إيران تتحمل مسؤولية تأجيج الفتنة في سوريا والشرق الأوسط

مصدر إسلامي:

إيران تتحمل مسؤولية تأجيج الفتنة

في سوريا والشرق الأوسط

حسان القطب

عاشت إيران مرحلة سياسية واقتصادية صعبة إبان مرحلة حكم شاه إيران حيث من الممكن وصفها بأنها كانت مرحلة قهر وظلم، لكن إيران لم تدخل أبداً في حالة صراع ديني مع محيطها رغم الخلافات التي طبعت علاقة شاه إيران الراحل بدول المنطقة وخاصةً العراق. ولكن النظام الحالي الحاكم في الجمهورية الإيرانية، يريد اليوم الانتقال بإيران من حالة الظلم السياسي والاجتماعي الذي عاشته سابقاً إلى مزيد من التراجع والتخلف والظلم ليصل بالمنطقة إلى عتمة الظلمات عبر إثارة صراعات طائفية ومذهبية وتحريك مشاعر الأقليات واستثارة النعرات الدينية وإحياء الخلافات التاريخية ونشر الفكر الصفوي في المنطقة العربي والإسلامية بأي ثمن ومهما كانت الكلفة باهظة.. بهذا الكلام وصف مسؤول إسلامي بارز قراءته لدور إيران في المنطقة، وبالتحديد في سوريا كما أبدى قلقه من احتمال انفجار الصراع الديني والمذهبي في المنطقة نتيجة إتباع إيران وأتباعها سياسة التحريض والتعبئة والتمويل وشراء الضمائر والذمم وشرذمة القوى السياسية والدينية في مختلف البلاد العربية والإسلامية، إضافةً إلى التنظيم والتوجيه وإثارة القلاقل والمشاكل في دول المنطقة ومحاولة الإشاعة أن الثورات العربية تحولت من انتفاضات على الظلم ومن المطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية والحريات السياسية والإعلامية إلى صراع طائفي ومذهبي بين مكونات المجتمعات العربية.

 وأضاف هذا المسؤول أن الموقف الإيراني المؤيد للبعث السوري يتناقض مع الحرب المفتوحة بين إيران وحزب البعث العراقي منذ عام 1980، وحتى يومنا هذا، مما يعني أن المبادئ العقائدية والثوابت الدينية هي شعارات وليست مسلمات، والنهج السياسي لأتباع إيران في المنطقة هو عينه ويستند لنفس التوجهات. كما أن الحديث عن أن الصراع هو بين مشروعي المقاومة والممانعة، والمشروع الأميركي – الصهيوني، تنقضه الشعارات والعناوين والتحذيرات التي يروج لها إعلام إيران وسوريا وأتباعهم حول إسلامية الثورات والخطر الذي يتهدد الأقليات، ومحاولة إعطاء نظام سوريا حضوراً إسلاميا محاولة لإعطائه براءة ذمة وغسل يديه من الجرائم التي يرتكبها بحق مواطنيه، وما الدعوة التي وجهها تجمع العلماء المسلمين في لبنان (الذي تدعمه إيران) ووزارة أوقاف سوريا لعقد لقاء علمائي وسياسي في بلاد الشام المقبل تحت عنوان: («مؤتمر علماء الشام لنصرة القدس وفلسطين» حيث تم التحضير للمؤتمر بالتعاون بين الفريقين (كدليل على تعاونهما ضد الشعب السوري)، وسيشارك فيه حوالي 400 عالم ديني وشخصية سياسية وفكرية من بلاد الشام (لبنان وسوريا وفلسطين والأردن). ومن ابرز المتحدثين المفتي العام لسوريا الشيخ احمد حسون ووزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وممثل مؤسسة القدس الدولية والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان إضافة إلى عدد من رجال الدين المسيحيين ووفود من فلسطين والأردن ولبنان). إلا محاولة مفضوحة بهدف ذر الرماد في العيون لتغطية مذهبية الصراع وطائفية المعركة التي تقودها إيران بأدوات محلية وبرعاية ودعم مباشر من جمهورية الولي الفقيه. وأضاف المسؤول الإسلامي أن محاولات حثيثة تجري لتشويه صورة الإسلاميين في المنطقة وبالتحديد في دول الربيع العربي ومنها لبنان إعلامياً وسياسياً وعبر رفع تقارير مغلوطة ومدسوسة وبث أخبار وإشاعات كاذبة لزرع الفرقة والشقاق بين مكونات المجتمع العربي وأطيافه الدينية وأحزابه السياسية لإنعاش النظام السوري وإبقائه في السلطة، وتعزيز قدرة حزب الله على خرق الساحة العربية مجدداً لخدمة المشروع الإيراني في المنطقة بوجوه عربية وبأسماء محلية ومكونات إقليمية، وفي الوقت الذي تشيع فيه وسائل إعلامية وبيانات ومقالات صادرة عن قوى مؤيدة لحزب الله عن لقاءات تعقد وتفاهمات تتم بين حزب الله وقوى إسلامية نرى على أرض الواقع العكس تماماً ومما نشاهده ونقرأه التالي:

