التصدي لمشروع القتل في سورية

من السياسي إلى الإنساني الأخلاقي...

تصريح من جماعة الإخوان المسلمين في سورية

بعد خطاب بشار الأسد الذي أعلن فيه أن الحل الأمني هو خياره الأول لمواجهة إرادة الجماهير، وتأكيده أنه سيضرب معارضيه بيد من حديد، وبعد تأكيد وزير خارجيته أن الحل القمعي أصبح مطلبا شعبيا؛ لم يعد المشهد السوري بحاجة إلى رقابة المراقبين، ولا إلى تقاريرهم التي فضحت زيفها عدسات التصوير، ودماء السوريين التي تسيل في كل المدن السورية على أيدي عصابات النظام، وهي العصابات الوحيدة الموجودة على الأرض السورية..

إن سياسات القمع والانتهاك التي تجاوزت في قسوتها كل حد، وإن أعداد الشهداء المتزايدة من الشباب والنساء والأطفال، و إصرار العصابة المتحكمة في سورية على الاستهتار بأمن الناس ودمائهم؛ إن كل أولئك يخرج قضية الشعب السوري اليوم من الإطار السياسي إلى إطارها الإنساني والأخلاقي التي تلتقي في رحابه العقول والقلوب..

لقد تجاوز ما يجري اليوم على أرض سورية من مجازر، في قسوته وبشاعته، كل ما ارتكبه الصهيونيّ والنازيّ والفاشيّ في تاريخ الإنسانية الحديث. إن ما يجري هناك في حقيقته جرائم يندى لها جبين الإنسانية في كل مكان، ويجعل كل الصامتين عنها شركاء فعليين فيها..

 إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية...

نؤكد على إصرار أبطال شعبنا على الذهاب في مشروع تحررهم، مشروع دولتهم المدنية الحديثة حتى نهايته. وأنهم مصممون على بناء مجتمعهم الحديث، على أسس المساواة والعدل والحب والإخاء.. تصميم يسقط كل مراهنات المراهنين على كسر إرادة شعبنا، لإعادته إلى قمقم الاستبداد والفساد..

ونحمل النظام السوري المسئولية الجنائية والسياسية والأخلاقية، عن كل الجرائم التي يرتكبها هذا النظام وعصاباته باختلاف ألوانها، كما نحمل هذا النظام مسئولية تداعيات هذه الجرائم على حاضر سورية ومستقبلها..

ونعتبر كل الدول والمؤسسات والأحزاب والشخصيات المدافعة عن سياسات النظام تحت أي عنوان، والحادبة عليه بأي طريق، شركاء مباشرين في الجريمة. ونؤكد أنه ليس من المعقول أن يترك المجتمع الدولي لشركاء المجرم أن يصادروا مؤسسات المجتمع الدولي لمصلحته. إن الموقف مما يجري في سورية هو موقف إنساني أخلاقي، ولم يعد موقفا سياسيا يتنازع حوله المتنازعون.

إن فاتورة القتل اليومي الذي يرتكبه النظام، وإن الجرائم التي صنفت لدى الكثير من المنظمات الحقوقية في مستوى حروب التطهير والجرائم ضد الإنسانية والتداعيات الخطيرة المحتملة لهذه الجرائم بما فيها الحرب الأهلية بتوقعاتها الكارثية التي راح النظام يدفع إليها بقوة، لأنه يرى فيها مخرجا وجسرا للانتصار على المواطنين السلميين؛ إن كل تلك الأمور تجعل المبادرة إلى الوقوف في وجه مشروع النظام واجبا أخلاقيا تخاطب بها الدول، والقوى، والشخصيات على المستوى الإنساني، منفردين ومجتمعين..

وإذا تصور حكام دمشق إنهم قادرون على الاستهتار بمؤسسة الجامعة العربية، وعلى مصادرة قرار  مجلس الأمن عن طريق شركائهم في الجريمة فيه؛ فلا يجوز أن يتصوروا أنهم قادرون على العبث بالقيم والقلوب والعقول في كل مكان..