رأي حول تفجيري دمشق
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
يوجد رأيين حول التفجيرين: رأي يقول أن وراءهما الجيش السوري الحر , أو عليه بصمات القاعدة .
والرأي الآخر , هو من تدبير أجهزة المخابرات السورية .
فإن كانت العملية من تنفيذ أبطالنا في الجيش الحر , فهي عملية في قلب النظام المجرم , وإن أردنا أن نقول أن توقيتها كان خطأً , فعلينا أن ننظر إلى موقف عدو الجيش الحر أولاً , فخلال الأيام الأربعة الماضية , قام النظام المجرم بمجازر جماعية , ذهب ضحيتها مئات الشهداء , رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته , فلم نسمع عن هذه الجرائم التي ارتكبت سوى قول من فرنسا , وتصريح خجول من أمريكا , وانتقادات مجاملة من هنا وهناك , والجامعة العربية صامتة صمت القبور .
فالفرصة لاتأتي كثيراً ويجب استغلالها , وإن كانت من تنفيذ أبطالنا , فحياهم الله على فعلهم الرائع هذا , ويكفي بكاء فيصل المقداد حتى ولو كان كاذباً .
ومن طرف آخر لما الخوف , فأبطال جيشنا الحر يضربون في كل مكان , وعليهم أن يضربوا مثل هذه الضربات وغيرها , فعدونا لايمتلك ذرة من الضمير ولا من الرحمة , وعندما يكون الانسان خالياً من كل شيء فلا تنفع معه إلا القوة .
يعلق البعض ويحلل عن المكتسبات السياسية للنظام المجرم من هذه العملية , ولكن في المقابل نسأل السؤال الآتي :
حتى الآن مالذي قدمه العالم لنا ولثورتنا , فلولا الحياء أمام من عنده ضمير , لبقوا على صمتهم ليوم الدين
الثورة مستمرة , وستنتصر بهمة الثوار السلميين والعسكريين بإذن الله تعالى
فما الذي نفع الثورة أقوالهم ؟
هو منذ البداية يقول نحارب عصابات دخيلة وسلفية , والآن يضع أمامه القاعدة
بن حلي لاكثر الله أمثاله , ممتعض جداً من التفجيرات , ولم نسمع امتعاضه على شهدائنا في كفرعويل وجبل الزاوية , إنهم يجدون في هذه التفجيرات أن طفلهم المدلل قد ضُرب في عقر داره وفي مركز قوته , فخافت عليه أمريكا وخافت عليه الجامعة العربية
عشرة أشهر مضت والقتل شغال والاعتقال والتهجير , وكل أنواع الجرائم والتعذيب المميت , والكل صامت صمت القبور
وهنا ليس أما الثوار إلا هذا الحل :
كل من يجد في نفسه القدرة على حمل السلاح وينضم تحت لواء الضباط الأحرار فليفعل , والذي لايستطيع , يتظاهر سلمياً , فالمعركة بين عناصر انشقت عن الجيش وعناصر من الجيش , وعناصر الجيش مدعومة من شبيحة ومجرمين وفرس وعراقيين ولبنانيين , وجيشنا الحر , ندعمه نحن الثوار .
نحن نفعل مانستطيع , والجرمون يستخدمون كل وسائلهم
وعلى الجميع دعم الجيش الحر , ودعم الثوار السلميين , ووأعداؤنا في طريقهم الأمني والذي لم يحيدوا عنه أبداً , ونحن في طريقنا الثوري , ولن نحيد عنه حتى انتصار ثورتنا .
وهنا إن كانت من تدبير النظام المجرم , فهو قد وقع في شر أعماله , فالعملية بحد ذاتها تؤثر معنوياً على مؤيديه ومناصريه , وهي بالأساس واصلة لدرجة متدنية , وترفع من معنويات الثوار .
إخواني الثوار لاتهتموا بكل ألاعيبهم , وسيروا على الطريق الذي أنتم اخترتموه وأنتم شقه وعبده , ولا يمنع فضح عدوكم , والحذر من مطبات يضعها أمامكم , ولكن إصراركم وثباتكم ووحدتكم , هي التي ستقلل من أخطائكم .