-        حملة مبرمجة ومنهجية سياسياً وإعلامياً ضد حركة الإخوان في أرجاء الوطن العربي ولبنان، من التشكيك بمصداقية الحركة الإسلامية إلى الترهيب من سلوكها إلى الحديث عن عدم التزامها بالقضية الفلسطينية ودعم شعبها متواطئين مع الولايات المتحدة. رغم أن كل ما يقال ويشاع حول هذا الأمر هو غير صحيح مطلقاً، حيث أن من المعروف أن لقاء شهري دوري يعقد بين قيادة الجماعة الإسلامية في لبنان وقيادة حزب الله، والحديث والنقاش الذي يدور خلال اللقاء مغاير تماماً لما تشيعه هذه المصادر؟؟.وحول هذا الأمر يقول مؤكداً الشيخ حسان عبد الله رئيس المجلس الإداري لتجمع العلماء المسلمين واحد قادة حزب الله: (أن «علاقاتنا مع «الإخوان» بشكل عام جيدة وخصوصا مع الإخوان في لبنان (أي «الجماعة الإسلامية») ومع «الإخوان» في مصر ودول أخرى، لكن ليس لنا حاليا أية علاقة مع «إخوان» سوريا لأسباب عملية ونحن لا مانع عندنا من إقامة العلاقة مع كل الحركات الإسلامية بهدف التنسيق).

-        يتم شن حملة إعلامية واسعة في صحافة لبنانية مؤيدة لحزب الله وسوريا وإيران ضد الحركات السلفية اللبنانية حيث تنشر تقارير متتابعة وعبر وسائل إعلامية متنوعة ولكنها في واقع الأمر تتضمن منطقاً واحداً حيث تشير إلى أصولية هذه الحركات وخطرها كما تعمل على تفكيك تركيبتها التنظيمية، والإشارة إلى خلافاتها الداخلية وتنوع مواقفها وارتباطاتها. والمصدر الرسمي الذي يغذي هذه الصحافة بهذه المعلومات لا شك انه مخابراتي سواء كان محلي أو إقليمي ودولي..، وحول هذا الموضوع وفي ندوة عقدتها لجنة الدراسات في "التيار الوطني الحر" لمناقشة مسألة " التعامل الإعلامي مع الظاهرات المتشددة" يقول الصحافي في جريدة السفير أمين قمورية: (أنه "يجب أن يتم التعاطي الإعلامي مع المتشددين بذكاء وحذر وألا يحوّلهم إلى ضحايا لأن الظاهرة المتشددة تحتاج إلى عدو لتعيش وتستمر"، ودعا في المقابل إلى "التركيز على فضح شعاراتهم وإبراز التناقضات في أفكارهم وممارساتهم". وقال إنَّ المواجهة الأصعب هي مع "الإخوان المسلمين" لأنهم "باطنيون ويفعلون عكس ما يقولون، رغم أنّهم أقلّ تشدداً من السلفيين". واعتبر أنهم "باتوا من ضمن السياسة الغربية في المنطقة بالتعاون مع حزب العدالة والتنمية في تركيا").

