هل يفعلها الضباط العلويون قبل فوات الأوان
د. أبو بكر الشامي
بعد مرور سنة كاملة على ثورتنا السورية المباركة أسأل العلويين السوريين بكل صراحة : إلى أين أنتم ذاهبون مع بشّار الأسد وزمرته الخائنة .!؟
هل سألتم أنفسكم هذا السؤال طوال تلك الفترة الطويلة .!؟
وهل أنتم واعون للمصير الذي يسوقكم إليه ذلك الغلام الأرعن وعصابته المجرمة!؟
وهل أنتم قادرون على تحمّل تبعات ما أنتم ذاهبون إليه .!؟
لقد ارتكب غلامكم الأرعن بشار مع عصابته المجرمة ، وجل أفرادها من أبناء طائفتكم العلوية ، من الجرائم والموبقات ما يهتزّ له عرش الله ، بعد أن اهتز له الضمير البشري كلّه في مشارق الأرض ومغاربها ، دون أن تهتزّ شعرة في شواربكم ، ودون أي موقف وطني جماعي منكم يرتقي إلى مستوى الأحداث وخطورتها .!
فعلى أيّ شيء تراهنون في سكوتكم هذا ، بل ومشاركة جلّ أبناء طائفتكم ، للعصابة الأسدية المجرمة في جرائمها التي فاقت كل جرائم العصابات الإرهابية ، وعصابات المافيا والإجرام ، وفرق الموت العراقية ، وقطّاع الطرق ، التي عرفتها البشرية في القديم والحديث .!؟
فإذا كنتم تراهنون على قوّتكم العسكرية ، وترسانة الأسلحة لديكم ، فأنتم واهمون!؟
فالقوّة لوحدها لن تستطيع كسر إرادة الشعب السوري الثائر حتى لو فني عن آخره.
وها هي طلائع الجيش السوري الحرّ تتصدى لقطعانكم ، وتكبّدها أفدح الخسائر ، وأعدادها في ازدياد ، وتسليحها في تصاعد ، والشعب السوري كلّه سينخرط فيها ، ويشكل حاضنة لها ، والأمة كلّها أجمعت على دعمها ، وهي قادرة بعون الله على دحر قطعانكم ، وتحطيم عنجهيتكم ، وسحق فلولكم في أقرب مما تتصورون .!!!
أما إذا كنتم تراهنون على دويلتكم العلوية في الساحل كما يروّج لها إعلام العصابة الأسدية الخائنة ، فأنتم واهمون أيضاً ، وهذا انتحار لكم ولطائفتكم .!!!
فموازين القوى اليوم ليست كما هي إبان قيام دويلة الكيان الصهيوني في بدايات القرن الماضي .
والطائرات والدبابات لم تعد هي أسلحة الحسم الرئيسية اليوم ، بعد أن ظهرت صواريخ الردع ، وتوازنات الرعب في العقائد العسكرية الجديدة ...
وها هي صواريخ غزّة تؤرق الكيان الصهيوني ، وتربك سياساته ، وتدوّخ قياداته ، بالرغم من القوّة الهائلة التي يمتلكها ذلك النظام ، وبالرغم من دعم الشرق والغرب له ضد مقاومة غزّة المحاصرة من البر والبحر والجوّ ...!!!
وأيم الله ، لو فقدتم عقلكم وفعلتموها ، ليرجمنّكم الشعب السوري بكل ما يملك من أسلحة وأحذية كما يرجم الحجيج إبليس في الجمرات ...!!!
أما إذا كنتم تراهنون على إيران وحزب الله اللبناني ، فأنتم واهمون جداً .!!!
فإيران دولة فارسية عنصرية ، وهي تبحث عن مصالحها الأنانية
التوسعيّة على حساب العرب والمسلمين ، وتسخّر الجهلة والأغبياء من أدعياء التشيّع
كمطايا للوصول إلى غاياتها ، وهي تتستر بالتشيّع وحب آل البيت والممانعة والمقاومة
للوصول إلى أهدافها الخبيثة ...
