مليون استشهادي سلمي إلى سوريا
أبو طلحة الحولي
هذه الكلمة ليست حماسية ولكنها واقعية ، وليست انفعالية ولكنها الواجب الذي تمليه علينا ثورتنا الحبيبة ..
لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد السوريين المغتربين في مختلف بلدان العالم ، لكن الأرقام تتراوح بين 15 ، و18 مليون سوري . وهذا العدد كبير جدا ولكن أين هم مما يحدث في بلدهم سوريا الحبيبة ؟
لقد هدد مفتي الجمهورية الدموية الاسدية بإرسال استشهاديين إلى كافة أنحاء العالم ، "مع انطلاق أول قذيفة صوب سويا فلبنان وسوريا سينطلق كل واحد من أبنائهما وبناتهما ليكونوا استشهاديين على أرض أوروبا وفلسطين"
هدد وهو ظالم لنفسه ولأبنائه ولأهله وللشعب ، هدد وهو يشرب صباحا ومساء من دماء إخوته وأبنائه من السوريين .
أحبتي السوريين في الخارج :
بارك الله في أعدادكم ، ولذا أريد منكم مليون استشهادي سلمي للزحف إلى سوريا ، مليون استشهادي ، ليس للقتال ، والحرب وسفك الدماء والتفجير ، فهذه ليست من شيم ثورتنا ، ولكن للسلم .
مليون استشهادي سلمي ليس خلفهم أطفال صغار ، أو أباء وأمهات عجزة مسئولون عنهم ، او زوجات عروسات ، يزحفون الى سوريا ، باعوا أرواحهم لله ، لمساندة إخوانهم الثوار ، لإعادة الحرية والكرامة لأطفالهم ، وللإنسان مهما كانت طائفته أو ملته .
نعم .. مليون استشهادي سلمي يزحفون إلى سوريا من كافة الحدود ، يتحركون بفاعلية ، وبصدورهم العارية ، يزحفون إلى سوريا ، يحاصرون الدبابات فتعطل ، ويؤسر من عليها ، بدون قتل او ضرب أو شتم ، ويشلون حركة الشبيحة ، بدون قتل أو بأخف الأضرار .
مليون استشهادي سلمي يساندون الثوار في الداخل ، ويؤازرونهم ، ويشدون على عضدهم ، ويشتتون الشبيحة ، فيكونون كالأشباح ، وكمذياع القاشوش ..
مليون استشهادي سلمي ، واكرر مئات المرات سلمي ..سلمي .. سلمي .. فهل سيكون النظام وشبيحته ورجاله المستوردين من الخارج أكثر عددا ، وأكثر حمية ، نحن لنا هدف ، وهم بلا هدف ، نحن لنا ضمير ، وهم بلا ضمير ، نحن لنا إنسانيتنا التي كرمها الله ، وهم بلا إنسانية ، { أولئك كالأنعام بل هم أضل } ، نحن ولله الحمد آمنون مطمئنون بثورتنا متجهون الى الله ، وهم ضائعون خائفون لا يتجهون إلى الله ، نحن نطلب الموت لتوهب لنا الحياة والسعادة ، وهم يطلبون الحياة ليوهب لهم الموت والشقاء .
هل يستطيع الشبيحة والنظام الاتجاه إلى الله ورفع الأيادي بالدعاء أن ينصره ويعينه على إطفاء نوره والقضاء على دينه ، وعلى إبادة الثورة ؟
لقد أمر رسولنا الكريم الصحابة في غزو احد ان يردوا على قريش عندما قالوا : لنا العزى ولا عزى لكم ، أن يقولوا : الله مولانا ولا مولى لكم.
فإذا كان هؤلاء الشبيحة وهذا النظام الفاشي المتهالك يصرون في محاربة الثورة ، ويدأبون في سفك دماء الشعب ، ويهتكون حرمات الله بلا ملل ، فمن الأولى بالإصرار والمثابرة والصبر؟!
إن الثورة بحاجة إليكم انتم ، لماذا نطلب الدعم والتدخل الخارجي ، وانتم موجودون ؟ هل وجودكم فقط يكون بمشاهدة الثورة من بعيد عبر الشاشات !!
هل تنتظرون من الغرب الذي لا يسعى إلا لمصالحه ، واستعباد البشر العمل لثورتنا أكثر منا ؟
هل تنتظرون التدخل الأمريكي والأوربي والروسي وانتم تعلمون أنهم لن يتدخلوا إلا بعد معرفة البديل ؟ أي أن يكون البديل نظام طاغوتيّ يحافظ على مصالحهم ، ويكون عبدا لهم ، مثل نظام الأسد !!
هل سنبقى كما هو معروف عن العرب أنها شعوب تجيد الكلام والشتم والاستنكار ؟
أيها السوريون : انتم غير ، فبلاد الشام ارض مباركة ، دعا لكم رسول الله بالبركة " اللهم بارك في شامنا " وانتم مقياس فساد الأمة وصلاحها " إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم " ، أنتم غير ، وما تزال مشاركاتكم ضعيفة ، هزيلة ، لا ترتقي لمستوى حدث الثورة العظيم والكبير ، وإذا لم ننهض ونكون فاعلين وايجابيين في ثورتنا هذه ومساندة أخواتنا ، فماذا نقول غدا للشهداء وللجرحى و لابناءنا ؟
انظروا إلى أبناءكم إنهم يهتفون لسوريا ، ويحفظون أناشيد الثورة ، ويرفعون أيديهم عاليا بالهتافات ، وهم أطفال صغار ، لم يبلغوا الحلم ، تأملوا أبناءكم !! فطرتهم تنطق !! براءتهم تنطق !! ألسنتهم تنطق !!
أيها السوريون في الخارج : سلام الله عليكم ، إن الشهداء ينظرون من عليين إليكم لينظروا ماذا انتم فاعلون ؟ والتاريخ يسطر منتظرا منكم وقفة صدق ليسطر لكم الحرية ومجد الدنيا والآخرة .
أيها السوريون في الخارج : الثورة ليست بحاجة إلى أمريكا أو الأمم المتحدة أو الجامعة العربية ، وإنما بحاجة إلى السوريين الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق قال ابن حوالة خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك فقال عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله "
قال العز بن عبد السلام : " واخبر صلى الله عليه وسلم أن الشام في كفالة الله تعالى وان ساكنيه في كفالته ، وكفالته : حفظه وحياطته ، ومن حاطه الله وحفظه فلا ضيعة عليه "
الثورة بحاجة إليكم أيها السوريون قلبا وقالبا ، فهي منكم واليكم !!
والله اكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين . والله يحفظكم .