-        كذلك أشار بعضهم إلى حالة القلق من الإسلاميين في لبنان نتيجة التداخل السياسي والأمني والتأثيرات المتبادلة بين الواقعين اللبناني والسوري، وفي حين أشار الكاتب إلى قلق الغربيين من الحالة الإسلامية سواء الإخوان منها أو الحالة السلفية، ألمح إلى اطمئنان الدبلوماسيين الغربيين للحالة الأصولية الشيعية التي يمثلها حزب الله. فأشار الصحافي قاسم قصير وهو قيادي سابق في حزب الله إلى هذا الأمر بقوله: (ويشكل الاهتمام بدور التيارات الإسلامية، وخصوصاً الإخوان المسلمين والتيار السلفي إحدى أبرز الأولويات لدى بعض البعثات الغربية ومراكز الدراسات الأوروبية في بيروت. كذلك بدأ الدبلوماسيون الغربيون بالتحضير عبر إعداد دراسات وملفات عن كل القوى والشخصيات السياسية والحزبية والتحالفات الانتخابية المقبلة ودورها في هذه الانتخابات. وأما على الصعيد الأمني، فهناك اهتمام خاص بدور الجيش والقوى الأمنية إن لجهة تعزيز العلاقة بينها وبين الجيوش والأجهزة الأمنية الغربية، أو على صعيد دورها في ضبط الحدود اللبنانية - السورية، فيما تعبّر الأوساط الدبلوماسية الغربية عن ارتياحها واطمئنانها إلى استقرار الأوضاع جنوباً وعدم حصول أية إحداث وتطورات أمنية في مناطق الجنوب، وخصوصاً خلال إحياء ذكرى يوم الأرض في 30 آذار الماضي).

يستشهد المصدر الإسلامي المسؤول بهذه الوقائع ليقول: بأن إيران ومن خلال ما تقدم تسعى لإبقاء الواقع العربي متردي وقلق وفي حال من الضياع والصراع الداخلي وعملية تشكيك وإخافة مكونات المجتمع العربي من بعضها البعض والاستعانة بالقضية الفلسطينية لإعطاء نفسها دوراً إيجابياً في المنطقة ومتقدماً على دول المحيط العربي في حين أن دعمها لا يتجاوز بعض الأموال النقدية والشعارات الفارغة من أية ممارسة جدية وملموسة والإشادة الغربية بالدور الذي يلعبه حزب الله في تهدئة الساحة الجنوبية بالتعاون مع الجيش اللبناني المتعاون مع الجيوش الغربية كما ورد في كلام قصير هو الدور نفسه الذي يمارسه نظام الأسد في سوريا منذ عقود.. خلاصة القول هو أن الدور الإيراني في تأجيج الصراع في المنطقة قد أصبح متقدماً ويجب مواجهته وخاصةً في البحرين، إلى تعزيز سلطة النظام الطائفي في العراق، وصولاً لتأييد بشار الأسد رغم كل ما يمارسه ضد شعبه، حيث أكد ذلك مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان قائلاً: («أن إيران تدعم جبهة المقاومة وشخص بشار الأسد في كل الأحوال». وأضاف «أن العلاقات بين إيران وسورية إستراتيجية» و«أن رؤية إيران في شأن حل الأزمة السورية مبنية على 3 محاور مع المحافظة على حكومة بشار الأسد»). فبقاء الأسد كما يقول المسؤول الإيراني في السلطة يعتبر قضية حياة أو موت بالنسبة لنظام إيران، وبالتالي فإن أدواتها في المنطقة وعلى رأسها حزب الله عليهم التحرك لمساعدته على حساب الشعب السوري ودماء أبنائه، مما يجعل لبنان جزءاً من ساحة الصراع الإقليمي وشعار سياسة النأي بالنفس التي يطلقها بري ونصرالله هي لإخفاء تورط هذا الفريق في دعم حملة قتل وإبادة الشعب السوري التي يقوم بها الأسد سواء كان ذلك مادياً أو سياسياً وإعلامياً..