وعندما تشعر بأن مصالحها الأنانية العنصرية مهددة بشكل جدي ، فإنها تلفظكم كما تلفظ
التمرة النواة ، وتلقيكم في مزبلة التاريخ كما يلقي أحدنا ورقة الكلينكس بعد أن
يمسح بها حذاءه في سلة الزبالة ...!!!
وإذا كنتم تراهنون على الموقف الروسي والصيني ، فأنتم أغبياء جداً ، فوق كونكم واهمون جداً .!؟
لأن سماسرة السياسة ، وتجار السلاح ، لا يعرفون الأخلاق ، ولا علاقة لهم بالقيم والمباديء ، وسيبيعونكم في سوق النخاسة لمن يدفع أكثر ، وأمتنا العربية والإسلامية بحمد الله قادرة على أن تشتريهم إن لم تكن قد اشترتهم بالفعل .!!!
فإلى أين أنتم ذاهبون أيها العلويون .!؟
وهل أنتم عقلاء أم مجانين .!؟
ثمّ ، أليس فيكم رجل رشيد ، يحذّركم ، وينذركم ، ويبصّركم بعواقب أفعالكم وجرائم صبيانكم ومعتوهيكم ...!؟
لقد خاطبناكم أكثر من مرّة ، وناشدنا فيكم الأخوّة والجيرة والوطنية ، فلم نلق منكم أي موقف جماعي يرتقي إلى مستوى الأحداث وخطورتها ...
وبغض النظر عن المواقف الفردية لبعض أبناء الطائفة العلوية ، التي هي موضع احترام الشعب بجميع فئاته وشرائحه ، فإن موقفكم المسجّل لكم حتى هذه اللحظة هو : المشاركة في قطعان الشبيحة ، والفرقة الرابعة ، والحرس الأسدي ، وقطعان الأمن والمخابرات ، التي أوغلت في دماء السوريين ، وأعراضهم ، وممتلكاتهم ...
وهذه تسمى في العرف الوطني السوري خيانة وطنية عظمى .!!!
بالإضافة إلى ما هو مسجّل لكم من جرائم ضد الإنسانية في المؤسسات الدولية .
وعقوبتها إذا انتصرت الثورة ، وهي منتصرة بإذن الله : ذبح رجالكم ، وسبي نسائكم ، ومصادرة أموالكم وأملاككم ، وقلع شروشكم من جذورها ، ومحوكم من الخارطة السورية إلى الأبد ...!!!
والزمن ينفد أمامكم ، والحبل يضيق على أعناقكم ، ولم يبق لكم إلا مخرج واحد ، فاسمعوه ، ونفّذوه فوراً قبل فوات الأوان ...!!!
انقلاب عسكري ، ينفذه مجموعة من ضبّاطكم ، وبتخطيط وتشاور مع كبار مشايخكم وأهل الرأي فيكم ، ثم تعلنون في بيانكم الأول :
براءتكم من كل ما اقترفته عصابات الأسد وشبّيحته الغادرة الفاجرة ، وتقدّموهم إلى محاكم سورية عادلة لينالوا جزاء ما اقترفته أيديهم الآثمة الغادرة ..
ثم تشكلون في بيانكم الثاني ( مجلس ) أو ( هيأة ) تضمون فيها إليكم نخب من خيرة أبناء الوطن ، ومن كافة الطوائف والأعراق ، لقيادة المرحلة الانتقالية ، التي تهيء لانتخابات برلمانية حرّة ونزيهة في مدّة أقصاها ستة أشهر ...
ثم تسلمون المسؤولية إلى من يرتضيه الشعب ، وتكون لكم اليد البيضاء مع شعبكم وأمتكم ، وتعيشون آمنين مطمئنين في الوطن أنتم وأجيالكم ...
هذا هو المخرج الوحيد المتبقي لكم قبل فوات الأوان ، وإننا لمنتظرون بيانكم الأول