدافع عن الذين آمنوا. إن الله لا يحب كل خوّان كفور) {سورة الحج: 38}. ورسول الله هو سيد الذين آمنوا، وهو أحرى بأن يدافع عنه. ونحن عباد الله، وأتباع رسول الله، ومن حقنا، ومن واجبنا كذلك أن ندافع عنه.
4- في كل مرة يتطاول فيها السفهاء على دين الله، وعلى مقام رسول الله، تتحرك الغيرة في قلوب المؤمنين لترد على أولئك الساقطين. لكن المؤمنين على درجات متفاوتة من الحكمة والوعي والثقافة... ولن تعجب أحدَنا كلُّ طريقة من الردود، لكن هذا لا يعني أن نجعل الردود التي لا تعجبنا، في سوية الإساءات الفاحشة التي صدرت عن الأعداء، ولا يعني أن نشكك في نوايا الذين لا تعجبنا طرائقهم في الانتصار لنبيهم. نعم علينا أن ننصح وأن نسدّد وأن نقارب... ولكن لا يجوز أن نقع في أسوأ مما وقع فيه بعض أولئك المدافعين عن نبيهم، المنتصرين له ولدينه، فلئن فاتتهم الحكمة في الوصول إلى الطريقة في التعبير عن غيرتهم، فقد نالوا شرف هذه الغيرة، واستحقوا من إخوانهم المؤمنين الآخرين النصح والتسديد، لا التبكيت والتثريب والتقريع والاتهام.
5- حين يتطاول المتطاولون على مقام النبي الكريم، ولا يجدون ردود فعل مكافئة، فإن هذا يطمعهم في المزيد، وسيعُدُّون كل دفقة من صفاقاتهم "بالون اختبار" يمتحنون به مدى الغيرة في قلوب أتباع النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم. وكلما وجدوا خنوعاً وسكوتاً ازدادوا سدوراً في غيّهم!.
6- ولنكنْ واقعيين حيال الفعل الشائن، ورد الفعل الحكيم أو غير الحكيم، فإن هناك من ينساق وراء شبهة باطلة أو طعن كاذب، ويعدُّ ذلك سبباً لترك دينه، إن كان ممن يعبد الله على حرف، أو سبباً للانجرار وراء تلك الشبهات والطعون والترويج لها والنعيق وراء الناعقين.
ومن جهة أخرى فإن الإسلام دين الفطرة، ونبي الإسلام كان خُلُقه القرآن، وكانت سيرته أعطر سيرة في تاريخ البشرية كلها... ولا بد أن يكون النصر لهذا الدين، ولا بد أن تكون الرفعة لهذا النبي العظيم... ونجد مصداق ذلك منذ بعثته صلى الله عليه وسلم، إلى يومنا هذا، فما تطاول مرةً سفيهٌ أو مغرض أو لئيم إلا كان مآل ذلك فتحاً مبيناً.
(ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً) {سورة النصر: 2}.
7- وأخيراً، وليس آخراً، فإن على أبناء الإسلام، وأتباع النبي العظيم، صلى الله عليه وسلم، أن يجعلوا من أنفسهم نماذج طيبة تحبب الناس بالإسلام ونبيه، ولا يكونوا شهداء زور على الإسلام، يدعون إليه بألسنتهم وأقلامهم، وينفّرون منه بسلوكهم.
(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) {سورة التوبة: 33}.