تقرير فني حول إصابة البنك المركزي السوري بقذيفة آر بي جي
تقرير فني حول إصابة البنك المركزي السوري
بقذيفة آر بي جي
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
اعلن تلفزيون النظام السوري النبأ التالي “مجموعة ارهابية مسلحة” اطلقت قذائف صاروخية على مبنى البنك المركزي في دمشق وهاجمت ايضا دورية شرطة في العاصمة مما ادى الى اصابة اربعة رجال شرطة.
أعزائي القراء
هذا النبأ الذي اعلنه تلفزيون النظام السوري في صباح الإثنين ٣٠ نيسان / إبريل ٢٠١٢ والذي دعمه بشريط فيديو كان يمثل بالنسبة له قمة التقنيه والتي أرادها ان تكون طوق نجاة له امام المراقبين الجدد علّهم يرفعون تقريراً خاصاً به إلى الجهات الدوليه فتنقلهم من خانة الإتهام إلى خانة التشكيك بنوايا المعارضه .لقد كان لحادثة قصف البنك المركزي نكهة خاصه,لم ارغب بمعالجتها
عن طريق إسلوب من هو المستفيد من هذه الجريمه ؟
إلاّ أني رغبت في حالة البنك المركزي ان أضيف الى السؤال اعلاه تحليلاً فنياً أيضاً يمكن ان يستفاد منه كقرينة إتهام أيضاً تحفظ ليوم الحساب.
أعزائي القراء
أضفت إلى خبرتي الطويله في الهندسه الميكانيكيه..خبرة أخرى لمهندس امريكي صديق ذو سمعه رائعه في الهندسه الإنشائيه وأحضرنا للإجتماع ٣٠ صوره للبنك المركزي من زوايا مختلفه وشريط الفيديو الذي عرضه تلفزيون النظام وترجمه إنجليزيه لمنطوق بيان سانا..مع معلومات وصلتنا عن طريق السكاي من دمشق للإجابه على أسئله محدده اهمها قطر دائرة سقوط شظايا وبعد ثلاث ساعات من نقاش وصلنا الى النتائج التاليه:
اولاً الناحيه الفنيه: الإصابه كانت على السطح الجانبي للعمود ومركز الإصابه قريبه إلى زاوية إلتقاء واجهة العمود الأماميه مع الواجهة الجانبيه المصابه.
نقطة الإصابه ترتفع عن الأرض ١٨ إلى ٢٠ متر. زاوية التوجيه حوالي ٢٠ درجه, إذن البعد الأفقي لتمركزالرامي عن قاعدة العمود حوالى ٥٠ متراً ,وبعد القاذف عن السور حوالي ٦ إلى ٧ أمتار.. معظم الشظايا سقطت تحت العمود ولم تتناثر إلى مسافات بعيده وهذا له مدلول يعني ان الضربه المقصوده هي للعمود الديكوري بصوره رئيسيه وليس لهدف آخر.
ماذا يعني كل ذلك ؟ يعني أن المكان المختار للتوجيه يجعل من تتابع الأعمده بهذه الوضعيه مختفية وراء بعضها بعضاً دون نفاذ الضوء بينها ,وبالتالي يستحيل للقذيفه أن تنفذ بين عمودين لتضرب الجدار الداخلي للبنك او تنفذ من احدى النوافذ لتلحق اضراراً وحرائق لا أحد يتصور مقدار ضررها. والصور توضح ذلك.
الإستنتاج: إذا كانت الجهه المنفذه هي حسب تعبير النظام (لعصابات مسلحه).وهو إصطلاح يقصد به الجيش الحر المدرب تدريباً عالياً .فإن المفروض أن تكون هكذا عمليه مدروسه بشكل جيد لأنها عمليه نوعيه وخاضعه لتحليل كبار ضباطهم .هذا أولاُ وثانياً ان يكون موقع الرامي عمودياً على واجهة البناء ليسمح بمرور القذيفه إلى النوافذ وإحداث أضرار جسيمه في داخل البناء وهي ضربة محققة مائه بالمائه إذا تم توجيه القذيفه بشكل عمودي على واجهة البنك. ومن هنا يتضح أن غاية النظام هي إحداث فرقعه إعلاميه دون إلحاق أضرار على الأطلاق. وبناءاً على ذلك العمليه ساقطه من ناحية الإخراج الفني .وهي إدانه واضحه للنظام.
ثانياً - الناحيه الإعلاميه :أوقع النظام نفسه في أخطاء شديده ,فقد إستعمل كلمة قذائف بصيغة الجمع ,بينما لايحتاج الأمر لخبير عسكري ليعرف ان العمليه تمت بقذيفه واحده فقط بل بقذيفه ذات جرعه مخففه ايضاً. أما ان تنفذ العمليه من على ظهر سوزوكي بسرعته التي لاتزيد عن اربعين كلم بالساعه وبصوت محركه الأجش الذي يفضحه أينما هرب وبدون حمايه ايضاً فهي بلاهة تضاف الى سلسله من الغباءات لا نهاية لها.
ثالثاً: الأضرار. الأضراء لاتزيد عن ٥٠٠ دولار فقط .مما يعني ان المقصد من كل العمليه هو: ضجه إعلاميه + تبريره لوجود آلياته في المدن + لجوءه إلى منع بعض وسائط النقل تحت ذريعة إستعمالها لغايات إرهابيه.
أعزائي القراء
هذا نظام مجرم وغبي..فعلى المعارضه ان تسلك الطريق العلمي الذكي لفضحه عالمياَ...ولن ندعه مرة أخرى بإعادة تصنيع شركة ابو عدس للقتل والتخريب والمؤامرات.
مع تحياتي